موضوع عن أهمية الصلاة
تعريف الصلاة
الصلاة لغةً: الدعاء، وشرعاً: أداء أقوال وأفعال مخصوصة، مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم، وسمّيت صلاة لاشتمالها على الدعاء، وقد فُرضت ليلة الإسراء، وهي عمود الدين، وأعظم ركنٍ بعد الشهادتين، قال عليه السلام: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة).[1][2]
فضائل الصلاة في الإسلام
إن للصلاة فضائل جمّة، ومنها:[3]
- أفضل الأعمال بعد الشهادتين، ففي الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود: (سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها).[4]
- تنهى عن فعل الفواحش والمنكرات، قال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ).[5]
- هي الغاسلة للخطايا والذنوب.
- مكفّرةٌ للسيئات، قال رسول الله: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).[6]
- نورٌ ونجاة يوم القيامة.
- وسيلةٌ لرفع الدرجات ودخول الجنات برفقة النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديث ربيعة بن كعب، حيث قال: (أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ).[7]
- من أدّاها في المساجد كُتبت له حسنات، ورُفع درجات، وحُطّت عنه الخطايا والسيئات، قال رسول الله: (مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً).[8]
- عند ذهاب المسلم للمسجد لأداء الصلاة يُعَدُّ له نُزُلاً في الجنة كلما غدا أو راح.
- كفّارةٌ للذنوب إن أدّى الصلاة التي بعدها، قال النبي عليه السلام: (لا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فيُحْسِنُ الوُضُوءَ فيُصَلِّي صَلاةً إلَّا غَفَرَ اللَّهُ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الصَّلاةِ الَّتي تَلِيها. وفي رواية: فيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يُصَلِّي المَكْتُوبَةَ).[9]
- صلاة الملائكة على صاحبها طالما بَقي في مصلاه.
- انتظار المسلم لأداء الصلاة يجعل له أجر الرباط في سبيل الله، قال رسول الله: (وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ).[10]
- من يخرج للصلاة يكتب له ذهابه ورجوعه، قال رسول الله: (إذا توضأ أحدُكم في بيتِه ثم أتى المسجدَ كان في صلاةٍ حتى يرجعَ).[11]
الأسباب المعينة على أداء الصلاة
إن من الأسباب المعينة على المواظبة على أداء الصلوات ما يأتي:[12][13]
- اللجوء إلى الله بصدقٍ وإخلاصٍ.
- قول لا حول ولا قوة إلا بالله عند قول المؤذن: حي على الصلاة، حي على الفلاح.
- تنظيم الوقت حسب أوقات الصلوات، مع أخذ وقتٍ كافي من الراحة.
- الصحبة الصالحة التي تعين على أداء الفرائض.
- الابتعاد عن المعاصي، لأن الذنوب تقييد.
- ذكر الله يطرد الشيطان.
- تنبيه وتذكير من هم حولك بضرورة القيام للصلاة.
- تجديد النية والنوم على طهارة.
- معرفة فضل الصلوات وخطورة التخلّف عن أدائها.
- صحبة الصالحين، والجلوس عند العلماء، والاستماع لدروسهم، والمداومة على تذكّر الآخرة، وتجديد التوبة.
أحكام الصلاة
إن للصلاة أحكامٌ لابد من مراعاتها، وتتكون من شروط، وأركان، وواجبات، وسنن، وفيما يأتي بيانٌ لها:[14][15]
- الشروط: إذا اختل أحدها تكون صلاته باطلة، وهي: الإسلام، والعقل، والتمييز، والطهارة، وستر العورة، واجتناب النجاسة، والعلم بدخول الوقت، واستقبال القبلة، والنية، والقصد.
- الأركان: هي التي إن لم يأتِ بها بطلت الركعة، وهي: القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والاعتدال، والسجود، والرفع منه، والجلوس بين السجدتين، والطمأنينة في الجميع، والترتيب، والتشهد الأخير، والجلوس له، والتسليمة الأولى.
- الواجبات: إذا اختل واحد منها ولم يأت به المصلي جبره بسجدة السهو، وهي: التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وقول سمع الله لمن حمده، وقول ربنا ولك الحمد، وتسبيح الركوع مرة واحدة، وتسبيح السجود مرة واحدة، وقول رب اغفر لي بين السجدتين مرة واحدة، والتشهد الأول.
