-

أنواع الغضب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الغضب

يعرّف الغضب على أنه الاستجابة العاطفية للإنسان نتيجةً لحدث خارجي أو داخلي قد يكون على شكل تهديد أو اعتداء أو ظلم، كما أنّ هناك العديد من النظريات التي تفترض أن الغضب هو استجابة تكيفيّة تكمن منفعتها في الحماية من الخطر، ويختلف شكل الغضب من شخصٍ لآخر اعتماداً على الطريقة التي تعلمها الشخص في كيفية التعامل مع هذا النوع من المشاعر ضمن عائلته والمكان الذي نشأ فيه، حيث تتقبل بعض العائلات إظهار المشاعر والتعبير عنها، فيما لا تتقبل عائلات أخرى ذلك، أو قد تسمح بعض العائلات لأفرادٍ معينين فقط بإظهار غضبهم والتعبير عن مشاعرهم، وهي الأمور التي يعود إليها التنوّع في التعبير عن الغضب، ففي الحين الذي يمكن لبعض الأشخاص أن يعبروا عن غضبهم على شكل بكاء يلجأ أشخاص آخرون للتعبير عنه بواسطة الصراخ، فيما قد يرغب البعض في الانطواء والانعزال.[1]

هناك العديد من العوامل التي تُحفّز الشعور بالغضب لدى الإنسان، كالتجارب السابقة، أو مواجهته ليومٍ سيئ، أو تكرار خطأ ما للحد الذي يجعل صبره ينفد، حيث إنّ الأسباب التي تؤدي لشعور الإنسان بالغضب هي نفسها تقريباً منذ ملايين السنين، وتتلخّص فيما يأتي:[2]

  • مواجهة خطر يشكّل تهديداً على الشخص أو على أحبائه.
  • التعرّض لاعتداءٍ لفظي أو جسدي.
  • الشعور بالإهانة بسبب التقليل من ثقة الشخص بنفسه أو مكانته ضمن مجموعة من الناس.
  • عرقلة سعيه للوصول إلى أحد الأهداف.
  • الاعتراض على مبدأ مهم بالنسبة للشخص.
  • التعرض لمعاملة ظالمة والشعور بالعجز عن تغييرها.
  • الشعور بخيبة الأمل.
  • النقد السلبي الذي يتعرض له الفرد.

أنواع الغضب

إنّ معرفة نوع الغضب الذي يمر فيه الشخص تفيده في تحديد الطريقة أو الاستراتيجية الممكنة للتحكم في غضبه، وفيما يأتي ذكر لأنواع الغضب العشرة الأكثر شيوعاً:[3]

الغضب الحازم

يُعتبرُ الغضب الحازم (بالإنجليزية: Assertive Anger) نوعاً من الدبلوماسية، حيث يتّسم الشخص الذي يمر بهذا النوع من الغضب بالهدوء، والاستقامة، كما ينظر إليه الآخرون على أنّه شخص مسيطر، وحازم، ومرن، وسريع الاستجابة أثناء الخلافات والظروف المحبطة،[4] حيث إنّه لا يوجّه الإهانات، ولا يلجأ للعنف، ولا يتجنب المواجهة بل على العكس تماماً فهو شخص يحوّل مشاعر الإحباط والغضب إلى محفِّز لتغيير ما يحدث بطريقةٍ إيجابية، وبالتالي يعتبر الغضب الحازم أكثر أنواع الغضب إيجابية من بين الأنواع الأخرى،[3] ومن الأمثلة على ذلك توجّه الشخص إلى لفت انتباه غيره إلى أنّ تصرفاً قد بدَر عنه يُشعره بالغضب، ويكون ذلك بطريقةٍ مباشرة صادقة، ولبقة، ومعبّرة عن النفس لا تُنقص من احترام الشخص لنفسه بشيء، بحيث تنبع من إيمانه بأنه مسؤول عن حماية حقوقه، وبأنّ احترامه للآخرين لا يعني بالضرورة تقبَُّل جميع تصرفاتهم، مما يضمن حفظ حقوق جميع الأطراف دون انتقاص احترام أي طرف منها.[5]

