-

أشعار حب منوعة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قصيدة آخر رسالة حب

يقول الشاعر إبراهيم أحمد الوافي:

قفي قليلاً دعي التجريحَ والعتبا

واصغي لآخر طيرٍ في الهوى نعبا

هذي شجوني لعلي اليومَ أنثرها

على السطورِ فلا تستلطفي الغضبا

في أذن هذا الدجى ألقيتُ خاطرتي

فخلتُ أن الهوى قد صاغها أدبا

أنا سرابٌ وحبي مزنة وقفت

لم تحجبِ الشمسَ أو تستجمع السحبا

أنا دموعٌ وحبي مقلة كُحِلتْ

لو تنثر الدمع سال الكحل وانسكبا

أنا شراعٌ وقلبي مركب قلقٌ

أنا غناءٌ وأذني تجهلُ الطربا

يادمعةً في عيونِ الليلِ تسألني

عن الحنينِ .. عن الأمس الذي ذهبا

عن الطيورِ عن الروض الذي ابتسمتْ

به الحياةُ عن الشعر الذي تعبا

لا تعذليني فما كانت محبَّتنا

إلاَّ بصيصًا من الأحلام مضطربا

وهل تركنا صدى في أذنِ حاضرنا

نحيي به الليل أو نجلو به الصخبا ؟!

لا .. ما أرى يافتاتي في حقائبنا

شيئًا إذا ماصمدنا اليوم مرتقبا

إني وإياك وردٌ لا أريجَ له

حتى الفراش على خديه منتحبا ..!

تمضي ثواني الدجى تمتطُّ أرجلها

والعمر مازال في جفنيَّ مكتئبا

وأنتِ ياساعةً مشلولة عبثت

بخاطري وتولَّت تنكر السببا

ماذا تريدين مني رحلتي تعبتْ

مهاجرًا لم أزل بالحب مغتربا

أبيعُ في غابة الأحزانِ أغنيتي

وأشتري لبقايا نارنا حطبا

حتى رجعتُ وأنفاسي معذبة

حزينة وجدار اليأس منتصبا

ولم يهب حبنا عن رحلتي ثمنًا

غير الرماد فهل نحيا بما وهبا؟!!

إذا تأمَّلت يومًا يامعذِّبتي

هذي الحروف التي لم تعرف الكذبا

فإنها ساعة من خاطري سقطتْ

أضعتها بينما استلهم الهربا

فلتحفظيها لعلَّ الحب يجهلها

عندي ( كآخر حرفٍ في الهوى كُتِبا )

قصيدة قصائد عن حب قديم

يقول الشاعر محمود درويش:

-1-

على الأنقاض وردتنا

ووجهانا على الرمل

إذا مرّت رياح الصيف

أشرعنا المناديلا

على مهل.. على مهل

و غبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى

نراوغ قطرة الطل

تعالي مرة في البال

يا أختاه!

إن أواخر الليل

تعرّيني من الألوان و الظلّ

و تحميني من الذل!

و في عينيك، يا قمري القديم

يشدني أصلي

إلى إغفاءه زرقاء

تحت الشمس.. و النخل

بعيدا عن دجى المنفى..

قريبا من حمى أهلي

-2-

-2-

تشهّيت الطفوله فيك.

مذ طارت عصافير الربيع

تجرّد الشجر

وصوتك كان، يا ماكان،

يأتي

من الآبار أحيانا

و أحيانا ينقطه لي المطر

نقيا هكذا كالنار

كالأشجار.. كالأشعار ينهمر

تعالي

كان في عينيك شيء أشتهيه

و كنت أنتظر

و شدّيني إلى زنديك

شديني أسيرا

منك يغتفر

تشهّيت الطفولة فيك

مذ طارت

عصافير الربيع

تجرّد الشجرّ!

-3-

-3-

..و نعبر في الطريق

مكبلين..ز

كأننا أسرى

يدي، لم أدر، أم يدك

احتست وجعا

من الأخرى؟

و لم تطلق، كعادتها،

بصدري أو بصدرك..

سروة الذكرى

كأنّا عابرا درب،

ككلّ الناس ،

إن نظرا

فلا شوقا

و لا ندما

و لا شزرا

و نغطس في الزحام

لنشتري أشياءنا الصغرى

و لم نترك لليلتنا

رمادا.. يذكر الجمرا

وشيء في شراييني

يناديني

لأشرب من يدك ترمد الذكرى

-4-

-4-

ترجّل، مرة، كوكب

و سار على أناملنا

و لم يتعب

و حين رشفت عن شفتيك

ماء التوت

أقبل، عندها، يشرب

و حين كتبت عن عينيك

نقّط كل ما أكتب

و شاركنا و سادتنا..

و قهوتنا

و حين ذهبت ..

