أنواع الغيوم
تعريف الغيوم
يمكن تعريف الغيوم بأنّها تجمعات مرئية من بلورات الثلج، أو قطرات الماء، أو مزيج منهما، تكون معلّقة في الغلاف الجوي على ارتفاعات كبيرة عادة، حيث تنشأ من خلال صعود بخار الماء إلى طبقات الغلاف الجوي وتكاثفه، فتؤدي دوراً مهمّاً في حجب أشعة الشمس عن الأرض؛ لتقيها من شدّة الحرارة نهاراً، وعكس الحرارة إلى سطح الأرض ليلاً لتُحافظ على دفئه، كما تُعتبر من العناصر المهمة في دراسة مناخ الأرض وحالة الطقس.[1][2]
تصنيف الغيوم
تُصنّف الغيوم اعتماداً على عاملين رئسيين هما: الموقع والشكل، حيث توجد الغيوم على ارتفاعات مختلفة من سطح الأرض؛ كالغيوم عالية المستوى هي التي تتشكل على ارتفاعات ترتفع عدة كيلومترات عن سطح الأرض، والغيوم متوسطة المستوى، والغيوم منخفضة المستوى التي قد تُلامس الأرض فيُطلق عليها اسم الضباب، أمّا بالنسبة للشكل فإنّ الغيوم تتخذ أشكالاً متعددة، حيث تعتبر السحب السمحاقية مثلاً (بالإنجليزية: Cirrus clouds) سحباً رقيقة وناعمة، تتحرّك بسهولة مع الرياح، أما السُحب الركامية (بالإنجليزية: Cumulus Clouds) فتبدو منتفخة وضخمةً، ويمكن تشبيهها بكرات القطن الضخمة، وقد تظهر أيضاً على شكل أشرطة متوازية في السماء، وتظهر السُحب الطبقية (بالإنجليزية: Stratus Clouds) على شكل طبقات تُغطّي مساحات كبيرةً من السماء.[1]
ابتكر عالم الطبيعة والصيدلاني الإنجليزي لوك هوارد في عام 1803م أول طريقة علميّة لتصنيف الغيوم؛ حيث وضع أسماء لاتينية لأربعة أنواع أساسية مختلفة منها معتمداً بذلك على شكل كلّ منها، وهي: السُحب الركامية التي عبّر عنها بالكلمة اللاتينية (Cumuliform) التي تعني الشبيهة بالكومة أو بالأكوام؛ وهي التي تظهر منتفخة ومكدّسة فوق بعضها، والسُحب السمحاقية التي عبّر عنها بالكلمة اللاتينية (Cirriform) التي تعني الشبيهة بالشعر؛ وهي السحب الرقيقة ريشية الشكل، والسُحب الطبقية التي عبّر عنها بالكلمة اللاتينية (Stratiform) التي تعني الشبيهة بالطبقات؛ وهي السحب الممتدة على شكل طبقات منبسطة، أو على شكل طبقات متتالية، وأخيراً سُحب المُزن التي عبّر عنها بالكلمة اللاتينية (Nimbus) التي تعني السحب الممطرة، وهي السحب داكنة اللون، ثم دمج هوارد هذه الأسماء مع بعضها بطرق مختلفة لوصف جميع الغيوم الأخرى؛[3] حيث لاحظ أن الغيوم الأخرى تمتلك عادة خصائص تجمع بين خصائص اثنتين أو أكثر من الغيوم الأساسية السابقة.[4]
تمّت مراجعة تصنيف العالم هوارد في عام 1874م في الاجتماع الأول للمؤتمر العالمي للأرصاد الجوية، ونتج عن هذا الاجتماع اعتماد أسماء السُحب التي وضعها العالم هوارد لتُشكّل أساساً لنظام التصنيف الذي صنّف السُحب إلى عشر فئات تبعاً لشكلها وارتفاعها في السماء، وذلك حتّى عام 1896م حيث أعلن الأطلس الدولي للسحب عن المخطط العام لتصنيف السُحب الذي استمر استخدامه حتى الوقت الحالي.[3]
أنواع الغيوم
يمكن تصنيف الغيوم وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) إلى عشرة أنواع أساسية مقسّمة حسب الارتفاع كما يأتي:
