-

ابيات في الحكمة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أبياتٌ شعر في الحكمة قمت بجَمَعْها من بعض أشعارِ أبي الطَّيِّب المُتنبِّي، إذ أنّ معظم أشعاره احتوت حكماً ومواعظ كثيرة ومن أجملها:

نَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَمَا مِن مَعْشَرٍ***جَمَعَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يَتَفَـرَّقُوا

أَيْنَ الأَكَاسِرَةُ الْجَبَابِرَةُ الأُلَى***كَنَزُوا الكُنوزَ فَمَا بَقِينَ وَلا بَقُوا

مِن كُلِّ مَن ضَاقَ الفَضاءُ بِجَيْشِهِ***حَتَّى ثَوَى فَحَواهُ لَحْدٌ ضَيِّقُ

فَالْمَوْتُ آتٍ وَالنُّفوسُ نَفَائِسٌ***والْمَسْتَعـِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأَحْمَقُ

والْمَـرْءُ يَأْمُلُ والْحَيَاةُ شَهِيَّةٌ***وَالشَّيْبُ أَوْقَـرُ والشَّبيبةُ أنزَقُ

        إذَا غَامَـرْتَ فِي شَرَفٍ مَّرُومِ***فَلا تَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُّجُومِ

        فَطَعْمُ الْمَوْتِ فِي أَمْرٍ حَقٍيرٍ***كَطَعْمِ الْمَوْتِ فِي أَمْرٍ عَظِيمِ

        يَرَى الْْجُبَنَـاءُ أنَّ الْعَجْزَ عَقْلٌ***وَتِلْكَ خَدِيعَةُ الطَّبْعِ اللَّئيمِ

        وَكُلُّ شَجَاعةٍ فِي الْمَرْءِ تُغْنِي***وَلا مِثْلَ الشَّجَاعَةِ فِي الْحَكِيمِ

        وَكَمْ مِّنْ عَائِبٍ قَوْلًا صَحِيحًا***وَآفَتُـهُ مِنَ الْفَهْمِ السَّقِيمِ

        وَلَكِنْ تَأْخُـذُ الآذَانُ مِنْهُ***عَلَى قَـدَرِ القَرَائِحِ والعُلُـومِ

              إنِّي لأَعْلَمُ -واللَّبيبُ خَبِيرُ***أنَّ الحيَاةَ -وَإنْ حَرَصْت- غُرُورُ

              وَرَأيْتُ كُـلاًّ ما يُعَلِّلُ نَفْسَـهُ***بِتَعِلَّةٍ وَإلَـى الفَنَـاءِ يَصِيرُ

                    إلَى كَمْ ذَا التَّخَلُّفُ والتَّوَانِي***وَكَمْ هَذَا التَّمَادِي فِي التَّمَادِي

                    وَشُغْلُ النَّفْسِ عَن طَلَبِ الْمَعَالِي***بِبَيْعِ الشِّعْرِ فِي سُوقِ الكَسَادِ

                    وَمَا مَـاضِي الشَّبَابِ بِمُسـْتَرَدٍّ***وَلا يَـوْمٌ يَمُـرُّ بِمُسْـتَعَادِ

                    مَتَى لَحَظَتْ بَيَاضَ الشَّيْبِ عَيْنِي***فَقَدْ وَجَدَتْهُ مِنْهَا فِي السَّوَادِ

                    مَتَى مَا ازْدَدتُّ مِنْ بَعْدِ التَّناهِي***فَقَدْ وَقَعَ انتِقَاصِي فِي ازْدِيَادِي