ماذا اخترع العرب
العرب
يمتلك العرب مجداً مهماً تعود جذوره إلى قديم الزمان؛ حيث يُعدّ العرب من الشعوب الإنسانيّة المميّزة، فاستطاعوا تحقيق العديد من الإنجازات خلال العصور المختلفة، وتحديداً في مجال الأدب، والسياسة العسكريّة والحربيّة، والفنون، والعلوم، كما عرفوا النقود التي شكّلت جُزءاً من حياتهم خلال العصور المتنوعة، ولم يقف تميّز العرب عند الاختراعات والإنجازات المتنوّعة، بل تميّزوا أيضاً بأخلاقهم، وعاداتهم، واهتمامهم بالمرأة والمحافظة على مكانتها.[1]
اختراعات العرب
قدّم العرب وحضارتهم العربيّة الكثير من الاختراعات والإنجازات إلى العالم، وشملت شتّى المجالات العلميّة والفكريّة، مثل: الكيمياء، والفلك، والرياضيات، والطبّ، وغيرها من المجالات الأُخرى، وفي ما يأتي مجموعة من أبرز وأهمّ الاختراعات التي قدّمها العرب إلى العالم:
الغرفة المظلمة
الغرفة المُظلمة أو الحُجرة المظلمة هي من الاختراعات العربيّة الإسلاميّة التي تنتمي إلى العالم العربيّ ابن الهيثم، وأسّسها بناءً على ملاحظته لدخول الضوء من ثقب إحدى النوافذ وصولاً إلى وقوعه على الجدار المقابل للنافذة؛ ممّا يؤدي إلى تشكيل صورة قمر في حال كسوف الشمس، وتمكّن ابن الهيثم من توضيح مرور الضوء بشكلٍ مستقيم، واستطاع لاحقاً الوصول إلى اختراع الغرفة المظلمة، واستخدامها في دراسة طُرق سير الضوء عبر خطوط مستقيمة، وتُرجِمَت الغرفة المُظلمة إلى اللغة اللاتينيّة لتصبح (Camera Obscura)، ومن هنا اكتشف العالم آلات التصوير (الكاميرا) التي ما زالت تُستخدم حتّى هذا اليوم، وهكذا تُعدّ الكاميرا اختراعاً عربيّاً متطوّراً عن الغرفة المظلمة الخاصة بابن الهيثم.[2]
رفع الماء
يعود اختراع رفع الماء إلى العرب المسلمين الذين استطاعوا ابتكار طُرق جديدة لحصر المياه، وجعلها تسير وتُرفع ضمن قنوات؛ عن طريق تطويرهم لاختراع ناعورة الماء، والتي عُرِفت للمَرّة الأولى في نهايات القرن السابع ضمن أراضي مدينة البصرة عندما حُفِرت قناة مائيّة فيها، ومن أشهر النواعير المائيّة تلك الموجودة في مدينة حماة السوريّة، والواقعة على مجرى مياه نهر العاصي والتي ما زالت تعمل إلى هذا اليوم.[2]
الصيدلة والدواء
يُعدّ العرب أول من اخترع علم الصيدلة والدواء؛ حيث انتشرت الصيدليات في مدينة بغداد منذ 1100 عام، وتميّز الصيادلة بأنّهم يمتلكون حِرفاً خاصة بهم ويديرونها بشكلٍ مستقل؛ من خلال الاعتماد على مهاراتهم في صناعة وحفظ الدواء، وتطوّر المسار العمليّ في علم الصيدلة بشكل كبير، ودعمه العديد من العُلماء العرب المشهورين، ومن الأمثلة عليهم سابور بن سهل الذي يُعتبر الطبيب العربيّ الأول الذي وصف الأدوية للمرضى، والعالم الرازي الذي استخدم الكيمياء في صناعة الدواء، والعالم ابن سينا الذي قدّمَ حوالي 700 وسيلة لصناعة الدواء، كما حرص على وصف تعليماتها وخصائصها، والعالم الكندي الذي اهتمّ بتحديد الجرعة المناسبة من الدواء للمرضى.[2]
الأسطرلاب
اهتمّ العرب المسلمون بصناعة آلة تُساعدهم على إدراك أوقات الفلك؛ من أجل تحديد مواعيد الصلوات، وأُطلق على هذه الآلة اسم الأسطرلاب التي ظلّت تُستخدم إلى سنة 1800 للميلاد، وكُتبت العديد من المقالات حول هذه الآلة، ومن أهمّها كتابات الخوارزمي في بداية القرن التاسع، ويُقال إن أحد طُلاب المُفكّر علي بن عيسى هو الذي صنع الأسطرلاب، وانتقلت المعلومات الخاصة بها إلى أوروبا؛ عن طريق المسلمين الذين عاشوا في الأراضي الإسبانيّة.[2]