الغيوم عالية المستوى
ترتفع الغيوم عالية المستوى (بالإنجليزية: High-Level Clouds) عن سطح الأرض مسافة تفوق خمسة كيلومترات ونصف تقريباً،[5] وهي تضم السُحب السمحاقية (بالإنجليزية: Cirrus Clouds)، والسحب السمحاقية الركامية (بالإنجليزية: Cirrocumulus Clouds)، والسحب السمحاقية الطبقية (بالإنجليزية: Cirrostratus Clouds)، وغالباً ما تكون هذه الأنواع من السحب رقيقة وبيضاء اللون إلّا أنّها قد تظهر بألوان رائعة عندما تنخفض الشمس في الأفق،[4] وتتكّون بشكل رئيسي من البلورات الجليدية؛ بسبب انخفاض درجات الحرارة عند تلك الارتفاعات.[6]
تظهر السحب السمحاقية (بالإنجليزية: Cirrus Clouds) في السماء على شكل سحب بيضاء منفصلة عن بعضها، ورقيقة وناعمة، وشبيهة بالشعر الممتد على طول السماء،[7] وتعتبر الغيوم الأعلى بين جميع الأنواع الرئيسية، وتُعرف بشكل عام باسم "ذيل الحصان" وقد تتشكل أعلى طبقة التروبوسفير،[8] كما أنها تتكون من بلورات ثلجية، ويعتمد مقدار وضوحها في السماء على مقدار الفصل بين هذه البلورات، وقد تؤدي عند عبورها أمام قرص الشمس إلى تقليل سطوعها بمقدار قليل، أو حجب ضوئها وإخفاء قرصها أحياناً عندما تكون أسمك بقليل، وتظهر هذه السُحب بلون أحمر أو أصفر فاتح قبل شروق الشمس وبعد غروبها، وقد تظهر أحياناً بلون رمادي فترة ما بعد الغروب.[4]
تظهر هذه السحب في السماء عادة أثناء الجو الصحو، كما يمكن أن تتشكّل قبل الجبهات الدافئة، والعواصف واسعة النطاق، والأعاصير المدارية (بالإنجليزية: tropical cyclones)،[7] وقد يُشير ظهور كميات قليلة منها أعلى السماء الزرقاء الصافية إلى الجو اللطيف،[9] وتتشكل بشكل رئيسي بسبب صعود الهواء الجاف إلى الأعلى، وتحوّل الكمية القليلة من بخار الماء الموجودة فيه إلى ثلج مباشرة دون المرور بالحالة السائلة، أو من المسارات الناتجة عن الطائرات النفاثة عند تحليقها في الطبقة العلوية الجافة من التروبوسفير، وتنقسم هذه السحب إلى خمسة أنواع مختلفة حسب شكلها، هي:[10]
- السحب السمحاقية الليفية: (بالإنجليزية: Cirrus fibratus)، وهي عبارة عن سحب رقيقة خيطية الشكل تعتبر النوع الأكثر شيوعاً من بين أنواع السحب السمحاقية، وتصطف عادة على شكل أشرطة أو خطوط متوازية تمتد على طول السماء باتجاه الرياح.
- السحب السمحاقية المعقوفة: (بالإنجليزية: Cirrus uncinus)، تشبه في شكلها شكل المنجل أو خطاف الصيد الممتد في السماء.
- السحب السمحاقية الخصلية: (بالإنجليزية: Cirrus floccus)، لهذا النوع مظهر أكثر شبهاً بالقطن أو الصوف مقارنة ببقية أنواع السحب السمحاقية الأخرى، وتظهر على شكل بقع غير منتظمة في السماء.
- السحب السمحاقية السميكة: (بالإنجليزية: Cirrus spissatus)، تقع هذه السحب في الجزء العلوي من التروبوسفير، وتظهر على شكل طبقة كثيفة وسميكة من السحب السمحاقية تغطي معظم السماء.
- السحب السمحاقية القلعية: (بالإنجليزية: Cirrus castellanus)، لهذه السحب قمم شبيهة بالأبراج، ويزيد طولها عن عرضها.
