-

ابيات في الشوق

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الشوق

الشّوق هو شعور يُتوّق النفس ويولد اللهفة لديها اتجاه شخص ما أو شيء ما، أو مكانٍ ما، الشّوق مزيج من المشاعر تُصيب الإنسان فتملأ نفسه حنيناً ولوعةً اتجاه المحبوب، وقد تُصيبه بالحسرة والألم لفقدانه، الشوق هو طيف هوى يُداعب عقل وقلب المُشتاق فتجعل لدى الفرد هاجساً لا يُفارقه أبداً خاصة في أوقات الحزن والسّعادة.

أبيات شعريّة عن الشوق

ننقل لكم بعض القصائد الشعريّة المفعمة بالشوق والحنين، وهي كالآتي:

أغالب فيك الشوق والشوق أغلب

المتنبي

أُغالِبُ فيكَ الشّوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ

وَأعجبُ من ذا الهجرِ وَالوَصْلُ أعجبُ

أمَا تَغْلَطُ الأيّامُ فيّ بأنْ أرَى

بَغيضاً تُنَائي أوْ حَبيباً تُقَرّبُ

وَلله سَيْرِي مَا أقَلّ تَئِيّةً

عَشِيّةَ شَرْقيّ الحَدَإلى وَغُرَّبُ

عَشِيّةَ أحفَى النّاسِ بي مَن جفوْتُهُ

وَأهْدَى الطّرِيقَينِ التي أتَجَنّبُ

وَكَمْ لظَلامِ اللّيْلِ عِندَكَ من يَدٍ

تُخَبِّرُ أنّ المَانَوِيّةَ تَكْذِبُ

وَقَاكَ رَدَى الأعداءِ تَسْري إلَيْهِمُ

وَزَارَكَ فيهِ ذو الدّلالِ المُحَجَّبُ

وَيَوْمٍ كَلَيْلِ العَاشِقِينَ كمَنْتُهُ

أُرَاقِبُ فيهِ الشّمسَ أيّانَ تَغرُبُ

وَعَيْني إلى أُذْنَيْ أغَرَّ كَأنّهُ

منَ اللّيْلِ باقٍ بَينَ عَيْنَيْهِ كوْكبُ

لَهُ فَضْلَةٌ عَنْ جِسْمِهِ في إهَابِهِ

تَجيءُ على صَدْرٍ رَحيبٍ وَتذهَبُ

شَقَقْتُ بهِ الظّلْماءَ أُدْني عِنَانَهُ

فيَطْغَى وَأُرْخيهِ مراراً فيَلْعَبُ.

لأن الشوق معصيتي

فاروق جويدة

لا تذكّري الأمس إني عشتُ أخفيه

إن يَغفر القلبَ جرحي من يداويه

قلبي وعيناكِ والأيام بينهما

دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه

إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه

كل الذي مات فينا كيف نحييه

الشوق درب طويل عشت أسلكه

ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه

جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا

واليوم عدنا بنهر الدّمع نرثيه

مازلتُ أعرف أن الشّوق معصيتي

والعشق والله ذنب لستُ أخفيه

قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني

كيف انقضى العيد وانقضت لياليه

يا فرحة لم تزل كالطّيف تُسكرني

كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه

حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا

عدنا إلى الحزن يدمينا ونُدميه

مازال ثوب المنى بالضوء يخدعني

قد يُصبح الكهل طفلاً في أمانيه

أشتاق في الليل عطراً منكِ يبعثني

ولتسألي العطر كيف البعد يشقيه

ولتسألي الليل هل نامت جوانحه

ما عاد يغفو ودمعي في مآقيه

يا فارس العشق هل في الحب مغفرة

حطمتَ صرح الهوى والآن تبكيه

الحب كالعمر يسري في جوانحنا

حتى إذا ما مضى.. لا شيء يبقيه

عاتبت قلبي كثيراً كيف تذكرها

وعُمرُكَ الغضّ بين اليأس تُلقيه

في كل يوم تُعيد الأمس في ملل

قد يبرأ الجرح والتذكار يحييه

إن تُرجعي العمر هذا القلب أعرفه

مازلتِ والله نبضاً حائراً فيه

أشتاق ذنبي ففي عينيكِ مغفرتي

يا ذنب عمري ويا أنقى لياليه

ماذا يفيد الأسى أدمنتُ معصيتي

لا الصّفح يجدي ولا الغفران أبغيه

إني أرى العمر في عينيكِ مغفرة

قد ضل قلبي فقولي.. كيف أهديه.