تكمن الميزة الحقيقة لهذا النوع من الغضب في أنّه في الوقت الذي يدافع فيه الشخص عن حقوقه وقناعاته وحاجاته، فإنّه يفكّر في الآخرين أيضاً، أي أنّ احساس الفرد بالمجتمع هو المسيطر دون إغفال حق الذات في الوقت عينه.[6]

الغضب السلوكي

يتمثل التعبير عن الغضب السلوكي (بالإنجليزية: Behavioral Anger) بطريقةٍ جسدية، وغالباً ما تكون عدوانية، حيث يشعر الشخص الذي يمر بهذا النوع من الغضب بأن مشاعر غضبه قد غلبته مما يُفقده السيطرة على نفسه، ويدفعه للاعتداء على الآخرين جسدياً أحياناً، أو إلى تحطيم الأشياء من حوله،[3] ويعتبر هذا الغضب شائعاً جداً بين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية أو سلوكية، كاضطراب طيف التوحد، ونقص الانتباه، والقلق، وتوتر ما بعد الصدمة، وبعض أشكال الاكتئاب، مما يعني أنّه من النادر تعرّض شخص سوي لهذا النوع من الغضب مما يُوجب البحث عن الأسباب الجذرية له في حال حدوثه.[7]

يتعرّض الشخص المصاب بالغضب السلوكي إلى نوبات غضب بشكل منتظم ومتكرر تكون على شكل هيجان شديد، دون وجود سبب واضح، أو مصدر استفزاز قد يتعرض له، كما أنّ هذه النوبات قد تستمر لفترة طويلة، مما يؤثر على حياة الفرد وعلاقاته الشخصية بشكل سلبي، وقد يتجه الشخص لتعاطي الكحول أو المخدرات، بالإضافة إلى إمكانية تعرّضه لمشاكل صحيّة عديدة منها ضغط الدم، لذلك يتوجّب عليه الحصول على مساعدة مختصة في تدريب الدماغ العصبي والعلاج السلوكي المعرفي.[7]

الغضب المزمن

الغضب المزمن (بالإنجليزية: Chronic Anger) هو الشعور بالاستياء المستمر من الجميع الذي يسببه غضب الشخص من نفسه أو إحباطه من الظروف المحيطة،[3] وغالباً ما تكون أسباب هذا النوع الجذرية أحداث مؤلمة قد تعرّض لها الشخص في الماضي ولم يتمكن من تخطّيها، كالاعتداء الجسدي والنفسي أو الإهمال، وعادةً ما يختبئ هؤلاء الأشخاص خلف الغضب لحماية أنفسهم من الألم والمعاناة، حيث يمكن أن يساعدهم ذلك على تقليل التوتّر والقلق الناشئَين عن تأمّل الشخص لذاته، فيكون الغضب بمثابة إلهاء النفس عن التأمل الذاتي وفهم الذات الضروريين لتشكيل شخصية مرنة تعكس الذات الحقيقية المرجوة للفرد، بالتالي يُجنّب الغضب المزمن الأشخاص من تحمّل مسؤولية حياتهم عن طريق إلقاء اللوم على الآخرين والظروف التي يمرّ بها.[8]

من الأمثلة هذا النوع تلك الملاسنات والتعليقات الغاضبة التي تبتعد كل البعد عن كونها حججاً عقلانية والموجودة على موقع التواصل الاجتماعي، حيث إنّ الغضب المزمن يُعمي بصيرة هؤلاء الأشخاص، فيُعْجِزهم عن محاولة البحث عن الإيجابيات في الآخرين وحتى في أنفسهم أثناء الخلافات، مما يجعل فرصتهم في أن يكونوا أشخاصاً منفتحين ورحيمين ومتفهمين ضئيلة للغاية.[8]