تظهر السحب السمحاقية الركامية (بالإنجليزية: Cirrocumulus Clouds) على هيئة بقع بيضاء صغيرة كثيرة شبيهة بالحبوب أو كرات القطن الصغيرة التي تصطف على شكل صفوف على ارتفاعات عالية في السماء، أو شبيهة بالرمال المتعرجة، تتكون من بلورات ثلجية، وتقل الغيمة الواحدة في حجمها بكثير عن حجم السحب الركامية المتوسطة والسحب الركامية الطبقية، كما تعتبر من السحب النادرة التي تبقى لمدة زمنية قصيرة، ويكثر ظهورها عادة في فصل الشتاء، أو عندما يكون الطقس معتدل البرودة، ويمكن لها أن تكوّن ما يُعرف باسم "السماء المرقّطة " (بالإنجليزية: mackerel sky)،[7][11][6] التي تشبه في شكلها شكل الحراشف على جلد السمك.[12]
توجد السحب السمحاقية الركامية عادة على ارتفاعات تتراوح بين 11.89-4.88كم، وتميل خلال شروق الشمس أو غروبها إلى عكس اللون الأحمر والأصفر لأشعتها،[13] ولا يمكن للهطول الناتج عنها أن يصل إلى الأرض، كما يرتبط ظهورها عادة باعتدال الطقس، ويُشير إلى اقتراب العواصف غالباً، فعند التقاء تيار عمودي مضطرب مع طبقة من الغيوم السمحاقية، أو من المسارات الناتجة عن الطائرات النفاثة عند تحليقها في الطبقة العلوية من التروبوسفير، فإنها تتشكّل، وتنقسم هذه السحب حسب شكلها إلى أربعة أنواع كالآتي:[12]
- السحب السمحاقية الركامية المنتشرة: (بالإنجليزية: Cirrocumulus stratiformis)، تظهر على شكل طبقات مسطحة أو بقع من السحب، تفصل بينها مسافات صغيرة جداً لتكسب السماء مظهراً شبيهاً بمظهر الحراشف على جلد السمك.
- السحب السمحاقية الركامية العدسية: (بالإنجليزية: Cirrocumulus lenticularis)، تظهر على شكل عدسات مرتفعة بالسماء، وتعتبر أكبر حجماً من حجم السحب المكوّنة للسحب الركامية المتوسطة.
- السحب السمحاقية الركامية الخصلية: (بالإنجليزية: Cirrocumulus floccus)، تظهر على شكل خصل منتفخة من السحب السمحاقية الركامية، وأكثر تجعّداً منها، وتنتشر على مساحات واسعة من السماء على شكل بقع صغيرة.
- السحب السمحاقية الركامية القلعية: (بالإنجليزية: Cirrocumulus castellanus)، يفوق طولها عرضها، وتشبه في شكلها الأبراج الصغيرة في السماء.
تعتبر السحب السمحاقية الطبقية (بالإنجليزية: Cirrostratus Clouds) سحباً شفافة، تميل إلى اللون الأبيض، تمتد لتغطي كامل السماء، ويمكن تمييزها عن طريق العثور على هالة النور (بالإنجليزية: halo) التي تحيط بالشمس أو بالقمر، والتي تتشكل بسبب انعكاس ضوء الشمس على البلورات الثلجية المكوّنة لهذا النوع من الغيوم،[7] وتظهر الهالة على شكل حلقات بيضاء أو ملونة، أو أقواس، أو بقع من الضوء حول الشمس أو القمر.[14]
يظهر هذا النوع من الغيوم على شكل طبقة رقيقة في السماء، ويسبق عادة الأجواء غير المستقرة بنحو 12-18 ساعة،[6] وفي العادة تصعب رؤية هذه السحب بسبب ارتفاعها ورقّتها،[13] كما أنها تُشير عادةً إلى ارتفاع نسب الرطوبة في طبقات الجو العليا، وترتبط عادةً باقتراب الجبهات الدافئة،[7] وتتشكّل كنتيجة لارتفاع الهواء ببطء في مقدّمة الجبهات الجوية، ويمكن من خلال متابعة حركتها التنبؤ بحالة الطقس خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة، ويمكن تقسيمها إلى نوعين هما:[14]
- السحب السمحاقية الطبقية الليفيّة: (بالإنجليزية: Cirrostratus fibratus)، تتشابه في شكلها مع السحب السمحاقية لكنها أكثر تناسقاً منها، وتظهر على شكل خصل ناعمة متلاصقة من الشعر، تُعطي مظهراً مشابهاً الفراء.
- السحب السمحاقية الطبقية السديمية: (بالإنجليزية: Cirrostratus nebulosus)، تظهر على شكل حجاب يغطي السماء بانتظام، وقد تصعب ملاحظتها عادةً، ويتكون هذا النوع عادةً من الجليد بالكامل.
