-

موضوع عن فتح مكة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سبب فتح مكة

إنّ السبب الرئيس لفتح مكة هو اعتداء قبيلة بني بكر على قبيلة خزاعة لثارات قديمة بينها، وتمّ الاعتداء في شعبان من العام الثامن للهجرة، حيث ينص بند من بنود صلح الحديبية أنّه من أراد أن يدخل في حزب رسول الله صلى الله عليه وسلم من القبائل فله ذلك، ومن أراد أن يدخل في حزب قريش من القبائل فله ذلك، فدخلت قبيلة خزاعة في حزب الرسول عليه الصلاة والسلام، ودخلت بنو بكر في حزب قريش، وأحد بنود الصلح الأخرى يقتضي أنّه من يعتدي على أي حزب من الحزب الآخر يعني الاعتداء على من يحالفه، فعند وصول خبر اعتداء بكرٍ على خزاعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قرّر رد العدوان، والسير إلى مكة لفتحها، وكان قد كتم الخبر حتى عن أزواجه، وتجهز للجهاد.[1]

أحداث ما قبل فتح مكة

التجهز والاستعداد للغزوة كان بدايةً بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتمان الوجهة حرصاً منه على على انقطاع أي خبر يمكن أن يصل إلى قريش ومنعًا من إعطائهم فرصة للتجهز والاستعداد، ومن وسائل التمويه الأخرى قيامه صلى الله عليه وسلم بإرسال سرية تمويهية لتحويل انتباه قريش وحلفائها فيؤمنوا جانبهم، ثمّ خروج جيش المسلمين من المدينة بعد الانتهاء من التجهُز في جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل، في العاشر من رمضان، وقد انضم لجيش الملسمين من تأخّر من القبائل، فمن بني سليم 700 مقاتل وقيل ألف مقاتل، ومن غفار 400 مقاتل، ومن أسلم 400 مقاتل، ومن مزينة 1003 مقاتلاً، وغيرهم من قريش والأنصار والطوائف من العرب من تميم وقيس وأسد.[2]

قبل دخول مكة المكرمة

من الأحداث المهمة التي سبقت دخول مكة المكرمة قدوم العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه إلى المدينة مهاجرًا، وإسلام أبي سفيان رضي الله عنه وعبدالله بن أمية بن المغيرة، ومن ثمّ سماح النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالإفطار، ومعسكرهم في مرّ الظهران، حيث تفاجأت قريش بوجود المسلمين على تخوم مكة المكرمة، فأرسلو أبا سفيان الذي عاد إليهم مسلمًا بعد أن رأى قوة المسلمين وعزتهم، فأمر قومه باللجوء إلى بيوتهم وداره أو إلى المسجد، وقد حذرهم من مقاومة المسلمين أو قتالهم.[3]

الزحف إلى مكة المكرمة ودخولها

دخل عليه الصلاة والسلام مكة المكرمة من كداء بعد أن قسم الجيش إلى ميمنة وميسرة، على الميمنة خالد بن الوليد رضي الله عنه، وعلى الميسرة الزبير بن العوام رضي الله عنه، وذلك لضمان أي مقاومة من أي جهة ولتشتيت قريش وتقسيمها.[3]

انتهت أحداث فتح مكة المكرمة بدخوله عليه الصلاة والسلام المسجد الحرام واستلامه للحجر الأسود وتقبيله، ثمّ طوافه حول البيت الحرام وعليه 360 صنمًا،[4] فأصبح يطعنهم ويقول: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)،[5] وفي اليوم الثاني خطب عليه الصلاة والسلام قائلًا: (إنَّ مَكَّةَ حرَّمَها اللَّهُ، ولم يحرِّمها النَّاسُ، ولا يحلُّ لامريء يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ أن يسفِكَ بها دمًا، ولا يَعضدَ بِها شجرًا، فإن ترخَّصَ أحدٌ لقتالِ رسولِ اللَّهِ فيها فقولوا لَهُ: إنَّ اللَّهَ أذنَ لرسولِهِ ولم يأذَن لَكَم، وإنَّما أذنَ لي فيهِ ساعةً من نَّهارِ، وقد عادَت حرمتُها اليومَ كحرمتِها بالأمسِ، وليبلِّغِ الشَّاهدُ الغائبَ)،[6] وعفا عن أهلها، وبايع رجالها ونساءها على السمع والطاعة، ثمّ قفل عائدًا إلى المدينة بعد أن أقام في مكة المكرمة تسعة عشر يومًا.[4]

المراجع

  1. ↑ "فتح مكة.. الفتح المبين"، قصة الإسلام، 12-1-2011، اطّلع عليه بتاريخ 20-2-2018.
  2. ↑ د. هند بنت مصطفى شريفي (11-4-2014)، "أحداث ما قبل فتح مكة (1)"، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2018.
  3. ^ أ ب د. هند بنت مصطفى شريفي (18-1-2014)، "أحداث ما قبل فتح مكة (2)"، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2018.
  4. ^ أ ب "فتح مكة 8 هـ"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2018.
  5. ↑ سورة الإسراء، آية: 81.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي شريح العدوي الخزاعي الكعبي، الصفحة أو الرقم: 2876، صحيح.