أهاج لك الشوق القديم أشواقه

الفرزدق

هاجَ لَكَ الشّوْقَ القَدِيمَ خَيالُهُ

مَنَازِلُ بَيْنَ المُنْتَضَى وَمُنِيمِ

وَقَدْ حالَ دُوني السّجنُ حتى نسيتُها

وَأذْهَلَني عَنْ ذِكْرِ كُلِّ حَمِيمِ

على أنّني مِنْ ذِكْرِهَا كُلَّ لَيلَةٍ

كَذِي حُمَةٍ يَعْتَادُ داءَ سَلِيمِ

إذا قِيلَ قَدْ ذَلّتْ لَهُ عَنْ حَيَاتِهِ

تُراجِعُ مِنْهُ خَابِلاتِ شَكِيمِ

إذا ما أتَتْهُ الرّيحُ منْ نَحْوِ أرْضِهَا

فَقُلْ في بَعِيدِ العائِداتِ سَقيمِ

فإنْ تُنكِرِي ما كنتِ قَدْ تَعرِفِينَهُ

فَمَا الدّهْرُ مِنْ حالٍ لَنَا بِذَمِيمِ

لهُ يَوْمُ سَوْءٍ ليْسَ يُخطىءُ حظُّه

وَيَوْمُ تَلاقَى شَمْسُهُ بِنَعِيمِ

وَقَدْ عَلِمَتْ أنّ الرّكابَ قد اشتكتْ

مَوَاقِعَ عُرْيَانٍ مَكَانَ كُلُومِ

تُقاتِلُ عَنْهَا الطّيرَ دُونَ ظُهورِهَا

بأفوَاهِ شُدْقٍ غَيرِ ذاتِ شُحُومِ

أضَرّبهِنّ البُعْدُ مِنْ كُلّ مَطَلبٍ

وَحاجاتُ زَجّالٍ ذَوات هُمُومِ

وَكَمْ طَرّحَتْ رَحْلاً بكلّ مَفازَةٍ

مِنَ الأرْضِ في دَوّيّةٍ وَحُزُومِ

كَأحْقَبَ شَحّاج بِغَمْرَة قارِبٍ

بِلِيتَيْهِ آثَارٌ ذَوَاتُ كُدُومِ

إذا زَخَرَتْ قَيْسٌ وَخِنْدِفُ وَالتَقى

صَمِيماهُما، إذْ طَاحَ كلُّ صَميمِ

وَما أحَدٌ مِنْ غَيرِهمْ بطَرِيقِهِمْ

مِنَ النّاسِ، إلاّ مِنْهُمُ بمُقِيمِ

وَكَيْفَ يَسيرُ النّاسُ قَيسٌ وَرَاءَهم

وَقَدْ سُدّ ما قُدّامَهُمْ بتَمِيمِ

سَيَلقى الذي يَلقى خُزَيْمَةُ منهُمُ،

لَهُمْ أمّ بَذّاخِينَ غَيرَ عَقِيمِ

هُما الأطْيَبانِ الأكْثَرانِ تَلاقَيَا

إلى حَسَبٍ عِنْدَ السّمَاءِ قَدِيمِ

فَمَنْ يَرَ غَارَيْنَا، إذا ما تَلاقَيَا

يَكُنْ مَنْ يَرَى طَوْدَيْهِما كأمِيمِ

أبَتْ خِنْدِفٌ إلاّ عُلُوّاً وَقَيْسُها،

إذا فَخَرَ الأقْوَامُ، غَيرَ نُجُومِ

وَنَحْنُ فَضَلْنَا النّاسَ في كلّ مَشهدٍ