الغيوم متوسطة المستوى
ترتفع الغيوم متوسطة المستوى (بالإنجليزية: Mid-Level Clouds) عن سطح الأرض مسافة تتراوح بين 1.98 كيلومتر إلى 5.5 كيلومتر،[5] وتضم السحب الركامية المتوسطة (بالإنجليزية: Altocumulus Clouds)، والسحب الطبقية المتوسطة (بالإنجليزية: Altostratus Clouds)، والسحب المزن الطبقية (بالإنجليزية: Nimbostratus Clouds)، وتتكوّن هذه الغيوم عادةً بشكل أساسي من قطرات الماء، إلّا أنّها قد تتكوّن من البلورات الثلجية في حال انخفاض درجات الحرارة بشكلٍ كافٍ.[4]
تكون السحب الركامية المتوسطة (بالإنجليزية: Altocumulus Clouds) متموجةً وبيضاء اللون بشكل عام إلّا أنّها تُظهر تدرّجاً لونياً أحياناً،[15] وقد تظهر على هيئة سحب كروية أو أشرطة متوازية، ويمكن تمييزها عن السحب السمحاقية الطبقية عن طريق ملاحظة أن أحد أجزائها يكون عادة أكثر قتامة، ومن خلال ملاحظة عدم ظهور الهالة المرافقة للسحب الطبقية السمحاقية حول الشمس أو القمر،[16] كما يمكن التمييز بينها وبين السحب الركامية الطبقية عن طريق حجم السحابة المنفردة، وذلك عن طريق توجيه اليد نحو السماء؛ فإذا كانت الغيمة الواحدة بحجم الإبهام تقريباً فذلك يدل على أن هذه السحب هي سحب ركامية متوسطة، أما إن كان حجمها مقارباً لحجم قبضة اليد تقريباً فذلك يدل على أنها سحب طبقية ركامية.[7]
تتكوّن هذه السحب عادة من قطرات الماء، وقد تضم بلورات ثلجية،[17] وتبدو الشمس أو القمر من وراء هذا النوع وكأنها تشع من وراء زجاج مسنفر، ويُشير ظهورها في الصباح الباكر لأحد أيام الصيف الدافئة والرطبة عادة إلى احتمالية حدوث عاصفة رعدية في وقت لاحق من هذا اليوم،[16] وقد ينتج عنها هطول زخات خفيفة من الأمطار،[15] وقد يُشير ظهورها إلى بداية الجبهات الباردة، وبدء انخفاض درجات الحرارة،[7] وتتشكل إما عن طريق انفصال السحب الطبقية المتوسطة عن بعضها، أو نتيجة رفع الجيوب الهوائية الرطبة وتبريدها بواسطة الاضطرابات البسيطة والهادئة، أو بسبب أمواج الغلاف الجوي الناتجة عن الجبال، وتعتبر هذه السحب من أكثر الأنواع تنوعاً وهي تضم العديد من الأشكال، ومنها:[17]
- السحب الركامية المتوسطة المنتشرة: (بالإنجليزية: Altocumulus stratiformis)، وهو النوع الأكثر شيوعاً، وتظهر على شكل سحب منتفخة ومنبسطة من الأسفل تفصل بينها مسافات صغيرة تظهر من خلالها السماء، وقد تمتد على كامل السماء، أو قد تغطي أجزاءً صغيرة منها.
- السحب الركامية المتوسطة العدسية: (بالإنجليزية: Altocumulus lenticularis)، تعتبر من أكثر أنواع الغيوم جمالاً؛ حيث تظهر على شكل عدسات تتشكل فوق مناطق الهضاب.
- السحب الركامية المتوسطة القلعية: (بالإنجليزية: Altocumulus castellanus)، يفوق طولها عرضها، وهي تُشير إلى عدم الاستقرار الجوي، وقد تقود إلى تشكيل عواصف سحابة المزن الركامية الرعدية (بالإنجليزية: cumulonimbus thunderstorms).
- السحب الركامية المتوسطة الخصلية: (بالإنجليزية: Altocumulus floccus)، تظهر هذه السحب غالباً جنباً إلى جنب مع السحب الركامية المتوسطة القلعية، وهي تتكون من سحب أصغر، وأقل انتظاماً منها، وتترافق عادة مع سحب الفيرجا (بالإنجليزية: virga clouds) التي تقع أسفل منها.
