أنواع الحديث
تعريف الحديث النبوي
يُعرّف الحديث في اللغة بأنّه الجديد من الأشياء، وهو عكس القديم، ويُطلق على كثير الكلام وقليله، ويجمع على أحاديث، أمّا الحديث في الاصطلاح الشرعي فهو: ما أُضيف إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- من قولٍ، أو فعلٍ، أو تقريرٍ، أو وصفٍ خَلقيٍّ أو خُلقيٍّ، فالسُّنة المطهَّرة هي القِسم الثاني من الوحي؛ لأنّ الوحي قسمان؛ قسمٌ متلوّ وهو القرآن الكريم، وقسمٌ غير متلوّ وهو الحديث النبوي والحديث القدسي، وعلم الحديث النبوي هو من أشرف العلوم، وأرقاها شرفاً وقدراً، لأنّه يُبيّن مُجمل القرآن الكريم، وعليه تُبنى قواعد الأحكام الشرعية، ومن خلال هذا العلم يمكن الاحتراز من الخطأ في نقل ما أضيف إلى النّبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة كيفية الاقتداء بصفاته وأفعاله صلوات الله عليه، امتثالاً لقوله تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا).[1][2]
أنواع الحديث النبوي من حيث القبول والرد
ينقسم الحديث النبوي الشربف باعتبار قبوله ورده عند المحدثين إلى قسمين وهما:
الحديث النبوي المقبول
ينقسم الحديث النبوي الشريف من حيث القبول إلى أربعة أقسام:[3]
- الحديث الصحيح لذاته: وهو الحديث الذي اتَّصل سنده بنقل العدل التام الضابط عن مثله، من أوّل السند إلى آخره، وله شرطان: أن يخلو من الشذوذ ومن العلة.
- الحديث الصحيح لغيره: وهو الحديث الذي اجتمع فيه شروط الحديث الحسن لذاته، فرُواته أقل ضبطاً من رواة الحديث الصحيح لذاته، ولكنه ينجبر بتعدّد الطرق التي رُوي بها الحديث.
- الحديث الحسن لذاته: وهو الحديث الذي اجتمع فيه شروط الحديث الصحيح لذاته لكن راويه خف ضبطه، ولا يوجد ما يجبر ذلك القصور.
- الحديث الحسن لغيره: وهو الحديث الضعيف الذي انجبر ضعفهُ بتعدُّد طرق روايته حتى ترجَّح قبوله.
الحديث النبوي الضعيف
ينقسم الحديث الضعيف إلى أقسامٍ كثيرة منها ما يأتي:[3]
- الحديث الضعيف بسبب فَقد العدالة والضبط.
- الحديث الضعيف بسبب فقد الاتصال.
- الحديث الضعيف بسبب وجود الشذوذ أو العلة.
- الحديث الموضوع والمختلق والمكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتبر أسوأ أنواع الحديث الضعيف.[4]
أنواع الحديث النبوي من حيث السند
ينقسم الحديث من حيث اعتبار السند إلى قسمين:
الحديث المتصل السند
ينقسم الحديث باعتبار طرق نقله إلينا إلى قسمين:[5]
- الحديث المتواتر: وهو الحديث الذي رواه جماعةٌ يستحيل تواطؤهم على الكذب في العادة، وأسندوه إلى شيءٍ محسوسٍ، وهو ينقسم إلى قسمين:
- حديث الآحاد: وهو ما سِوى المتواتر، وينقسم باعتبار طرقه إلى ثلاثةِ أقسام:
- الحديث المتواتر لفظاً ومعنىً: وهو ما اتّفق الرواة على لفظه ومعناه.
- الحديث المتواتر معنىً فقط: وهو ما اتّفق فيه الرواة على معنىً كلّي، وانفرد كل راوي بلفظه الخاص.
- حديث الآحاد المشهور: ما رواه ثلاثة رواةٍ فأكثر، ولم يبلغ حد التواتر.
- حديث الآحاد العزيز: وهو ما رواه راويان فقط.
- حديث الآحاد الغريب: ما رواه راوياً واحداً فقط.
الحديث المنقطع السند
ينقسم الحديث من حيث عدم اتصال سنده، إلى عدّة أقسام هي:[6]
- الحديث المرسل: وهو ما رفعه التابعي إلى النّبي صلى الله عليه وسلم.
- الحديث المنقطع: وهو الحديث الذي لم يتّصل إسناده، سواء سقط الراوي من أول الإسناد، أو من وسط الإسناد، أو من آخره.
