طرق لعلاج النسيان
النسيان
يشير مصطلح النسيان في علم النفس إلى عدم القدرة على تذكر المعلومات وفقد المادة المحفوظة، أو عدم التعرف على ما تعرض له الإنسان من قبل من منبهات ومواقف، وهو أحد المفاهيم السيكولوجية التعلمية الهامة التي لا يمكن قياسها مباشرة، ولكنه يقاس عن طريق تحديد الفرق بين أعلى درجة طبيعية للحفظ ودرجة الحفظ المقاسة للشخص، وبذلك فإن ما لم يتم حفظه يحدد بأنّه قد نُسي. ويذهب فرويد -أشهر طبيب نفسي- إلى أنّ النسيان غريزة دفاعية مرتبطة باللاوعي عند الإنسان.
النسيان ليس ظاهرة غريبة إنّما يعد ظاهرة طبيعية قد يتعرض لها أي شخص، لكنه يصبح مرضاً عندما يصاحبه بعض الأمراض، مثل: الزهايمر أو التعرّض لصدمة فجائية انفعالية، ويمكن تصنيف النسيان إلى نسيان طويل المدى ونسيان قصير المدى الذي يصاحب الذاكرة الحسية المباشرة، أمّا من الناحية الطبيّة فقد أشارت أحدث الدراسات إلى أنّ النسيان يحدث نتيجة وجود جزئية بروتينية قادرة على إلغاء أو مسح الذكريات المخزنة بالذاكرة فعلياً، مع عدم القدرة على تكوين غيرها.
أسباب النسيان
وضع علم النفس ثلاث نظريات لتفسير أسباب النسيان، وهي:
نظرية الترك والغمور
تفسر هذه النظرية أن ضعف الذكريات يحدث نتيجة عدم استعمالها وإهمالها مثلما تتعطل أي عضلة لا يستعملها الانسان ، لكنّ أدلة كثيرة أثبتت عدم صحّة هذه النظرية.
نظرية التداخل والتعطيل
تذهب هذه النظرية إلى أن الشخص قد يتعرض للنسيان نتيجة أوجه النشاطات الكثيرة والمتتابعة التي يقوم بها، إذ إنّ تداخلها في بعضها قد يؤدّي بشكل طبيعي للنسيان.
نظرية الكبت
تُرجِع هذه النظرية سبب النسيان إلى الرغبات والمشاعر المكبوتة، حيث أن الفرد ينسى الذكرى المؤلمة وغير السعيدة لا شعورياً، كما أن الروتين الذي يواجه الفرد بشكل يوميّ يؤدّي إلى الضغط والرغبة في التخلص من الحياة والذكريات.
طرق لعلاج النسيان
رغم أن هناك من يذهب إلى أن مرضى النسيان يتماثلون للشفاء بصورة تلقائية عند زوال المؤثر على الذاكرة إلّا أنّه لا بدّ في وقت من الأوقات البحث عن علاج مفيد وحقيقي للشفاء من النسيان وضعف الذاكرة، وهنا ندرج بعض الحلول لعلاج النسيان أو لتداركه قبل حصوله، وهي كالآتي:
الابتعاد عن التوتّر وتجنّبه
إنّ المحافظة على جو هادئ بعيد عن العصبية والتوتّر ضرورة كبيرة للحفاظ على الذاكرة من النسيان والضعف، وفي الدراسات أن مرضى النسيان المتكرر هم ممن يعانون في حياتهم من ضغط عصبي وإجهاد كبيرين.
الأكل الصحيّ والتغذية السليمة
بالإمكان علاج النسيان بالأطعمة الصحية المليئة بالفيتامينات والمعادن التي تفيد المخ وتساعد على بناء الخلايا العقل وتجددها، وينصح إيجادها في المكسرات والخضروات والفواكه. كما يُنصح بتجنب تناول الوجبات السريعة.
تدريب الذاكرة على مقاومة النسيان
المخ مثل بقية أعضاء الجسم الأخرى يحتاج لاهتمام وتدريب، ويكون تدريبه بممارسة أنشطة عديدة تتمثل في ممارسة الرياضة، وقراءة الكتب، وممارسة بعض الأنواع من ألعاب الذاكرة، مثل البازل والكلمات المتقاطعة، وحلّ مسائل رياضية وحسابية، وحفظ أرقام الهواتف، وحتّى يتأكد الشخص من صحة ذاكرته فإنه ينصح بإعادة تلخيص هذه الممارسات كتلخيص قصّة بعد الانتهاء من قراءتها.
أخذ قسط كافٍ من النوم
النوم هو من أهمّ العوامل التي تساعد على تنشيط الذاكرة، إذ إنّ أخذ قسط من النوم المريح يعمل على راحة الأعصاب كما ينشَّط المخ أثناء النوم فيتذكّر المعلومات، ولذا ينصح كثير من الأطباء مرضى النسيان من مراجعة امتحاناتهم قبل النوم.
تناول بعض الأدوية
يلجأ كثير من المرضى وخاصّة أولئك الذين يعانون من ضعف شديد بالذاكرة إلى تناول بعض الأدوية المنشطة للذاكرة والمحافظة على المعلومات بعيداً عن الضياع، لكن لا بدّ من مراجعة الطبيب قبل كل شيء ليكتب هذه الأدوية، إذ من الضروري أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي في حال حدوث أي طارئ أو تطور على الصحة.