تغطي السحب الطبقية المتوسطة (بالإنجليزية: Altostratus Clouds) عادة كامل السماء، وتظهر بلون رمادي أو رمادي مُزرق على شكل طبقات تغطي كامل أو جزء من السماء، ولا تظهر الشمس والقمر من خلالها بوضوح، وتشع ضوءاً خافتاً لا يكفي لتكوين ظلال للأجسام على الأرض، ويُشير ظهورها إلى اقتراب عاصفة مطرية أو ثلجية تمتاز باستمرار الهطول، وقد يتساقط المطر من هذا النوع عندما يتحوّل إلى سحب مزن طبقية، وقد تتشكل في بداية الجبهات الدافئة أو المقفلة، أو بالتزامن مع السحب الركامية في الجبهات الباردة،[18][7] وتتكوّن من مزيج من قطرات الماء وبلورات الثلج، ولا تنقسم إلى أنواع كغيرها من الأنواع الأخرى، وتتشكل عند انخفاض طبقة من السحب الطبقية السمحاقية إلى مستوى أقل.[19]
تظهر السحب المزن الطبقية (بالإنجليزية: Nimbostratus Clouds) على هيئة طبقة داكنة رمادية اللون،[4] وتُسبب هذه السحب حجب أشعة الشمس تماماً، وتترافق دائماً مع هطول المطر أو الثلج بانتظام فوق مساحة جغرافية واسعة،[7] بشكل خفيف أو متوسط، ويدل اقترابها على بدء العاصفة، وهي تغطي السماء لمدة طويلة من اليوم،[11] وقد يستمر الهطول الناتج عنها لعدة أيام، وتعتبر سحباً طبقيةً عمودية تتشكّل في الطبقة الوسطى، وتنتشر عمودياً لتصل لكل من الطبقتين العلويّة والسفلية،[13] وتتشكل نتيجة ازدياد سماكة وعمق السحب الطبقية المتوسطة بالتزامن مع الجبهات الدافئة، أو المقفلة.[20]
الغيوم منخفضة المستوى
يُطلق مصطلح الغيوم منخفضة المستوى على الغيوم التي قد تُلامس مستوى سطح الأرض، أو ترتفع عنه لتصل إلى علوّ 1.98 كيلومتر فقط،[5] وتضم السُحب الطبقية الركامية (بالإنجليزية: Stratocumulus)، والسُحب الطبقية (بالإنجليزية: Stratus)، والسُحب الركامية (بالإنجليزية: Cumulus)، والسحب المزن الركامية "كومولونيمبوس" (بالإنجليزية: Cumulonimbus)، وتتكون جميع هذه السحب عادة من قطرات الماء،[4] أو من القطرات فوق المبرّدة (بالإنجليزية: Supercooled Droplets)، أمّا خلال العواصف الباردة في فصل الشتاء فإنّ بلورات الثلج تكوّن معظم هذه السحب.[21]
تعتبر السحب الركامية الطبقية (بالإنجليزية: Stratocumulus Clouds) سحباً منتفخة رمادية أو بيضاء اللون تظهر على شكل بقع من الغيوم تفصل بينها مسافات من السماء الزرقاء، وهي تشبه في مظهرها شكل خلية النحل الداكنة عند النظر إليها من الأسفل، ويمكن مشاهدة هذا النوع في معظم الأيام الغائمة، وهي تتشكّل عند وجود تيارات حمل ضعيفة في الغلاف الجوي،[7] ولا ينتج عنها عادة هطول للأمطار، إلا أنه وفي بعض الحالات النادرة قد ينتج عنها هطول زخات خفيفة من المطر،[13] ويُشير ظهورها إلى تغير الأجواء في وقت قريب، وتتواجد عادة قرب الجهات الباردة، والدافئة، والمغلقة، وهي تظهر فعلياً في جميع الأجواء، والتي قد تتراوح من الأجواء الجافة والمستقرّة إلى الأجواء الماطرة، وتتشكّل بسبب انفصال طبقة من السحب الطبقية عن بعضها، وتنقسم إلى أربعة أنواع هي:[22]
- السحب الركامية الطبقية المنتشرة: (بالإنجليزية: Stratocumulus stratiformis)، تعتبر النوع الأكثر شيوعاً بين الغيوم، وتظهر على شكل طبقات من السحب منبسطة القاعدة، وتفصل بينها القليل من المسافات.
