-

جزيرة أم القماري

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

جزيرة أم القماري

تشتهر محافظة القنفذة التي تقع على الساحل الغربي للسعودية بالكثير من الجزر التي تُشرف بها على البحر الأحمر مثل جزيرة جبل الصبايا، وثراء، وجبل دوقة وأم القماري؛ فأم القماري هي جزيرة سعودية تقع جنوب غرب محافظة القنفذة على مياه البحر الأحمر، وسُمّيت بأم القماري نسبةً لطيور القماري المهاجرة التي تحط في الجزيرة فهي مكانٌ مثاليٌ تفضّله هذه الطيور خلال موسم الهجرة.

تتكوّن الجزيرة من جزيرتين رئيسيّتين، ويطلق عليهما جزيرة أم القماري الفوقانية والأخرى البرانية، ويبلغ مجموع مساحة الجزيرة كوحدة واحدة بمساحة مائة واثنين وثمانين ألفاً وخمسائة مترٍ مربّع.

تتميّز الجزيرة بالأحجار الكلسية الشعابية التي ترتفع عن مستوى سطح البحر ثلاثةَ أمتارٍ فقط، وتحيط بها كذلك مياه البحر الأحمر الغنية بالشعاب المرجانية خصوصاً ضمن منطقة جزيرة أم القماري البرانية، وتشتهر كذلك بالنّباتات التي تنمو ما بين الجزيرتين كنبات الآراك، والسّواد، والصّبار، والرّغل والثّندة التي تكثر على سواحلها.

الحياة الطبيعية في جزيرة أم القماري

اعتمدت السّلطات السعودية جزيرة أم القماري موطناً مهماً لحماية الطّيور المهاجرة خلال مواسم الهجرة؛ فهي محمية طبيعية وجزيرة غير مأهولة بالسكان بل هي محطة طبيعية لطيور العقاب ومالك الحزين، والقمري المطوّق، والبلشون الأبيض، والنّورس، والبجع.

تُعتبر الجزيرة وجهةً متميّزةً لسكان القنفذة خلال قيامهم برحلات صيد الأسماك؛ فهي تبعد مسافة خمسةٍ وأربعين دقيقة عن ساحل مدينة القنفذة، فالجزيرة تعجّ بالكثير من الشعاب المرجانية التي تتنوع بها الثّروة السّمكية الكبيرة، وكذلك يتمتّع السكان والزّائرين بمشاهدة طيور القماري، والطيور البحرية الأخرى، خصوصاً في موسم الهجرة؛ حيث تبدأ فيه الطّيور بالتّوافد في شهر فبراير(شباط) من كل عام، وتضع بيوضها حتى تفقس خلال شهري آذار وأيار، وبعد أن ترعى الفراخ الصّغيرة تواصل هجرتها إلى سواحل أفريقيا في أشهر الصّيف.

ما يُميّز الجزيرة هي رمالها البيضاء التي لوّنها حطام الصّدف البحري الذي تنقله الأمواج وترميه على شاطئها، وتنبض أم القماري بالكائنات البحرية المختلفة وأهمها الأسماك المرجانية، والسّلاحف الخضراء، والسّلاحف خطافية المنقار، وحيوان الأطوم وهو كائنٌ بحريٌ يلقب بعروس البحر.

تُشكّل الكائنات الحية البحرية والطيور والنباتات التي تعيش في الجزيرة نظاماً بيئياً حيوياً؛ فالطيور كالعقاب النسري يعتمد في غذائه على الأسماك التي تسبح في مياه الجزيرة، بينما توفر النباتات مكاناً مثالياً لبناء أعشاش الطيور فيها، فهناك الكثير من الأعشاش الكبيرة المنتشرة على الأشجار أو على مرتفعات الصخور، وتعتبر الجزيرة مكاناً مثالياً لتنوع الحياة الطبيعية؛ ولهذا أصبحت تجذب الكثير من الدارسين والباحثين لدراسة التوازن البيئي وكيفية الحفاظ على بيئة الجزيرة خصوصاً من هواة صيد الأسماك الذين يفضّلونها في ممارسة الصيد فيها.