الغضب الحُكمي

الغضب الحُكمي (بالإنجليزية: Judgmental Anger) هو الغضب الذي يكون نتيجةً لسببٍ منطقي كظلمٍ قد يتعرض له شخص ما، أو خطأ شخصٍ آخر مما يجعله يبدو كغضب مبرر، لا سيما أنَ من يعاني من هذا الغضب يرى في نفسه تفوقاً أخلاقياً يخوّله لتوجيه النقد اللاذع للآخرين وإهانتهم دون أي شعور منه بالذنب، فيما قد ينبئ نقده بهذه الطريقة عن أبعاد أخرى قد تتمثل بنوايا غير طيبة تجاه أولئك الذين يتعرّضون للنقد أحياناً، أو رغبته في السيطرة عليهم وشعوره بالتحسّن.[3][9]

الغضب القاهر

الغضب القاهر (بالإنجليزية: Overwhelmed Anger) هو أحد أنواع الغضب التي يصعُب التحكم بها، والذي يحدث بسبب شعور الشخص باليأس والإحباط الناتجين عن المواقف أو الظروف الخارجة عن سيطرته، كالظروف التي يتحمّل فيها الشخص الكثير من المسؤولية،[3] أو عند الشعور بالخوف الشديد، أو حين تكون الضغوطات الداخلية، أو المطالب الخارجية أكبر من قدرة الشخص على تحمّلها والتكيّف معها.[10]

الغضب السلبي العدواني

يُعَد الغضب السلبي العدواني (بالإنجليزية: Passive Aggressive Anger) تعبيراً غير مباشر عن الغضب من قِبل شخص لا يملك القدرة على التعبير عن غضبه أو شعوره بالألم بشكلٍ واضح وصريح،[11]،f مما يجعله يعبَّر عنه بالانطواء، حيث يتهرّب الشخص من جميع أشكال المواجهة، ويكبت مشاعر الإحباط والغضب التي يشعر بها أو ينكرها تماماً، كما يمكنه التعبير عن غضبه هذا بشكلٍ لفظي بالسخرية، أو بالصمت الظاهر، أو بالاستهزاء غير المباشر، في حين أنّه من الممكن أن قد يظهر تعبيره السلوكي عن الغضب على شكل مماطلة مستمرة في العمل مثلاً، دون وعي منه بأنّ ما يقوم به سيخلّف نتائج سلبية ستنعكس على حياته الشخصيّة والمهنيّة،[3] ويُلاحَظ هذا النوع من الغضب عادة لدى الأشخاص الذين يخضعون لسيطرة أشخاص آخرين كالمراهقين مثلاً.[12]

يعتبر هذا النوع من الغضب انعكاساً لما شهده الشخص في طفولته، من صراخ أو اعتداءات جسدية كان قد تعرّض لها من قِبل مربّيه، مما يولّد لديه شعوراً بالخوف الشديد من مشاعر الغضب وليس فقط من رؤية شخصٍ غاضب، أو نتيجة لعدم إمكانية التعبير عن مشاعر الغضب في البيئة التي نشأ فيها، مما سيجعله يكبُر حاملاً في داخله خوفاً من الغضب والتعبير عنه، دون أن يتعلم كيف يشعر به أو يختبره بطريقة صحية،[11] وقد يظن البعض أنّ الشخص الذي يعاني من هذا النوع من الغضب يتأرجح بين صفتي السلبية مرة والعدائية مرة أخرى، إلّا أنّ ذلك منافٍ للحقيقة التي تؤكد اجتماع هاتين الصفتيين في الشخص دون انفصال.[12]

الغضب الانتقامي

يُعتبر الغضب الانتقامي (بالإنجليزية: Retaliatory anger) أكثر أنواع الغضب شيوعاً، حيث يكون استجابة غريزيّة يحرّكها دافع الانتقام من شخص ما نتيجة التعرّض للإساءة والتجريح والأذى على يده، وهو الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى زيادة التوتر والتصعيد بين الأطراف مما ينشأ عنه ضرر كبير في طبيعة العلاقات بين الأفراد،[3] وغالبًا ما ينشأ في المواقف التي تحدث بين الأشخاص المقربين كالأصدقاء والعائلة، لأن الشخص يكون أكثر حساسية وعرضة لأن يُجرح بسبب تصرفاتهم وكلماتهم مما يشعره بالحاجة لمقابلتهم بالمثل.[13]

من النتائج المترتبة على الغضب الانتقامي ما يأتي:[13]

  • تضخيم المشكلة، وتحويلها من مشكلة بسيطة إلى حربٍ كلامية كبيرة.
  • عدم القدرة على التراجع، والرّد بغضب، رغم معرفة الشخص بأن رد فعله لن يساعد على حل الموقف.
  • استمرار الغضب لفترة زمنية طويلة.
  • الشعور بعدم القدرة على السيطرة على المشاعر والأفكار والتصرفات.
  • تحوّل الغضب إلى محفّز للانتقام، لذلك فهو يُعدّ من أكثر اضطرابات الغضب خطورة.