- السحب الركامية الطبقية المتراكمة: (بالإنجليزية: Stratocumulus cumulogenitus)، تتشكل عندما تواجه السحب الركامية الصاعدة انقلاباً حرارياً (بالإنجليزية: temperature inversion) مما يؤدي إلى انتشارها وتجمعها معاً.
- السحب الركامية الطبقية القلعية: (بالإنجليزية: Stratocumulus castellanus)، وهي سحب سميكة ورطبة، وتتشكل القمم الشبيهة بالأبراج فيها عندما يسبّب الحمل الحراري ارتفاع قمم هذه السحب عالياً، كما يمكن لها أن تؤدي إلى تشكيل المزن الركامية أو السحب الركامية المتجمّعة.
- السحب الركامية الطبقية العدسية: (بالإنجليزية: Stratocumulus lenticularis)، وهو النوع الأقل انتشاراً منها، وتتم مشاهدتها عادة في مناطق الهضاب، وتتشكل عندما تنتج الهضاب أمواج الغلاف الجوي (بالإنجليزية: Atmospheric Waves).
تتكوّن السُحب الطبقية (بالإنجليزية: stratus) من قطرات الماء وبلورات الثلج،[13] وتظهر كطبقة مستوية، ومنتظمة، وساكنة من الغيوم الرمادية التي تغطي السماء بالكامل، لتبدو كالضباب المغطّي للأفق بدلاً من الأرض في الأيام التي تبدو فيها السماء كئيبة وملبّدة بالكامل بالغيوم، وترتبط عادة بزخات الأمطار الخفيفة جداً "الرذاذ"، والضباب الخفيف،[7] وتتشكّل في الظروف المستقرة والهادئة نتيجة رفع الهواء البارد والرطب بواسطة نسمة خفيفة من الهواء فوق سطح أكثر برودة منه، أو فوق المحيطات، وهي تنقسم إلى نوعين مختلفين هما:[23]
- السحب الطبقية السديمية: (بالإنجليزية: Stratus nebulosus)، وهي السحب الساكنة الداكنة، والتي قد تهطل منها بعض الأمطار الخفيفة.
- السحب الطبقية المجزّأة: (بالإنجليزية: Stratus fractus)، وهي السحب الطبقية التي بدأت بالانفصال عن بعضها.
تبدو السحب الركامية (بالإنجليزية: Cumulus Stratus) ككرات القطن الضخمة المنتفخة البيضاء الدائرية من الأعلى، وذات القاعدة المنبسطة الداكنة نسبياً، وهي تتكوّن من مزيج من قطرات الماء وبلورات الثلج، وقد تصطف على شكل خطوط أو مجموعات، ولا تسبب هطول الأمطار عادة، إلا أنها قد تنمو لتشكل سحب المزن الركامي التي تسبّب هطول الأمطار، وتظهر عادة في الأيام المشمسة الصافية عندما تضرب أشعة الشمس الأرض مباشرة، وتظهر عادة في الصباح المتأخر، ويستمر حجمها بالنمو حتى تختفي في المساء.[13][7]
تتشكّل السحب الركامية بجميع أنواعها نتيجة الحمل الحراري؛ حيث يرتفع الهواء بعد تسخينه على السطح ويبرد، ونتيجة لذلك يتكاثف بخار الماء لتتشكّل هذه السحب، وهي تتشكل فوق الأراضي المحيطة بالبحار في المناطق الساحلية خلال ساعات النهار، بسبب جلب الهواء الرطب بواسطة نسيم البحر، ليسخن بواسطة السطح، وفي الليل تتشكل هذه السحب فوق البحار؛ بسبب ارتفاع درجة حرارتها مقارنة بالأراضي المحيطة بها، وتنقسم السحب الركامية إلى أربعة أنواع هي:[24]
- السحب الركامية ذات الامتداد الرأسي القليل: (بالإنجليزية: Cumulus humilis)، يكون عددها كبيراً في السماء، ويفوق طولها عرضها، وتُشير إلى اعتدال الطقس عادة.
- السحب الركامية ذات الامتداد الرأسي المتوسط: (بالإنجليزية: Cumulus mediocris)، توجد عادة بين مجموعات أخرى مختلفة من السحب الركامية، ويتساوى طولها مع عرضها بالعادة.
- السحب الركامية المتجمعة: (بالإنجليزية: Cumulus congestus)، يفوق طولها عرضها، ويمكن ملاحظة تساقط زخات خفيفة من الأمطار منها، وهي تشبه في شكلها المداخن الطويلة.
