-

ما هو كيد النساء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قال الله سبحانه وتعالى في الآية 28 من سورة يوسف: ﴿إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾، وقال تعالى عزّ وجل أيضاً في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ (سورة النساء آية 76). وقد رأى العلماء على أنّ قوله تعالى في الآية الأولى يدل ّعلى النساء وعلى مدى قدرتهن ومكرهن، وأنّ الآية الثانية تُشير إلى أنّ كيد الشيطان ومَكره يُعد ضعيفاً، وبالتالي وإذا ما قارنّا كيد النساء بكيد الشيطان فإنّ كيد الشيطان يُعد أضعف وأقل تأثيراً من كيد النساء الّذي وصفه الله عز وجل بالعظيم.

وكلمة كيد تعني المكر والحيلة، وبالتالي فإنّ كيد النساء تعني حرفيّاً مَكر وحيلة النساء. وتُعتبر هذه الصفات من الصفات السيّئة؛ حيث إنّ المَكر والحيلة يؤدّيان إلى الخداع، والخداع يحتاج إلى التخطيط والتدبير لمحاولة تغيير الحقيقة أو إخفائها للوصول إلى المُبتغى والمُراد من هذا الفعل، وهذا كُله من شأنّه أن يؤدي إلى الإيقاع بالآخرين، وفي كثيرٍ من الأحيان يؤدّي إلى تدمير حياتهم وهذا كُله في سبيل تحقيق غايات وأحلامٍ تنمّ فقط عن الأنانيّة ومحبّة النفس واستنكار الآخرين والتقليل من أهميّتهم وشأنهم، فمن يتّبع هذه الأساليب لا يرى في هذه الدنيا سوى نفسه ومصلحته ويتّبع المقولة المشهورة وهي: (أنا ومن بعدي الطوفان).

والتاريخ وإن صحّت أحداثُه مليءٌ بمكائد ودسائس كانت فيها يد النساء هي المُحرك الأساسيّ، والتي من شأنها أن قلبت الموازين وحقّقت مبتغياتهم في السلطة والمال والمركز، وقد نجم عنها العديد من الخسائر؛ فقد قتلت نفوساً ودمرت حياة الآخرين وأخذت منهم المركز والسلطة وحتى السعادة، ومنهم ممّن كانوا في مراكز السلطة العُليا تسبّبوا فيما بعد بضعف ودمار وانهيار وانحطاط حضارات ودول بأكملها، وكان لها الأثر الكبير في واقعنا الآن.

والأمر المُؤسف هو أنّك أحياناً تكتشف أنّ أقرب الناس إليك يحاول أن يلعب ضدّك وأن يحوك لك المكائد، ومن دون أن تدري تجد نفسك قد تعرّضت للخداع وللخيانة، وكل هذا لأسباب لا يفسّرها سوى الأنانيُّة المطلقة والحقد والحسد. ومن كيد النساء ما نسمع عنه وما نراه من كيد الحماوات وكيد زوجات الأخ أو كيد العمّات أو الخالات والصّديقات وغيرها من الأمثلة التي كثيراً ما دمّرت وعبثت بحياة الأشخاص وسعادتهم، فأنت بالتأكيد تسمع غرائب وعجائب عن مثل هذه التصرّفات التي في بعض الأحيان يكون تفسيرها غير منطقيّ، وفي البعض الآخر ينمّ عن نفسٍ مريضة ترفض أن ترى السعادة تغمر من حولها وترفض التقدم والنجاح لغيرها وتعيش في عالمٍ من الأنانيّة وحبّ الذات.