ذات الحلق
ذات الحلق أو المحلّقة هي آلة صنعها العرب المسلمون؛ من أجل توقّع الحركات الخاصة بالأجرام السماويّة، وتُمثّل هذه الآلة مجموعة من الحلقات المعدنيّة التي تجتمع معاً في مركز واحد، وتُشكّل الأرض مركزها وتدور الأجرام والكواكب حولها، واستخدمت هذه الآلة في القرن الثامن، ويُعدّ العالم الفزاري هو أول العلماء الذين كتبوا عنها في مدينة بغداد، ولم تتطوّر هذه الآلة إلّا خلال القرن العاشر.[2]
الأسلحة والبارود
انتشرت معرفة البارود في الصين، ولكنه لم يستخدم إلّا في مجال الألعاب النارية، ولكن استطاع العلماء العرب المسلمون تطوير نوع مميّز وقويّ من البارود، ويُعدّ المُفكّر حسن الرمّاح أول الذين كتبوا عن البارود المتفجر، والذي استخدمته القوات الإسلاميّة في حروبها، مثل حرب سنة 1249م التي كانت بقيادة بيبرس، وشكّل فيها البارود القوّة التي ساهمت في حسم المعركة لصالح المسلمين، كما أدّت أفكار المُفكّر الرمّاح إلى تطوير سلاح المدافع، ويُستدلّ على ذلك بالمدافع المهمة التي انتشرت في القرن الخامس عشر عند العثمانيين.[2]
الصناعة الكيميائية
اشتهر العرب المسلمون بالصناعة الكيميائيّة؛ حيث حرصوا على استخدام العديد من الطُرق أثناء التعامل مع المواد والمكونات الكيميائيّة، مثل السقي، والتبخير، والتقطير، وغيرها، واستطاع خالد بن يزيد أحد الأمراء الأمويين اكتشاف التبخير في تحويل الماء المالح إلى ماء عذب، ويُعدّ العالم جابر بن حيّان أول من ثبّت الألوان الخاصة بالأقمشة باستخدام مادة الشب، كما يُعتبر العرب المسلمون أول من استخدم المعادن في الأدوات الطبيّة المُتخصصة بالعمليات الجراحيّة؛ حيث استخدموا الفضة والذهب في صناعة هذه الأدوات؛ بسبب توفير الحماية لها من الصدأ، وسهولة عملية تنظيفها.[3]
علم الجبر
يُعدّ علم الجبر من الاختراعات العربيّة الإسلاميّة، وانتقل إلى أوروبا من خلال العالم العربيّ الخوارزمي بالاعتماد على كتابه الجبر والمقابلة، والمُؤلّف خلال القرن التاسع للميلاد، واحتوى الكتاب على مجموعة من التطوّرات المهمة في علم الأرقام والجبر، وتحديداً تطبيق نظام أرقام موحد يشمل الأرقام غير الصحيحة والأرقام الصحيحة، كما ساهم الخوارزمي في الفصل بين علمي الجبر والرياضيات.[4]
صناعة العطور
ساهم العرب في عملية صناعة العطور؛ حيثُ تعود بداية هذه الصناعة إلى العالمين يعقوب الكندي وجابر بن حيّان، فاهتمّ الكندي بتطبيق عدّة تجارب وأبحاث حول دمج العديد من النباتات والأشياء الأُخرى لصناعة العطور، كما استخدم العالم ابن سينا طريقة التقطير البخاريّ في عملية استخراج العطور خلال القرن الحادي عشر للميلاد.[5]
المراجع
- ↑ "حضارة العرب غوستاف لوبون"، www.hindawi.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2017. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح سليم الحسني، ألف اختراع واختراع التراث الإسلامي في عالمنا، صفحة 29، 114، 115، 184، 185، 270، 271، 294، 298. بتصرّف.
- ↑ خالد الخويطر (2004)، جهود العلماء المسلمين في تقدم الحضارة الإنسانية (الطبعة الأولى)، صفحة 361، 362. بتصرّف.
- ↑ "صور: اختراعات عربية أفادت العالم.. تعرف على 13 منها"، www.mbc.net، 11-9-2015، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2017. بتصرّف.
- ↑ "صور: اختراعات عربية أفادت العالم.. تعرف على 13 منها"، www.mbc.net، 11-9-2015، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2017. بتصرّف.