-

السفر في الصيام

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

السفر في الصيام

شرع الله -تعالى- رخصة الفطر لمن يُسافر أثناء الصيام؛ ودليل ذلك ما ورد في القرآن الكريم من قول الله -عزّ وجلّ-: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر)،[1] ولذلك فقدّ كان من هدي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أن يُفطر في بعض أسفاره ويصوم في بعضها الآخر، وكذلك كان يفعل الصحابة -رضي الله عنهم-؛ ممّا يدل على أنّ الإفطار رخصةٌ، فللمسافر أن يُفطر إن شاء أو أن يصوم، ويشمل هذا الحكم كلُّ من كان مسافراً؛ فلا فرق بين من يُسافر على ظهر جملٍ، أو بسيارةٍ، أو بسفينةٍ، أو حتى بطائرةٍ، وحتى لو كان المسافر يعمل في مهنةٍ تتطلب منه السفر على الدوام؛ كالسائقين مثلاً، فهؤلاء يحقّ لهم أن يُفطروا ما داموا مُتنقلين من بلدٍ إلى بلدٍ، فإذا رجعوا إلى بلدانهم صاموا.[2]

المفاضلة بين الفطر والصيام بالنسبة للمسافر

اتفق أصحاب المذاهب الأربعة وجماهير الفقهاء من الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم- أنّ صيام المسافر جائزٌ مجزئٌ، إلّا أنّ المفاضلة بين صيامه وفطره تأتي مفصّلةً وفق الحالات الآتية:[3]

  • إذا لم يكن للصيام أيُّ تأثيرٍ عليه؛ بمعنى أنّ الصيام والإفطار يستويان لديه؛ فالأفضل في حقّه أن يصوم؛ وذلك لأنّ الصيام أسرع في إبراء ذمته من القضاء بعد رمضان، وهو أيضاً أيسر بالنسبة إليه؛ لأنّ الصيام مع الناس أسهل من الصيام منفرداً، كما أنّ صيامه في هذه الحالة يكون في زمن رمضان المبارك لا بعد انقضائه.
  • إذا كان الإفطار أرفق وأيسر له فإنّ الأفضل في حقّه أن يُفطر، وإذّا شقّ عليه الصيام بعض الشيء كان الصيام مكروهاً في حقه؛ لأنّ اختيار المشقة رُغم وجود الرخصة الشرعيّة علامةٌ على العدول عن الرخصة التي شرعها الله -عزّ وجلّ-.
  • إذا كان الصيام يشقّ على المسافر مشقةً بالغةً؛ فيكون في حقّه مُحرّماً، ويجب عليه الإفطار.

حكم إمساك المسافر عند وصوله إلى بلده

اختلف العلماء في حكم إمساك المسافر المفطر عن المفطرات بعد وصوله إلى بلده؛ فذهب بعضهم إلى وجوب الإمساك عن المفطرات؛ لأنّ رخصة الإفطار إنّما شُرعت لأجل السفر، وبما أن سفره قد انتهى بوصوله إلى بلده؛ فلا يجوز له أن يستمر في الترخّص، بل يجب عليه أن يُمسك عن المفطرات، وذهب آخرون إلى جواز الاستمرار بالإفطار وعدم وجوب الإمساك فيما تبقّى من اليوم؛وذلك لأنّ المسافر قد أفطر من أوّل النهار برخصة السفر، ويجب عليه أن يقضي ذلك اليوم كما يقضي باقي الأيام التي أفطرها أثناء سفره.[4]

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة، آية: 185.
  2. ↑ "مشروعية الفطر للمسافر "، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-8. بتصرّف.
  3. ↑ "أيهما أفضل : الفطر في السفر أم الصوم ؟"، www.islamqa.info، 2001-11-25، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-8. بتصرّف.
  4. ↑ "حكم إفطار المسافر بعد انتهاء السفر"، www.islamweb.net، 2011-7-4، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-8. بتصرّف.