خطوات العمرة بالتفصيل
العمرة
يَتقرَّب العبدُ المُؤمن من الله - سبحانه وتعالى - بما يُحبّ من الأعمالِ بهدف نيل مَرضاته، وبلوغ أعلى دَرجات القرب منه، ومن تلك الأعمال تأدية العمرة بالتوجُّه إلى بيتِ الله الحرام في مكة المكرمة، وطَلَب مغفرته، ورجاء رحمته والقرب منه؛ حيث إنّ المُعتمر أثناء أدائه للعمرة يشعر بقربه من الله تعالى، وبالتالي يَزداد إيماناً، ويقيناً، وتصديقاً به، وترتفع لديه درجات اليقين.
معنى العمرة
- العمرة لغةً: الزيارة، أمّا المعتمر فيُقصد به الزائر، أو من يَقصد فعل شيءٍ بذاته، وتعني العُمرة كذلك النُسُك الذي يقوم به المسلمون.[1]
- العمرة في الاصطلاح الشرعي هي التَقرّب من الله سبحانه وتعالى بزيارة بيت الله الحرام، وتُبتدأ بالإحرام، ومن أهمّ أعمالها الطواف حول الكعبة، والسّعي بعده بين الصّفا والمروة، وتنتهي بحلق شعر المُعتمر أو تَقصيره.[2]
خطوات العمرة بالتفصيل
إنّ خُطوات العمرة وكيفيّتها واحدة ومُشتركة بين جميع المذاهب، ولا يعدو الخلاف في طريقة أدائها كونُه خلافاً شكلياً مُطلقاً يَنصبُّ على توصيف مناسك العمرة ومكانتها من حيث قبولها، والمُترتّب على المُعتمر إن تركها، وما هو الواجب من تلك الأعمال، وما هو الرّكن، وما هو الذي لا يجب منها بل يكون أداؤه على سبيل الاستحباب. في الآتي ذكر لخُطوات العمرة تفصيلاً: [4]
- الإحرام: يشرع المعتمر بالإحرام من الميقات المُحدّد له حَسبَ مكان سكنه، أمّا إذا كان الميقات أبعد إلى الكعبة من مَوضع سكن المُعتمر فيُحرم من مكان سكنه الذي يُقيم فيه.
- التلبية: بعد أن يُحرم المُعتمر وينوي العمرة ينتقل إلى التلبية فيقول: (لبّيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، ويستمرّ في تكرار التلبية إلى أن يصل حدود مكّة فيمتنع إلى أن يَدخلها.
- يُشرع لمن يريد العمرة أن يغتسل قبل الإحرام والنيّة، كما يُشرع له الوضوء إذا أراد دخول الكعبة.
- ينتقل المُعتمر مُباشرةً بعد ذلك إلى الطواف مبتدئاً بالحجر الأسود على أن يكون على شماله، ويؤدّي بذلك سبعة أشواطٍ مُتتالية.
- الاضطباع: يُقصد به أن يُظهر الرّجل يده اليسرى ويُخفي يده اليمني بردائه، وفي الأشواط الثلاثة الأولى يَمشي مُسرعاً ثم يمشي على طبيعته إلى أن يُتمّ الطّواف، ويتعلّق الاضطباع والعجلة في الأشواط الثلاثة الأولى بالرّجال دونَ النساء.
- تقبيل الحجر الأسود: إذا أصبح المُعتمر مُحاذياً للحجر الأسود في طوافه يُشرع له تقبيله إن تمكّن من ذلك، وإن عجز عن ذلك بسبب الازدحام أو المشقة أشار إليه بيده اليُمنى مكبّراً.
- استلام الركن اليماني: يَكون ذلك دون تقبيلٍ أو ذكرٍ أو تكبير.
- إذا وصل المُعتمر في الموضع ما بين الرُّكن اليماني والحجر الأسود يُشرع له أن يَذكر قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[5]
- صَلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام.
- السعي بين الصّفا والمروة ابتداءً من الصفا، تالياً قول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).[6]
- يستقبل الكعبة إذا وقَف بالصّفا لابتداءِ السّعي، ثم يُشير إليها بيده اليُمنى ويُكبّر ثلاث مرّاتٍ.
- يتوجّه إلى الله في سَعيِه بما يشاء من الذّكر والدعاء وقراءة القرآن، ويُستحبّ له أن يُكثر من قول: (لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، لا إله إلاّ الله وحده، أنجِز وعده، ونَصر عبده، وهَزم الأحزاب وحدَه).
- أن يكون الابتداء بالسعي من الصّفا مُتوجّهاً إلى المروة.
- يُسرع الرجل في السعي مُهرولاً إذا وصل إلى موضع العلمين الأخضرين، فإن انتهى من ذلك المَوضع مَشى على طبيعته.
- بعد أن يصل المُعتمر إلى جبل المروة يقف عليه ويتوجّه إلى الكعبة ويقول بما قال عند الصفا.
- يُكرّر المُعتمر السعي بين الصّفا والمروة حتى يُنهي سبعة أشواطٍ كاملة.
- يَتحلّل الرّجل من إحرامه بالحَلق أو التقصير، وتتحلّل المرأة من إحرامها بأخذ موضعٍ يسيرٍ من شعر رأسها ولو بقدر خصلةٍ على أن لا يكون ذلك بمرأى من الرجال.
أركان العمرة
اختَلف العُلماء في أركان العمرة؛ فقد اعتبَرها فقهاءُ الشافعيّة خمسة أركان، بينما يرى فُقهاء المذهب المالكي والحنبلي أنّها ثلاثة، وحصرها الحنفية بركنٍ واحدٍ فقط، وبيان أقوال الفقهاء في ذلك كالآتي:[7][8]
- أركان العمرة عند الشافعية: يرى الشافعيّة أنّ أركان العُمرة خمسة، وهي: الإحرام، والطّواف بالكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير، والترتيب بين الأركان السابقة.
- أركان العمرة عند المالكيّة والحنابلة: يرى فُقهاء المذهبين المالكي والحنبلي أنّ أركان العمرة هي: الإحرام، والطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة فقط، وأنّ باقي الأركان التي ذكرها الشافعية تندرج تحت شُروط وواجباتِ الحج.
- أركان العمرة عند الحنفية: يرى فُقَهاء المَذهب الحنفي أنّ للعمرة ركناً واحداً فقط هو الطّواف بالكّعبة، وإنّ باقي الأركان التي ذكرها جمهور الفقهاء تَقع في باب واجبات العُمرة أو شُروطِها.
المراجع
- ↑ "تعريف معنى عمرة"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2017. بتصرّف.
- ↑ د. سعيد بن وهف القحطاني (2010)، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة- مفهوم، وفضائل، ومنافع، وفوائد، وشروط، وأركان، وواجبات، وآداب، ومسائل، وحِكَمٌ، وأحكامٌ (الطبعة الثانية)، السعودية: مركز الدعوة والإرشادـ القصب، صفحة 11، بتصرّف.
- ↑ عبدالله بن صالح القصيِّر (25-10-2011)، "تعريف العمرة وحكمها"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2017.
- ↑ محمد التويجري (2012)، صفة العمرة (الطبعة الثالثة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 18-22، بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 201.
- ↑ سورة البقرة، آية: 158.
- ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة ، صفحة 318، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 616، جزء 1. بتصرّف.