الغضب المسيء للذات

يعتبر العار أساس الغضب المسيء للذات (بالإنجليزية: Self-Abusive Anger)، حيث يشعر الشخص المصاب بهذا النوع من الغضب باليأس، والإهانة، والخجل، وانعدام قيمة الذات، مما يدفعه للتعبير عن تلك المشاعر السلبية إما عن طريق الحديث السلبي عن نفسه وإيذائها، وتعاطي المخدرات، وحدوث اضطرابات في عادات الأكل لديه، أو عن طريق مهاجمة الآخرين وانتقادهم لإخفاء تلك المشاعر، مما يزيد من شعوره بالعزلة،[3] والجدير بالذكر أن الأشخاص شديدي الحساسية تجاه النقد، والذين يحتاجون للكثير من الاهتمام معرضون لهذا النوع من الغضب،[14] ويمكن أن يكون الغضب مدمراً بشدة وسبباً لانتكاس الشخص المصاب به، مما يوجب على المصابين به البحث عن المساعدة، ويعتبر التأمل والتحدث عن المشكلة من أكثر طرق العلاج فائدةً.[15]

تُعدّ تقنيات إعادة تشكيل الإدراك طريقة متّبعة لتغيير زاوية رؤية الفرد للأشياء، مما ينشأ عنه من تغيير في شعوره نحوها، ويكون ذلك باتباع بعض الأساليب التي ستصبح أكثر سهولة عند ممارستها، وهي كالآتي:[16]

  • التعرّف على طرق التفكير وأنماطه: تكون هذه الاستراتيجية بتثقيف النفس حول بعض أنماط التفكير السلبي التي تزيد من التوتر، وفهم طريقة تفكير الأشخاص المتشائمين والكيفية التي يعملون بها على تبنّي طرق سلبية للتعاطي مع الأمور والابتعاد عنها.
  • ملاحظة واكتشاف الأفكار السلبية والمحفّزة للتوتر: ويكون ذلك بمراقبة الشخص لأفكاره حتى يصبح أكثر وعياً بها؛ لأن إدراك الأفكار جزء مهم من تغييرها، كما أنّه بتأملها يمنح الشخص القدرة على الوصول بالعقل إلى حالة من السلام والهدوء.
  • تحدّي الأفكار السلبية: إنّ ملاحظة الأفكار السلبية ينطوي عليه إعادة صياغتها وتغييرها لأفكار أكثر أيجابية.
  • تحويل الأفكار إلى أفكار أخرى أكثر إيجابية: ويتم ذلك بالنظر إلى الأمور السلبية بطريقة أكثر إيجابية، وبمشاعر أقل حدة، بالإضافة إلى ضرورة النظر إلى الضغوطات بطريقة واقعية وإيجابية أكثر.

الغضب اللفظي

الغضب اللفظي (بالإنجليزية: Verbal Anger) هو الغضب الذي يتم التعبير عنه بواسطة الكلمات وليس الأفعال،[17] كالصراخ بغيظ، أو التهديد، أو السخرية، أو إلقاء اللوم الحاد، أو النقد، ويُعتبر الغضب اللفظي أقل خطورة من الغضب السلوكي غالباً، إلّا أنه قد يكون شكلًا من أشكال الإساءة العاطفية والنفسية المؤذية بعمق بالنسبة للشخص الآخر، الأمر الذي ينتهي بشعور الشخص الغاضب بالخجل من نفسه، والندم، ومبادرته للاعتذار في كثير من الأحيان.[3]