- السحب الركامية المجزأة (بالإنجليزية: Cumulus fractus): وهي تشكّل السحب المتبقية بعد تفرّق السحب الركامية.
تُعتبر سحب المزن الركامية (بالإنجليزية: Cumulonimbus) من السحب الضخمة المنتفخة وينتج عنها البرق والرعد، والأعاصير، والبَرَد،[25] وترتبط عادة بالعواصف الرعدية، ويُشير وجودها إلى اقتراب حدوث ظروف جوية صعبة وقاسية تتمثل غالباً بهطول كثيف للأمطار، والبَرَد لمدة زمنية قصيرة، وأحياناً حدوث الأعاصير،[7] وهي المسؤولة عن حدوث ظاهرة الطوفان المفاجئ (بالإنجليزية: Flash Flooding) والتي تحدث عندما تهطل أمطار مفاجئة غزيرة على مساحة جغرافية محدّدة خلال مدة زمنية تقل عن النصف ساعة، وقد يستمر المطر في بعض الحالات عند دفء درجات الحرارة لمدة زمنية أطول من ذلك قد تصل في مدتها إلى ساعة زمنية كاملة، ويجدر بالذكر أن دورة حياة هذه السحب منذ تشكلها وحتى اختفائها قصيرة نسبياً؛ حيث يبلغ متوسط طولها نصف ساعة تقريباً، وهي تتواجد بشكل كبير فوق المناطق الاستوائيّة.[13]
تعتبر هذه السحب من الأنواع القليلة التي تمتد في الطبقات السفلية، والمتوسطة، والعليا، وتتشابه مع السحب الركامية من حيث منشؤها، وتشبه في شكلها العلوي السندان، أو الريشة الضخمة، أما جزؤها السفلي فيكون داكناً وضبابياً عادة،[7] وتتشكّل هذه السحب نتيجة نمو السحب الركامية الصغيرة فوق الأسطح الحارة، والتي تستمر بالنمو حتى تصبح أكثر طولاً، وتخزّن طاقة هائلة في داخلها تعادل الطاقة المخزّنة في عشر قنابل ذرية بحجم القنبلة الملقاة على هيروشيما، كما يمكن لها أن تتشكّل على طول الجبهات الباردة كنتيجة للحمل الحراري القسري (بالإنجليزية: Forced Convection) عند رفع الهواء الاكثر اعتدالاً بالقوّة فوق الهواء البارد القادم عند التقائهما معاً، وهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع أساسية تصف مظهر الجزء العلوي من السحابة، وهي:[26]
- المزن الركامي ذات النتوء القليل: (بالإنجليزية: Cumulonimbus calvus)، وهي السحب التي لم تتحول قطرات الماء في أعلاها إلى بلورات ثلجية، مما أكسبها مظهراً منتفخاً كالسحب الركامية تماماً.
- المزن الركامي الشعرية: (بالإنجليزية: Cumulonimbus capillatus)، يكون الجزء العلوي منها ليفياً، وقد بدأت قطرات الماء فيه بالتجمد؛ حيث يُشير ذلك إلى بدء المطر فعلياً أو اقترابه.
- المزن الركامي السندانية: (بالإنجليزية: Cumulonimbus incus)، يكون الجزء العلوي منها ليفياً، وشبيهاً بالسندان مع استمرار السحابة بالنمو.
أنواع أخرى من الغيوم
هناك أنواع أخرى من الغيوم، وهي كالآتي:[21]
- سحب الجرف: (بالإنجليزية: Shelf Cloud)، تظهر كسحابةٍ منخفضةٍ ممتدةٍ أفقيّاً، وقد تبدو مشابهة لشكل الوتد، وعادةً ما ترتبط بعاصفة الجبهة أو مقدمة العواصف الرعدية، واحتمالية هبوب رياح قوية، إلّا أنّها لا تتسبّب بتشكّل الأعاصير.