لَنَا بحَصىً عالٍ لَهُمْ وَحُلومِ

فإنْ يَكُ هذا النّاسُ حَلّفَ بَيْنَهُمْ

عَلَيْنَا لَهُمْ في الحَرْبِ كلُّ غَشومِ

فَإنّا وَإيّاهُمْ كَعَبْدٍ وَرَبِّهِ،

إذا فَرّ مِنْهُ رَدّهُ بِرُغُومِ

وقَدْ عَلِمَ الدّاعي إلى الحَرْبِ أنّني

بجَمْعِ عِظامِ الحَرْبِ غَيرُ سؤومِ

إذا مُضَرُ الحَمَرَاءُ يَوْماً تَعَطّفَتْ

عَليّ وَقَدْ دَقّ اللّجامَ شَكِيمي

أبَوْا أنْ أسُومَ النّاسَ إلاّ ظُلامَةً،

وَكُنْتُ ابن ضِرْغامِ العَدُوِّ ظَلُومِ.

ما الشوق مقتنعاً مني بذا الكمد

المتنبي

ما الشّوْقُ مُقتَنِعاً منّي بذا الكَمَدِ

حتى أكونَ بِلا قَلْبٍ ولا كَبِدِ

ولا الدّيارُ التي كانَ الحَبيبُ بهَا

تَشْكُو إليّ ولا أشكُو إلى أحَدِ

ما زالَ كُلّ هَزيمِ الوَدْقِ يُنحِلُها

والسّقمُ يُنحِلُني حتى حكتْ جسدي

وكلّما فاضَ دمعي غاض مُصْطَبري

كأنْ ما سالَ من جَفنيّ من جَلَدي

فأينَ من زَفَرَاتي مَنْ كَلِفْتُ بهِ

وأينَ منكَ ابنَ يحيَى صَوْلَةُ الأسَدِ

لمّا وزَنْتُ بكَ الدّنْيا فَمِلْتَ بهَا

وبالوَرَى قَلّ عِندي كثرَةُ العَدَدِ

ما دارَ في خَلَدِ الأيّام لي فَرَحٌ

أبا عُبادَةَ حتى دُرْتَ في خَلَدي

مَلْكٌ إذا امْتَلأتْ مَالاً خَزائِنُهُ

أذاقَهَا طَعْمَ ثُكْلِ الأمّ للوَلَدِ

ماضي الجَنانِ يُريهِ الحَزْمُ قَبلَ غَدٍ

بقَلبِهِ ما تَرَى عَيناهُ بَعْدَ غَدِ

ما ذا البَهاءُ ولا ذا النّورُ من بَشَرٍ

ولا السّماحُ الذي فيهِ سَماحُ يَدِ

أيّ الأكُفّ تُباري الغَيثَ ما اتّفَقَا

حتى إذا افْتَرَقَا عادَتْ ولمْ يَعُدِ

قد كنتُ أحْسَبُ أنّ المجدَ من مُضَرٍ

حتى تَبَحْتَرَ فَهوَ اليومَ مِن أُدَدِ

قَوْمٌ إذا أمْطَرَتْ مَوْتاً سُيُوفُهُمُ

حَسِبْتَها سُحُباً جادَتْ على بَلَدِ

لم أُجْرِ غايَةَ فكري منكَ في صِفَةٍ

إلاّ وَجَدْتُ مَداها غايةَ الأبدِ.