الغضب المتقلِّب

يعتبرالغضب المتقلِّب (بالإنجليزية: Volatile Anger) من أكثر أنواع الغضب شيوعاً حول العالم، وتتمثّل أعراضه بسرعة في الانفعال وغضب حاد ومفاجئ، ومما تجدر الإشارة إليه هو إمكانية تعرّض أيّ شخص لنوبات من الغضب المتقلب خلال حياته، إلا أنّ هذا الغضب يبدو أكثر شيوعاً بين الذكور الذي يعانون من بعض المشاكل كإدمان المخدرات مثلاً،[18] وقد يُعطي الغضب المتقلب الأشخاص شعوراً بالقوة، مما قد يشعرهم بالرضا والراحة، إلّا أنّ ذلك لا يعني تجاهل ما قد يؤديه الغضب المتقلّب من خطورة تتمثل بفقدان سيطرة الأشخاص على أنفسهم، مما يجعلهم يمثلون مصدر خطر على أنفسهم وعلى الآخرين.[14]ويُشار إلى أنّ عدم وجود أسباب واضحة تبرر شعور الشخص بالغضب قد تجعل الأشخاص من حوله يتعاملون معه بحذر بالغ؛ خوفاً من استثارته التي قد تؤدي إلى نتائج سلبية قد تتمثل بالعنف أحياناً.[3]

أنواع أخرى للغضب

للغضب أنواع عدة تزيد عمّا سبق، ومنها الآتي:

