الربا لغةً من المصدر يربو؛ أي زاد ونما، ويأتي بمعنى الزيادة والفضل والنماء، والمضاعفة والكثرة، أمّا اصطلاحاً فهو الزيادة الحاصلة في أشياءٍ مخصوصةٍ، والربا محرّمٌ في الإسلام، وجاءت في تحريمه أدلةٌ قاطعةٌ في الكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،[1] وتظاهرت هذه النصوص كلّها على التحذير والإعلام بحربٍ من الله -تعالى- ونبيه صلّى الله عليه وسلّم، وعلى الوعيد الشديد، كما أنّه محرمٌ في الشرائع السماوية كلّها، وهذا دليلٌ على عِظم مفاسد الربا ومضارّه على الناس اجتماعياً واقتصادياً.[2]
للربا عند أهل العلم نوعان؛ وهما:[3]
ليس لآكل الربا حدٌّ في الشرع، وإنّما له عقوبةٌ تعزيريةٌ، والتعزير عقوبةٌ مخوّلةٌ للحاكم من قبل الشرع فيُحكم بها وفق ما يُحقّق المصلحة ويدرأ المفسدة وليس على هواه، ولا يعني عدم وجود حدٌ للربا في الشرع أنّ إثمه أقلّ من إثم شرب الخمر، بل هو من السبع الموبقات.[4]
للربا أضرارٌ اقتصاديةٌ وأخرى اجتماعيةٌ، فمن الاقتصادية أنّ ما يحصل عليه المُرابي من الفائدة لم يتحصّل عليه نتيجة عملٍ إنتاجيٍّ، وإنّما هو استقطاعٌ من مال شخصٍ آخرٍ، والربا سببٌ لدفع فريقٌ من الناس إلى البطالة والكسل، وهو سببٌ لزيادة التضخم في المجتمع، ولإثقال كاهل المقترضين حين يعجزون عن التسديد بسبب تضاعف سعر الفائدة، أمّا أضراره الاجتماعية فيتمثل بالضرر الذي يلحق المحتاجين بسبب استغلال حاجتهم دون اختيارهم، وهو ظلمٌ مُحرّمٌ، وسببٌ لغياب معاني التعاون والفضيلة في المجتمع، وكما أنّه سببٌ في نماء مشاعر الحقد والضغينة بين الناس.[5]