حلول العنف ضد المرأة
العنف ضد المرأة
يعتبر العنف ضد المرأة سلوكاً عدوانياً ينتهك حقوق الإنسان، وقد قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 بتعريف هذا المفهوم بأنه أي اعتداء ضد المرأة، مبني على أساس الجنس، ينتج عنه، أو يتسبب في إحداث إيذاء، أو آلام جسدية، أو جنسية، أو نفسية للمرأة، ويشمل أيضاً التهديد بمثل هذه الأعمال، أو الإجبار، أو سائر أشكال الحرمان التعسفي من الحرية.[1]
قد يبدأ العنف ضد المرأة من مرحلة الطفولة، حيث أشارت الدراسات المبنية على تجارب النساء في فترة الإنجاب أن العنف الذي تتعرض له الإناث الأصغر سناً في مرحلة الطفولة، يكون أكبر من العنف الذي تتعرض له نظيراتهن اللواتي تقدمن في العمر، وتجاوزن مرحلة الطفولة. كما أثبتت الدراسات المتعلقة بالعنف ضد الأطفال، أن العنف الجسدي هو الأكثر شيوعاً في البلدان ذات الدخل المتوسط، حيث تتعرض 6 إلى 8 فتيات من أصل كل 10 فتيات لهذا النوع من العنف.[2]
نظراً لمخاطر وآثار هذا العنف على المرأة من الناحية النفسية ،والجسدية، والصحية، فقد تم اعتماد اليوم الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني في دول آسيا الوسطى ليكون اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء.[3]
الوقاية من العنف ضد المرأة
إن أفضل طريقة لإنهاء العنف ضد المرأة هي الوقاية منه، حيث يكون ذلك من خلال معالجة أسباب العنف التي تقوم على التمييز القائم على النوع الاجتماعي، والأعراف الاجتماعية، وأيضا التمييز القائم على الجنس. ويكون ذلك بالطرق التالية:[4]
- العمل على تحقيق المساواة بين الجنسين قدر الإمكان.
- تمكين المرأة من ممارسة جميع حقوقها الإنسانية.
- تعزيز علاقات الاحترام المتبادل بين الجنسين.
- توفير أماكن آمنة للنساء لممارسة أنشطتهن.
- التخلص من السلطة غير المتكافئة بين الرجل، والمرأة من خلال زيادة مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار.
- العمل على زيادة الوعي، وتثقيف المجتمع من خلال وسائل الاعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي.
كما تم إنشاء برنامج P4P المسمى "شركاء من أجل الوقاية " (بالإنجليزية: Partners For Prevention)، وهو برنامج إقليمي مشترك للأمم المتحدة في منطقة آسيا، والمحيط الهادي، يهدف لمنع العنف القائم على التمييز المعتمد على النوع الاجتماعي، ويهدف أيضاً لإنهاء العنف القائم على نوع الجنس، على المدى الطويل.
حلول للقضاء على العنف ضد المرأة
حلول متخذة من قبل الدول
يتحتم على جميع دول العالم إدانة العنف ضد المرأة، والتوقف الفوري عن ممارسته باتباع كافة الوسائل الممكنة. ومن هذه الوسائل ما يلي:[1]
- المصادقة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة.
- الامتناع عن ممارسة العنف ضد المرأة بجميع أشكاله.
- معاقبة كل من يمارس العنف بأي شكل من أشكاله وفقاً للقوانين بغض النظرعن مرتكبه.
- إدراج عقوبات صارمة بحق كل من يقوم بأعمال العنف ضد النساء، وتعويض النساء الضحايا عن الأضرار التي لحقت بهن.
- صياغة نهج وقائي، وتدابير قانونية، وسياسية، وإدارية، وثقافية، ووضع خطة عمل لتعزيز حماية المرأة من جميع أشكال العنف.
- تخصيص موارد كافية في الميزانيات الحكومية لأنشطة القضاء على هذا العنف.
- الاهتمام بقطاع التعليم لتعديل السلوكيات الاجتماعية، والثقافية، والتخلص من الممارسات الخاطئة ضد المرأة.
حلول متخذة من قبل المجتمع
ينبغي على المجتمع بكافة أفراده السعي نحو القضاء على جميع أشكال العنف التي تمارس في حق المرأة باتباع الخطوات التالية:
- نشر الوعي بين أفراد المجتمع، وبيان مخاطر العادات، والتقاليد التي تظلم المرأة، وتحرمها من حقوقها.[5]
- الاستماع لتجارب النساء الضحايا لهذا العنف، والاستجابة لمتطلباتهن، واحتياجاتهن.[5]
- بيان مسؤولية جميع شرائح المجتمع في محاربة كل أشكال هذا العنف.[5]
- تمكين المرأة، وتدريبها، ودعم قدرتها على كسب المال.[6]
- توعية المجتمع بسلبيات الزواج المبكر، والزواج القسري.[6]
- دعم مشاركة المرأة في العملية السياسية، والتنمية الاقتصادية.[6]
- متابعة الظروف السيئة التي تواجهها النساء في الأرياف.[6]
- تزويد المجتمع بحقائق انتشار ظاهرة العنف ضد النساء.[7]
- تجنب متابعة محطات الإذاعة، والتلفزيون، ووسائل الاعلام التي تدعو إلى العنف.[7]
- تشجيع البرامج الوقائية، والتعليمية الهادفة نحو إنهاء هذا العنف.[7]
- المسارعة في الإبلاغ عن أي شكل من أشكال العنف ضد المرأة عند التعرض له، أو حتى عند مشاهدته.[7]
حلول متخذة من قبل الأسرة
الأسرة هي النواة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع، والتي بصلاحها يصلح المجتمع، وفيما يلي صور لدور الأسرة الفعال في مجابهة العنف ضد المرأة:[8]
- تثقيف الأسرة، وزيادة وعي أفرادها بأهمية القضاء على هذا العنف.