- السحب الصدرية أو الماماتوس: (بالإنجليزية: Mammatus)، لا تعتبر هذه السحب سحباً ضارة على الرغم من مظهرها المخيف؛ فهي تتشكل عادة بعد مرور الجزء الأصعب من العاصفة الرعدية،[27] وتعتبر من السحب الغريبة وغير المألوفة في شكلها؛ فهي تظهر على شكل سلسلة من الجيوب أو الأكياس المنتفخة المتدلية من قاعدة السحابة، وتتشكّل عادة على سحب المزن الركامية الكبيرة على الجزء السفلي لسحب المزن الركامية السندانية، عند هبوط الجزء العلوي الشبيه بالسندان بسرعة لمستوى أقل، بشكل مخالف لتشكل أنواع الغيوم الأخرى والذي يكون بالصعود للأعلى، وقد تتشكّل على غيرها من الأنواع مثل: السحب الركامية الطبقية، والطبقية المتوسطة، والركامية المتوسطة.[28]
- السُحب الحائطية: (بالإنجليزية: Wall Cloud)، تتشكل عندما يرتفع الهواء الرطب من منطقة الهطول بواسطة التيارات الصاعدة عند اشتداد العاصفة، ويتكاثف بسرعة كبيرة،[29] تحت قاعدة السحابة الأساسية مباشرة، وتتخذ هذه السحب أشكالاً وأحجاماً عدة، وقد تُؤدي الحركات القوية للأعلى، أو الحركات الدورانية لبعضها إلى تشكّل الأعاصير.
- الضباب: (بالإنجليزية: Fog)، وهو عبارة عن طبقة من السُحب الطبقية منخفضة المستوى تقع قرب أو ملامسةً لسطح الأرض، وهناك أنواع مختلفة من الضباب؛ كالضباب الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation fog) الذي يتشكل ليلاً ويتلاشى في الصباح، والضباب المنتقل أفقياً (بالإنجليزية: Advection Fog).
- سحب الطائرات النفّاثة: (بالإنجليزية: Contrail)، وتظهر على شكل شريط ضيق ممتد نتيجة تكاثف عوادم الطائرات النفّاثة في الهواء البارد على ارتفاعات عالية، وتعتبر هذه السحب مؤشراً على اتجاه الرياح وارتفاع الرطوبة في الطبقات العليا.
المراجع
- ^ أ ب Sandra May (07-08-2017), "What Are Clouds?"، www.nasa.gov, Retrieved 09-10-2019. Edited.
- ↑ "Cloud", www.britannica.com, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Cloud", www.encyclopedia.com,21-09-2019، Retrieved 10-09-2019.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Ten Basic Clouds", www.weather.gov, Retrieved 10-09-2019.
- ^ أ ب ت "Cloud spotting guide", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 10-09-2019.
- ^ أ ب ت Joe Rao - Meteorologist, Astronomer (8-5-2013), "Types of Clouds"، www.livescience.com, Retrieved 4-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص Tiffany Means (3-7-2019), "The 10 Basic Types of Clouds"، www.thoughtco.com, Retrieved 4-11-2019. Edited.
- ↑ "Cirrus", www.weatheronline.co.uk, Retrieved 4-11-2019. Edited.
- ↑ Molly Smith (13-3-2019), "Types of Clouds for Kids"، sciencing.com, Retrieved 4-11-2019. Edited.
- ↑ "Cirrus clouds", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 4-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Weather: Ten Major Cloud Types", www.infoplease.com, Retrieved 4-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Cirrocumulus clouds", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 4-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Brian Kasyoka Musili (2-6-2017), "10 Most Common Types Of Clouds Found In The Sky"، www.worldatlas.com, Retrieved 4-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Cirrostratus clouds", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 4-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Cloud Types and Precipitation", www.bom.gov.au, Retrieved 10-09-2019.
- ^ أ ب "Altocumulus Clouds", ww2010.atmos.uiuc.edu, Retrieved 10-09-2019.
- ^ أ ب "Altocumulus clouds", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ "Altostratus clouds", scied.ucar.edu, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ "Altostratus clouds", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ "Nimbostratus clouds", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Ted Funk, "Cloud Classifications and Characteristics "، www.weather.gov, Retrieved 09-10-2019.
- ↑ "Stratocumulus clouds", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ "Stratus clouds", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ "Cumulus clouds", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ Becca Hatheway, Kerrry Zarlengo, Peggy Lemone, "Do You Know That Clouds Have Names?"، www.globe.gov,Page no. 26, Retrieved 09-10-2019.
- ↑ "Cumulonimbus clouds", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ "Mammatus Clouds", ww2010.atmos.uiuc.edu, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ "Mammatus clouds", www.metoffice.gov.uk, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ↑ "Wall Cloud", www.weatheronline.co.uk, Retrieved 5-11-2019. Edited.