  • الغضب المتعمّد: (بالإنجليزية: Deliberate Anger) هو توظيف الغضب لكسب السلطة على شخص معين أو في موقفٍ معين، حيث يغضب الشخص عند حدوث شيء ما بخلاف إرادته، أو حين يفعل شخص ما شيء بطريقة مخالفة لتلك التي خطط لها أو أرادها،[19] وقد يكون هذا الغضب مفيداً في تحقيق هدف صاحبه في الحصول على ما يريد، إلّا أنّ ذلك لا يُلغي كونه طريقة غير سويّة في الحصول على الأشياء تُوجِب على متّبعها تغييرها.[20]
  • غضب جنون العظمة: (بالإنجليزية: Paranoid Anger)، يجمع غضب جنون العظمة بين كل من الغضب المزمن والغضب المتخفي، حيث يُعتبر غضباً مزمنًا لأن الشخص المصاب به يكون في حالة دفاعية بشكلٍ مستمر، فتلازمه مشاعر الخوف والغضب على الدوام، بينما يُعتبر متخفياً لأنه يخلط بين مشاعر الغضب والعدوانية تجاه الآخرين، فشعوره المختلط بين الخوف وعدم الثقة بالآخرين يجعل صاحبه يظن بأنّه ضحية، وبأنّ ما يفعله هو لحماية نفسه، بينما يرى الآخرون بأنّه مجرد شخص يحاول مهاجمتهم دون سبب،[20] وذلك سبب اعتقاده بأن الآخرين حانقون عليه على الدّوام دون أي دليل،[10]، وهي الفكرة التي تُبرر له عدوانيته تجاه الآخرين لإنقاذه من الشعور بالذنب المصاحب لفكرة قيامه بإيذاء الآخرين دون وجه حق.[20]
  • الغضب المُخادع: (بالإنجليزية: Sneaky Anger)، يتّجه الشخص الذي يعاني من هذا النوع من الغضب إلى إخفاء شعوره عن الآخرين، بل يحدث أنّه لا يستطيع أحياناً تحديد مدى غضبه، مما يؤدي إلى تشكُّل غضبه بطرقٍ أخرى كنسيان الأشياء بكثرة، أو إحباط عائلته والأشخاص الآخرين، حيث يُشعره إحباط الآخرين وتخريب خططهم؛ بأنّه قادر على السيطرة على حياته، فشعوره بالضياع، وعدم فهمه لرغباته وحاجاته يقوده للشعور بالملل والإحباط، وتشكيل علاقات غير مرضية، وعادةً ما يظهر هذا الشخص بصورة الشخص البريء عند غضب أحد الأشخاص عليه بسبب أفعاله.[14]
  • الغضب الإدماني: (بالإنجليزية: Addictive Anger)، يدمن بعض الأشخاص المشاعر القوية التي يشعرون بها نتيجة الغضب، فعلى الرغم من كونهم يكرهون المشاكل التي يقعون بها نتيجة لغضبهم،[19] إلّا أنهم يحتاجون بطبعهم إلى محفّز خارجي يحرّك شخصياتهم مما يزيد من شعورهم للحاجة إلى المشاكل لتزويدهم الأدرينالين الذي يجعلهم يشعرون بالحماس وتدفق الحياة في عروقهم.[21]
  • الغضب الاعتيادي: (بالإنجليزية: Habitual Anger)، يصبح الغضب عادةً سيئة مع الزمن لبعض الأشخاص عندما يجعلهم غاضبين معظم الوقت بسبب أشياء تافهة لا تستدعي منهم الغضب،[20] حيث يستطيعون إيجاد أي شيء ليغضبوا لأجله على مدار ساعات اليوم،[10] حتّى أنهم يستيقظون من نومهم وهم يشعرون بالغضب،[20] وقد ينتج هذا الغضب كاستجابة للأشخاص الذين تربوا في بيئةٍ محبِطة وغير صحية بين آباء أو مربين غاضبين معظم الوقت أيضاً، إذ يبدأ ذلك مع الأشخاص عادة في فترةٍ مبكرة من العمر ويستمر حتى فترة المراهقة وإلى ما بعد ذلك؛ بسبب عدم محاولتهم تحدي أنفسهم لفهم هذا الشعور أو تغييره.[21] يستطيع الآخرون تمييز الشخص الذي يعاني من الغضب الاعتيادي عند التعامل معه، إلّا أنّ إخباره بهذه الحقيقة سيؤدي به للغضب أيضاً، على الرغم من كون الشعور خياراً يستطيع الفرد توجيهه نحو السلام والسعادة أو نحو الغضب والاعتياد عليه.[21]
  • الكره: يعتبر الكره شكلًا من أشكال الغضب، حيث يعد نتيجةً للوم الآخرين على الصعوبات التي يواجهها الشخص.[22]
  • الغضب الأخلاقي: (بالإنجليزية: Moral Anger)، إن الأشخاص المصابين بهذا النوع من الغضب يعتقدون بتفوقهم الأخلاقي على الآخرين، مما يمنحهم الحق في الغضب عليهم في سبيل سبب مبرَّر، كالدّفاع عن معتقداتهم، أو حين يكسر شخصٌ قاعدة ما مما يجعلهم يرونه شخصاً مذنباً يجب معاقبته، ويعود هذا لعدة مشكلات يعاني منها هؤلاء الأشخاص تتمثل في أسلوب تفكيرهم الحدّي الذي يصنّف كخلل يجعلهم يرون العالم بطريقة بسيطة للغاية، مما يجعل من الصعب عليهم فهم وتقبّل أي شخصٍ يختلف عنهم، كما يُعرفون بالتعصب الذي يدفعهم لمهاجمة أي شخص يختلف معهم بالرأي غاضّين الطرف عن كون التفهم والمرونة هما الحل الأفضل للمشكلات.[14]
  • الغضب المتحجِّر: (بالإنجليزية: Petrified Anger)، يعتبر كل من الضغائن والحقد وعدم المغفرة أساساً لهذا الغضب، حيث إنّ الأشخاص الذين يعانون من هذا الغضب غير مستعدين للتسوية، بل ويهدفون إلى الأخذ بثأرهم من الآخرين.[23]
  • الغضب الضاغط: (بالإنجليزية: Compressive Anger)، يسير الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الغضب كالقنابل الموقوتة، فهم مستعدون دائماً لأي مشكلة، وما إن يشعروا بالغضب حتى يفقدوا السيطرة على أنفسهم.[23]
  • الغضب النزاعي: (بالإنجليزية: Conflictual Anger)، إنّ الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الغضب، قد يمتلكون ما يسمى بالأنا الثائرة، حيث يتطلعون على الدوام لخلق الفتن، والخلافات، وغالباً ما يفتقرون إلى احترام الذات.[23]
  • الغضب الهوسي: (بالإنجليزية: Obsessive Anger)، يشمل مخاوف جنون العظمة، والحسد، والغيرة، بالإضافة إلى العديد من المخاوف، كخوفهم من الخيانة، أو الرفض، أو الإهانة، وبالتالي يمكن لهذا العضب أن يُلغي إحساس المرء بقيمته، وأمانه العاطفي،[10] مما قد يؤدي إلى ثورات غضب عرضية، وردود فعل غاضبة جداً، أو مشاكل صحية.[9]
  • غضب التجنُّب: (بالإنجليزية: Avoidant Anger)، يعتبر غضب التجنُّب نقيض الغضب العدواني تماماً، حيث يتجاهل الشخص شعوره بالغضب أو يمتنع عنه لفترة طويلة قد تنسيه إن كان يشعر بالغضب بعد ذلك أم لا، أو إن كان له الحق بالشعور بالغضب أصلًا، وقد يحدث ذلك لعدة أسباب كالخوف من العقاب، أو الخوف من فقدان السيطرة على النفس، أو الخوف من تنفير الناس منه، وذلك لأنّ هذا الشخص قد اعتاد الاهتمام بالكيفية التي يفكر بها الآخرون تجاهه، فهو شخص لا يريد أن يراه الآخرين كشخصٍ غاضب، مما قد يجعله يلجأ للمراوغة تجنباً للوقوع في خلافٍ أو مشكلة، فيُعرف عن هؤلاء الأشخاص بالامتناع عن إبداء الرأي إن كان مخالفاً للشخص المقابل واكتفائه بالصمت، أو حتى بالتظاهر بموافقته لرأيه، والجدير بالذكر أن لهذه الطريقة آثاراً سلبية عدّة قد تقود الشخص لاحتقار نفسه وكراهيتها أو الوصول إلى مرحلة الغضب من الذات.[12] فيما يأتي بعض الأعراض والعلامات التي تظهر على الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الغضب:[24]
  • التعب المزمن.
  • الشعور بالغثيان.
  • نزلات البرد المستمرة.
  • الشعور بألم خفيف.
  • الانهيار نتيجة التعب.
  • فقدان الشهية.
  • الأرق واضطرابات النوم.
  • الأفكار الانتحارية.
  • الانعزال الاجتماعي.
  • القلق النفسي والإحباط.
  • نوبات الخوف اللامنطقية.
  • نوبات البكاء المتكررة.