لم يذهب

لعلي صرت منسيا

لديك

كغيمة في الريح

نازلة إلى المغرب..

و لكني إذا حاولت

أن أنساك..

حطّ على يدي كوكب

-5-

-5-

لك المجد

تجنّح في خيالي

من صداك..

السجن، و القيد

أراك ،استند

إلى وساد

مهرة.. تعدو

أحسك في ليالي البرد

شمسا

في دمي تشدو

أسميك الطفوله

يشرئب أمامي النهد

أسميك الربيع

فتشمخ الأعشاب و الورد

أسميك السماء

فتشمت الأمطار و الرعد

لك المجد

فليس لفرحتي بتحيري

حدّ

و ليس لموعدي وعد

لك.. المجد

-6-

-6-

و أدركنا المساء..

و كانت الشمس

تسرّح شعرها في البحر

و آخر قبلة ترسو

على عينيّ مثل الجمر

_خذي مني الرياح

و قّبليني

لآخر مرة في العمر

..و أدركها الصباح

و كانت الشمس

تمشط شعرها في الشرق

لها الحناء و العرس

و تذكرة لقصر الرق

_خذي مني الأغاني

و اذكريني..

كلمح البرق

و أدركني المساء

و كانت الأجراس

تدق لموكب المسبية الحسناء

و قلبي بارد كالماس

و أحلامي صناديق على الميناء

_خذي مني الربيع

وودّعيني ..

قصيدة حب في الظلام

يقول الشاعرأحمد عبدالمعطي حجازي:

أحبّك ؟ عيني تقول أحبّك

ورنّة صوتي تقول ،

وصمتي الطويل

وكل الرفاق الذين رأوني ، قالوا .. أحب !

وانت إلى الآن لا تعلمين !

أحبّك .. حين أزفّ ابتسامي ،

كعابر درب ، يمر لأول مره

وحين أسلّم ، ثم أمر سريعا ،

لأدخل حجره

وحين تقولين لي .. إرو شعرا

فأرويه لا أتلفت ، خوف لقاء العيون

فإن لقاء العيون على الشعر ، يفتح بابا لطير سجين

أخاف عليه إذا صار حرا ،

أخاف عليه إذا حطّ فوق يديك ،

فأقصيته عنهما !

ولكنني في المساء أبوح

أسير على ردهات السكينه

وأفتح أبواب صدري ،

وأطلق طيري ،

أناجي ضياء المدينه

إذا ما تراقص تحت الجسور

أقول له .. يا ضياء ، ارو قلبي فإني أحب !

أقول له .. يا أنيس المراكب والراحلين أجب

لماذا يسير المحب وحيدا ؟

لماذا تظل ذراعي تضرب في الشجيرات بغير ذراع ؟!

ويبهرني الضوء والظل حتى ،

أحس كأني بعض ظلال ، وبعض ضياء

أحس كأن المدينة تدخل قلبي

كأن كلاما يقال ، وناسا يسيرون جنبي

فاحكي لهم عن حبيبي

حبيبي من الريف جاء

كما جئت يوما ، حبيبي جاء

وألقت بنا الريح في الشطّ جوعى عرايا

فأطعمته قطعة من فؤادي ،

ومشّطت شعره،

جعلت عيوني مرايا

وألبسته حلما ذهبيا ، وقلنا نسير ،

فخير الحياة كثير

ويأخذ دربا ، وآخذ دربا ،

ولكننا في المسا نتلاقى

فانظر وجه حبيبي ،

ولا أتكلم

حبيبي من الريف جاء

واحكي لهم عنك حتى ،

ينام على الغرب وجه القمر

ويستوطن الريح قلب الشجر

وحين أعود ، أقول لنفسي

غدا سأقول لها كل شيء !

قصيدة حب آخر

تقول الشاعرة غادة السمان:

اخترعت حبك كي لا أظل تحت المطر بلا مظلة.

زوّرت لنفسي برقيات حب منك!

اخترعت حبك كمن يغني وحيداً في الظلام

كي لا يخاف.

حين نحب يصير القلب مأهولاً بالأشباح،

تستحمّ الذاكرة بالعطر والدمع ورائحة التفاح.

حين نحب ، ينتحب الانتظار على طاولة المقهى،

تمر هوادج الماضي في الشارع أمامنا، فنمطرها بالياسمين،

ننسى ضجيج الباعة الجوّالين بالميكروفونات،

ونواح سيارات الشرطة والإسعاف وأبواق الأعراس

والجنازات.

لن أرتب موتاي في كهف أعماقي بكامل نياشينهم،

لن أصفٌهم كعساكر ماتوا في شرخ الحزن،

ولن أجلس لأكتبهم بيد الظلال،

بل سأحبك، ولن أفشل في اختراع هذا الحب!