ابيات في الحكمة طب 21 الشاملة

ابيات في الحكمة طب 21 الشاملة

أبياتٌ شعر في الحكمة قمت بجَمَعْها من بعض أشعارِ أبي الطَّيِّب المُتنبِّي، إذ أنّ معظم أشعاره احتوت حكماً ومواعظ كثيرة ومن أجملها:

نَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَمَا مِن مَعْشَرٍ***جَمَعَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يَتَفَـرَّقُوا

أَيْنَ الأَكَاسِرَةُ الْجَبَابِرَةُ الأُلَى***كَنَزُوا الكُنوزَ فَمَا بَقِينَ وَلا بَقُوا

مِن كُلِّ مَن ضَاقَ الفَضاءُ بِجَيْشِهِ***حَتَّى ثَوَى فَحَواهُ لَحْدٌ ضَيِّقُ

فَالْمَوْتُ آتٍ وَالنُّفوسُ نَفَائِسٌ***والْمَسْتَعـِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأَحْمَقُ

والْمَـرْءُ يَأْمُلُ والْحَيَاةُ شَهِيَّةٌ***وَالشَّيْبُ أَوْقَـرُ والشَّبيبةُ أنزَقُ

إذَا غَامَـرْتَ فِي شَرَفٍ مَّرُومِ***فَلا تَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُّجُومِ

فَطَعْمُ الْمَوْتِ فِي أَمْرٍ حَقٍيرٍ***كَطَعْمِ الْمَوْتِ فِي أَمْرٍ عَظِيمِ

يَرَى الْْجُبَنَـاءُ أنَّ الْعَجْزَ عَقْلٌ***وَتِلْكَ خَدِيعَةُ الطَّبْعِ اللَّئيمِ

وَكُلُّ شَجَاعةٍ فِي الْمَرْءِ تُغْنِي***وَلا مِثْلَ الشَّجَاعَةِ فِي الْحَكِيمِ

وَكَمْ مِّنْ عَائِبٍ قَوْلًا صَحِيحًا***وَآفَتُـهُ مِنَ الْفَهْمِ السَّقِيمِ

وَلَكِنْ تَأْخُـذُ الآذَانُ مِنْهُ***عَلَى قَـدَرِ القَرَائِحِ والعُلُـومِ

إنِّي لأَعْلَمُ -واللَّبيبُ خَبِيرُ***أنَّ الحيَاةَ -وَإنْ حَرَصْت- غُرُورُ

وَرَأيْتُ كُـلاًّ ما يُعَلِّلُ نَفْسَـهُ***بِتَعِلَّةٍ وَإلَـى الفَنَـاءِ يَصِيرُ

إلَى كَمْ ذَا التَّخَلُّفُ والتَّوَانِي***وَكَمْ هَذَا التَّمَادِي فِي التَّمَادِي

وَشُغْلُ النَّفْسِ عَن طَلَبِ الْمَعَالِي***بِبَيْعِ الشِّعْرِ فِي سُوقِ الكَسَادِ

وَمَا مَـاضِي الشَّبَابِ بِمُسـْتَرَدٍّ***وَلا يَـوْمٌ يَمُـرُّ بِمُسْـتَعَادِ

مَتَى لَحَظَتْ بَيَاضَ الشَّيْبِ عَيْنِي***فَقَدْ وَجَدَتْهُ مِنْهَا فِي السَّوَادِ

مَتَى مَا ازْدَدتُّ مِنْ بَعْدِ التَّناهِي***فَقَدْ وَقَعَ انتِقَاصِي فِي ازْدِيَادِي