استراتيجيات عامة للسيطرة على الغضب

هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن تعلّمها للسيطرة على مشاعر الغضب، وفيما يأتي ذكر لبعض هذه الاستراتيجيات:-[25]

  • العدّ: يساعد عد الأرقام بشكلٍ تنازلي أو تصاعدي على خفض معدل ضربات القلب، بالتالي تهدئة الشخص.
  • التنفس العميق: يكون التنفس بعمق بأخذ نفس عميق وهادئ من الأنف ببطء، ثم إطلاقه خارجاً عبر الفم.
  • التمارين الرياضية: تساعد التمارين على تهدئة الأعصاب وتقليل الغضب، كالمشي وقيادة الدراجة الهوائية.
  • تكرار جملة مريحة: إنّ تكرار كلمة أو جملة مريحة أكثر من مرة مثل: "اهدأ، كل شيء سيكون على ما يرام"، قد تُشعر الفرد بالتحسّن.
  • ممارسة تمارين التمدد: لممارسة التمارين الحركية مثل تمارين الرقبة والأكتاف دور في التحكم في الجسم وتهدئة المشاعر.
  • التأمل: يفيد التأمل بالذهاب إلى مكان هادئ وإغماض العينين ومحاولة التركيز مع التنفس ببطء، في السيطرة على مشاعر الغضب.
  • التوقّف عن الكلام: إنّ إدراك حقيقة أنّ الصمت أجدى نفعاً من الكلام وقت الغضب، قد يدفع الفرد لإطباق شفتيه كأنّهما قد أُلصقتا معاً، مما قد يخلصه من نوبة الغضب التي يشعر بها.
  • التحدث مع صديق: يُعتبر التحدث مع صديق موثوق أفضل من إهدار الوقت والطاقة في الاستمرار بالتفكير بمسببات الغضب.
  • الضحك: للضحك مفعول كبير في تحسين مزاج الشخص والابتعاد به عن السلبية، ما يعني أنّ ممارسة الضحك مع الأولاد أو مشاهد بعض الفيديوهات المضحكة قد تنأى بالشخص عن مشاعر الغضب والتوتر عند تعرضه لها.
  • التعبيرعن الشعور بالغضب: إن التعبير عن المشاعر بطريقة صحيحة وناضجة، يساعد الفرد على تقليل التوتر والغضب.