- الحديث المعضَل: وهو الحديث الذي سقط من سنده راويان فأكثر.
- الحديث المُعلَّق: وهو الحديث المأخوذ من بداية إسناده راوٍ واحدٍ أو أكثر.
أنواع أخرى من الحديث النبوي
الحديث باعتبار قائله
ينقسم الحديث من حيث رفعه إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أقسامٍ منها:[7]
- أولاً: الحديث المرفوع، وهو الذي رفعه الصحابي للرسول -صلى الله عليه وسلم- فيقول: (سمعت رسول الله)، أو (قال رسول الله).
- ثانياً: الحديث الموقوف، وهو الذي يقف سنده عند الصحابي فقط، ولم يرفعه الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- ثالثاً: الحديث المسند، وهو ما اتصل سنده إلى الرسول صلوات الله عليه.
- رابعاً: الحديث المقطوع، وهو الحديث الذي أُضيف إلى التابعي أو من دونه من قولٍ أو فعلٍ.[3]
الحديث القدسي
الحديث القدسي هو وحيٌ من الله -سبحانه وتعالى- للنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى، حيث اختلف العلماء في الحديث القدسي؛ هل لفظه ومعناه من الله سبحانه وتعالى، أم إنّ معناه من الله -سبحانه وتعالى- ولفظه من النبي -صلى الله عليه وسلم- على أقوال:[8]
- القول الأول: أنّ لفظه ومعناه موحى به من الله سبحانه وتعالى، وهو ما ذهب إليه الإمام الزرقاني، وأضاف أنّ الحديث القدسي مثل القرآن لفظه من الله، والفرق بينهما أنّ القرآن الكريم له من الخصائص ما يميّزه عن الحديث القدسي، فالقرآن معجزٌ، ومتعبّدٌ بتلاوته، ومُحافَظٌ على لفظه، وطريقة أدائه، وغير ذلك من الخصائص التي ليست للحديث القدسي.
- القول الثاني: أنّ معناه من عند الله تعالى، ولفظهُ من عند النّبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما رجّحه ابن عثيمين رحمه الله، ثمّ قال في مجموع الفتاوى: "ومع أن الخلاف في المسألة سائغ، ومشهور بين أهل العلم، فالقول الأول؛ وهو أنّ الحديث القدسي موحى بلفظه، ومعناه، أظهر، وأولى".
الحديث المدلَّس
يعرف التدليس بأنّه رواية الحديث بسندٍ يُوهم أنّه أعلى مما كان عليه في الواقع، وينقسم الحديث المدلَّس إلى قسمين:[9]
- الحديث المدلَّس من حيث الإسناد: وهو أن يروي الراوي عن شخصٍ لقيه قولاً لم يسمعه منه، أو فعلاً لم يره فعله، بلفظٍ يوهم أنّه سمعه أو رآه، مثل: قال فلان، أو فعل فلان، ونحو ذلك من الألفاظ الموهمة.
- الحديث المدلَّس من حيث الشيوخ: وهو أن يسمّي الراوي شيخه أو يصفه بوصفٍ لم يشتهر به، ليوهم أنّه غيره، ويختلف مقصده في ذلك، فإمّا لكون شيخه أصغر منه، فلا يريد أن يُظهر روايته عمّن هو دونه، أو ليظنّ النّاس كثرة شيوخه.
المراجع
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 21.
- ↑ طه الساكت (16-3-2014)، "في معنى "الحديث" لغة واصطلاحا وما يتصل به"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت منصور السبيعي، "أنواع وأقسام ذكرها الشيخ عبدالله البسام رحمه الله"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "تعريف مختصر لبعض أنواع الحديث"، www.islamweb.net، 2018-11-7، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2019. بتصرّف.
- ↑ مصطلح الحديث (1994)، ابن العثيمين (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة العلم، صفحة 6-7. بتصرّف.
- ↑ "كتاب: الديباج المذهب في مصطلح الحديث"، www.feqh.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما معنى الحديث: "الموقوف" و"المرفوع" و"المسند"؟"، www.ar.islamway.net، 2008-5-8، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما هو الحديث القدسي ، وكيف كان يتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم ؟"، www.islamqa.info، 2009-8-25، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2019. بتصرّف.
- ↑ ابن عثيمين (1994)، مصطلح الحديث (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة العلم، صفحة 15. بتصرّف.