- التعاون بين جميع أفراد الأسرة للقيام بالأعمال المنزلية دون تمييز.
- التحدث أمام أطفال الأسرة عن النماذج الناجحة في المجتمع من النساء، والرجال.
- حل المشاكل الأسرية بطريقة واعية مبنية على الاحترام، والانفتاح، ومشاركة الرأي بعيدة عن العنف.
حلول متخذة من قبل المؤسسات التعليمية
يعد التعليم أداة فعالة في هذا السياق، حيث يمثل حجر الزاوية في تحقيق المساواة، ومنع العنف ضد المرأة، وذلك بالطرق التالية:
- تهيئة بيئة تعليمية آمنة لجميع الطلبة.[3]
- تشجيع المرأة على ممارسة حقها في التعليم من خلال محاربة التحديات، والصعوبات الناشئة بفعل الأعراف الثقافية للمجتمع.[3]
- العمل على تغيير معتقدات المجتمع الذي يرفض حق المرأة في التعليم، حيث يتم هذا التحول الاجتماعي من خلال تحقيق المساواة بين الجنسين، والسعي نحو تكافؤ الفرص في الحصول على التعليم الجيد.[3]
- تطوير ثقافة المؤسسة التعليمية لنشر الوعي بأهمية القضاء على هذا العنف.[9]
- إكساب الطلبة فنون التعامل، والمهارات لبناء علاقات تقوم على الاحترام بين الجنسين.[9]
حلول متخذة من قبل بيئة العمل
قد تتشارك المرأة مع الرجل في بيئة عمل واحدة حيث يعتبر العمل حقاً من حقوقها. وفيما يلي بعض الطرق التي تهدف إلى الحد من ظاهرة العنف في بيئة العمل:[10]
- ابتكار ثقافة تضمن شعور الموظفين بالثقة داخل العمل.
- اتخاذ إجراءات صارمة لمنع حدوث المضايقات بأشكالها.
- تعزيز مبدأ المساواة بين الجنسين.
- دعم الموظفات اللواتي تعرضن للعنف وكُنَّ ضحية له خارج نطاق العمل.
حلول متخذة من قبل منظمة الصحة العالمية
نظراً لما يسببه العنف ضد المرأة من معاناة صحية، ونفسية، وجسدية، فقد قامت منظمة الصحة العالمية بعدة إجراءات للمشاركة في إنهاء العنف ضد المرأة، منها ما يلي:[11]
- إنشاء قاعدة بيانات متكاملة؛ لقياس حجم العنف الممارس ضد المرأة، وبيان طبيعته، وتقدير معدلاته.
- التعاون مع المنظمات الدولية لدعم جهود البلدان في القضاء على جميع أشكال هذا العنف.
- تعزيز البحوث الوطنية للقضاء على هذا العنف، ووضع إرشادات تقنية للوقاية منه.
- دعم البلدان في تقوية القطاع الصحي لمواجهة العنف ضد المرأة.
دور الإسلام في محاربة العنف ضد المرأة
كرم الإسلام المرأة بمكانة رفيعة تماماً كالرجل، وجعل العلاقة بينهما على أساس المودة والرحمة، حيث ضمن الإسلام حقوق المرأة كاملة، ونهى أيضاً عن جميع أشكال العنف، فقد قال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).[12] كما نجد في السنة من الأحاديث ما يوجب معاملة المرأة الحسنة، ومعاشرتها بالمعروف، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في خطبته: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا.)[13]
المراجع
- ^ أ ب "Declaration on the Elimination of Violence against Women", www.ohchr.org, Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ↑ James A. Mercy,Janet Saul,Susan Hillis, "The Importance of Integrating Efforts to Prevent Violence Against Women and Children "، www.unicef-irc.org, Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Violence Against Women A Roadblock To Education", www.centralasiainstitute.org,23-11-2016، Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ↑ "Focusing on prevention to stop the violence", www.unwomen.org, Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "16 ways to end violence towards girls ", www.plan-international.org, Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Eight Ways to Stop Violence Against Women", www.yali.state.gov, Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What YOU Can Do to Prevent Violence against Women", www.marshall.edu, Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ↑ "Parents & caregivers", www.ourwatch.org.au, Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "In schools", www.ourwatch.org.au, Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ↑ "At work", www.ourwatch.org.au, Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ↑ "Violence against women", www.who.int,29-11-2017، Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ↑ سورة النساء، آية: 19.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 5185.