المراجع

  1. ↑ uhs.berkeley.edu/bewellatwork, Understanding Anger, Page 1. Edited.
  2. ↑ Mental Health Foundation, Cool Down, Anger and how to deal with it, Page 4. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Marcus Andrews , "10 types of anger: What is your anger style?"، www.lifesupportscounselling.com.au, Retrieved 6-11-2019. Edited.
  4. ↑ Blake Griffin Edwards LMFT (21-3-2019), "What Kind of Angry Are You? The 4 Ways We Get Mad"، www.psychologytoday.com, Retrieved 7-11-2019. Edited.
  5. ↑ "Understanding Anger Expression", www.creducation.net, Retrieved 7-11-2019.Edited.
  6. ↑ by Les Carter, Ph. D (10-6-2015), "Assertive Anger"، www.drlescarter.com, Retrieved 7-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب "Behavioural Anger", www.braintrainingaustralia.com, Retrieved 7-11-2019. Edited.
  8. ^ أ ب Bernard Golden (26-8-2018), "How Embracing Chronic Anger Is a Formula for Disempowerment"، www.psychologytoday.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  9. ^ أ ب Robert M. Fraum, "Do you have difficulties coping with anger?"، www.angermanagementnyc.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث Syed Kabir (2017), Essentials of Counseling, Page 294, Part 9. Edited.
  11. ^ أ ب Andrea Brandt (12-4-2017), "How to Stop Passive Aggression from Ruining Your Relationship"، www.greatergood.berkeley.edu, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  12. ^ أ ب ت Beverly Engel, Honor Your Anger: How Transforming Your Anger Style Can Change Your Life, Hoboken-New Jersy: John Wiley and Sons,Inc, Pages 42-44. Edited.
  13. ^ أ ب "Retaliatory anger", www.braintrainingaustralia.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث Katy Barcus Miller (25-2-2012), "Anger Management: Anger Issues and Types"، www.rorybatchilder.com, Retrieved 12-11-2019. Edited.
  15. ↑ "Types of Anger and How it Can Affect Your Sobriety", www.pinnaclerecoveryut.com,29-11-2018، Retrieved 11-11-2019. Edited.
  16. ↑ Elizabeth Scott (2-10-2019), "How to Reframe Situations so They Create Less Stress"، www.verywellmind.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  17. ↑ Rev O. Fobbs, Spiritual Obedience, Page ... Edited.
  18. ↑ "Understanding Anger: Explosive, Passive, Chronic", www.thriveworks.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  19. ^ أ ب "Notes - Types of Anger", www.coursehero.com, Retrieved 12-11-2019. Edited.
  20. ^ أ ب ت ث ج Ronald T. Potter-Efron, Patricia S. Potter-Efron (2006), Letting Go of Anger, Page 299-300 Canada: Raincoast books. Edited.
  21. ^ أ ب ت Peter Sacco (2016), What's Your Anger Type?. Edited.
  22. ↑ Dr Rajiv Desai (17-7-2011), "THE ANGER"، www.drrajivdesaimd.com, Retrieved 12-11-2019. Edited.
  23. ^ أ ب ت Peter Sacco, PhD, "The 12 Types Of Anger + How To Defuse Each For Healthier Relationships"، www.mindbodygreen.com, Retrieved 12-11-2019. Edited.
  24. ↑ page 24, "?whats your anger type"، books.google.jo, Retrieved 2019-11-11. Edited.
  25. ↑ Kimberly Holland (29-1-2019), "How to Control Anger: 25 Tips to Help You Stay Calm"، www.healthline.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.