الشوق الأخير

معز عمر بخيت

في مشاعري

تمازج البحار والسهول والقمم

وفي دواخلى يسافر النغم

إلى غياهب السماء في مدينة العدم

إليك يا رفيقتي

تودّد النهار وابتسم

وهام في الطريق وجده و لم يدم

توجعي وآهة القطار

حين تستظل في حوائط الألم

فها هو المدى بكفك اليمين

أجج الحنين في صعوده اليك

من قواقع الجنون لاتكاءة الوهم

خطاك يا صحيفة التكون الحديث

أغنيات من يشق من غباره تهجدى

بمسجد الحياة في خناجر السأم

وأحمل الوفاء في كتاب قصة الزّمان

مشعلاً وهم

اذا أتيت بالسكون يبحث الأمان

في مضاجع الزخم

ويحمل الصمود في ابتداعه قلم

ويكتب الرّحال مخرجا

من الغيوم فوق جرحه القديم

حين نام والتأم

أكون من أكون فالحريق قصة

من الشعور تستكين في تسامحي

وتنقش الأنين في ترقبى وشم

خطاك يا حبيبتى بعيدة

عن احتواء دربى الطويل

فالمداخل الجريئة الوثوب لم تقم

وأنّنا وإن توحّدت عيون شوقنا

فلا مفر من فراق همّنا

ليصبح الصفاء في وجودنا عشم

عليك ابتغي

توارد القصائد التي تشبعت

بعشقي السحيق في القدم

ولست نادماً

على اتكاء صمتك الأخير

لست غاضباً

من الخروج من دواخل العبير

واعلمي

بأنّني الوحيد في طريقه

تحطّم الندم

لكننى أخاف من تعلقي

ومقصد البكاء غاب عن شواردي

مسافة من الزّمان

وحدة بغابة النقاء

في غيابه انسجم

اخاف ما أخاف من رجوعك

التقهقر للوراء

حين غاب صدق غايتى

من احتقان قصة الوفاء بالسقم

وكيف انطوى بعزتي

وأدمع السّماح لم تزل

تشد صحوتي

إلى شواطئ الضياع

في ربوع من تحد واقتحم

جسارتى وقوة الآباء في أصالتي

فهيا يا تشتُّتاً ألم

عارضا بأدمعي فناء وانهزم

و حينما جلست في تأمل

أراقب الخواطر التي تدور في أواخر الزّحام

في مسيرتي

لأجل أن يطل وعد ما اغتسلت

من دواره همم

علمت أنّها الحياة تحمل الأمان لحظة

ولحظة تفارق النِعم

وأننا لمقبلان في مطافنا

بأنجم تهل في أكفنا

فتقرأ المقاصد التي في غيبنا

وتستجم

برؤية تقول في اجتياحها

بأننا نهم

على تساقط الحنين أننا

بوهدة التشوق الجسور لم نقم

وإننا مفارقان خطوة

تسير للوراء كل يوم

تأكدي حبيبتىي بأنني بدأت عزلتي

لأجل أن تطيب مقلتيك من هواجس التُهم

وأنّني أحاول الوثوب

من سحابك الوثير هاوياً

بواقع الحياة كي أنم

بصدري الدخان في انتشاره الطويل

حين حلمي الجميل هم

أقول إنّها الهموم يا حبيبتي

وإنّها الوساوس التي تشدني

إلى الخروج من تراجعي إليك

في مداخل الرجوع يضطرم

لعلها الحروف قد تعودت

وداعي الذى يطل يا حبيبتي

إليك من منافذ الهرم

فها أنا مسافر

لبيتي القديم فامنعي

توسّلي إليك في دواخلي

ففي ختام ما أقول كان فاصلى

وكان شوقى الأخير نازفاً

وجارفاً

وكان آخر البكاء من تردد الحنين

في فراقك الأليم دم

كان آخر البكاء من تردد الحنين

في فراقك الأليم دم.

عبارات عن الشوق

  • الشّوق هو أن تبكيك رائحة عِطر ما.
  • الشّوق هو أن تعيش بتفاصيل صباح كنت تعيشه معهم في يوم ما.
  • الشّوق هو أن تتخيل طيفه من بين جموع الناس.
  • الشّوق هو روايات لا نستطيع روايتها.
  • الشوق كلمة بوزنها عشق، في حناياها حب، بين حروفها وله.
  • حينما نشتاق تشعر أن الكون على ملئه ما هو إلا فراغ قاتل، وروحك حينها تكون في جمع آخر.
  • حينما نشتاق تتمنى أن تنقلب وجوه الناس كلهم وجهاً واحداً لا يألفه غيرك، لا يشعر به إلا وجدانك، إنه وجه ذلك الإنسان الذي سبب لك هذا الشعور اللامألوف في نفسك.
  • سلامٌ على قلبي حين يشتاق.
  • اشتقت إليك، ولكنها ليست المرّة الأولى، بل هي عادتي في كل يوم ولكن بصمت.
  • صعباً عليَّ إخفاء شوقي إليك، اشتقت لك بحق.
  • إن للاشتياق لغة لا يفهمها إلا من عانى منها.