- مبطلات الصلاة: وهي الكلام العمد، والضحك، والأكل، والشرب، وكشف العورة، والانحراف عن جهة القبلة، والعبث الكثير، وحدوث النجاسة.
- السنن: وهي التي إن أتى بها المصلي يؤجر، وإن لم يأت بها فليس عليه شيء، وتنقسم إلى قسمين:[16]
- سنن قولية: وهي: دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام، بقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"، التعوذ، البسملة، قول آمين، قراءة سورة بعد الفاتحة، الجهر بالقراءة للإمام، قول بعد سمع الله لمن حمده "ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيءٍ بعد"، الزيادة في تسبيح الركوع عن المرة الأولى؛ أي الثانية والثالثة، الزيادة في تسبيح السجود عن المرة الأولى؛ أي الثانية والثالثة، الزيادة في قول رب اغفر لي بين السجدتين، الصلاة على آل النبي والبركة عليه وعليهم، والدعاء قبل التسليم.
- سنن الأفعال: وهي: رفع اليدين مع تكبيرة الإحرام، ورفعهما عند الركوع، وعند الرفع منه، وحطّهما عقب ذلك، ووضع اليدين فوق بعضهما بحيث تعلو اليمين على الشمال، واتجاه النظر لمكان السجود، والتفرقة بين القدمين في حال القيام، وقبض الركب حال الركوع مع تفريج الأصابع، ومدّ الظهر على استقامة مع الرأس، وتمكين أعضاء السجود من الأرض، وتوسيع العضد عن الجنبين وكذلك البطن بعيداً عن الفخذ، ويفرق بين الركبتين مع نصب القدمين، أما أصبع القدمين فبطنها على الأرض وتكون متفرّقة، وأما اليدين فتكون بمحاذاة المنكبين، مع ضرورة بسط الأصابع وضمّها، وهذا حال السجود، والجلوس جلسة الافتراش بين السجدتين وفي التشهّد الأول، أما التشهد الأخير فيجلس جلسة التورّك، وعند التشهد يضع اليدين على الفخدين منبسطة ومضمومة الأصابع، وفي حال الجلوس بين السجدتين وفي التشهد الأخير مع قبض اليد اليمنى ويشير بالسبابة عند ذكر الشهادتين، والالتفات إلى اليمين واليسار عند التسليم.
حكم الصلاة وحكم تاركها
الصلاة من أحب الأعمال إلى الله، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي ركنٌ من أركان الإسلام، وهي فريضة واجبة على كل مسلمٍ، عاقلٍ، بالغٍ، سواء كان ذكراً، أو أُنثى، أما تاركها؛ فإما أن يكون تركه لها جحوداً وإنكاراً، فعندها يكون حكمه أنه كافرٌ مرتدٌّ عن دين الله، وهذا يُستتاب ثلاثة أيام، فإن تاب وإلا قتل، وأما من تركها كسلاً وتهاوناً؛ فهو فاسقٌ عاص يعاقب تعزيراً حسب ما يرى الحاكم أو القاضي.[17]
المراجع
- ↑ رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2616 ، حسنٌ صحيح.
- ↑ شرح الروض المربع، "من بداية: كتاب الصلاة"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2019. بتصرّف.
- ↑ سعيد القحطاني (6-11-2012)، "فضل الصلاة في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 527، صحيح.
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 45.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 233، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 489، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 666، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 227، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 251، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 297، صحيح.
- ↑ د.أحمد الفرجابي (9-8-2005)، "الأسباب المعينة على المحافظة على صلاة الجماعة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2019.
- ↑ الشبكة الإسلامية (7-4-2015)، "من الوسائل المعينة على المحافظة على الصلاة "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2019. بتصرّف.
- ↑ ماجد البنكاني (15-5-2017)، "فوائد وثمرات الصلاة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2019.
- ↑ ابن قيم الجوزية،عادل بن سعد (2006)، الجَامعُ لأحكامِ الصَّلاة وصِفة صَلاة النَّبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (الطبعة الأولى)، بيروت - لبنان: الكتاب العالمي للنشر، صفحة 25، جزء الأول. بتصرّف.
- ↑ الإسلام سؤال وجواب (20-12-2004)، "أركان الصلاة وواجباتها وسننها"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2019. بتصرّف.
- ↑ محمود عويضة (2003)، كتاب الجامع لأحكام الصلاة (الطبعة الأولى)، الأردن: المكتبة الوطنية، صفحة 55-57، جزء 1. بتصرّف.