ما هي بذور القاطونة
بذور القاطونة
هي بذور صَلبة صغيرة الحجم تُشبه إلى حدٍ ما بذور السمسم، وهي تنتج من نبات عشبي حولي مُنتشر في العديد من أنحاء العالم إلا أنّ مَصدره الأساسي هو دولة الهند. تنتج النبتة الواحدة من القاطونة -تسمى أيضاً نبات لسان الحمل- ما قد يصلُ إلى 15,000 بذرة صَغيرة جداً ذات لون بني يَميل إلى الاغمقاق، وعادةً ما يُستفاد من هذه البذور في استخراج القشرة القاسية والصلبة الخارجيّة فيها؛ حيث تُباع كونها المُنتج الأساسي الذي يُمكن الاستفادة منه من البذرة.
تمتازُ هذه البذور بالعديد من الخصائص الغذائية؛ فعلى وجه الخصوص تشتهر في الطبّ التقليدي بقُدرتها على علاج الإمساك وتسهيل عمل الجهاز الهضمي، كما يُدّعى أنّ لها دوراً في علاج العديد من المشكلات الصحيّة الأخرى.[1]
تعدّ أزهار نبات القاطونة خنثوية من حيث القدرة على التكاثر؛ فكلّ واحدةٍ منها لديها أعضاء تناسليّة ذكريّة وأنثوية في الآن ذاته، وهي تُصنَّف على أنها ذاتية التخصيب؛ إذ لا تحتاجُ سوى لتيار من الهواء أو الرياح لنقل حبوب اللقاح فيما بينها وتلقيح أزهارها. تَستطيع هذه النبتة النموّ في مُختلف أنواع التربة، مثل: التربة الرملية الخفيفة، والطفلية المتوسّطة، وحتى الطينيّة الثقيلة، وبالطّبع فإنّ زراعتها تحتاجُ أيضاً للظروف المُناسبة في التربة من حيث نسبة الحموضة، وهي تُفضّل التربة المُحايدة والقلوية الأساسية، وتُستحسن زراعتُها في مكانٍ تكون فيه التربة جافّة أو رطبة بِدرجةٍ بسيطة.[2]
الاستعمالات الغذائية لبذور القاطونة
الأجزاء الصالحة لهذا النبات هي الأوراق والبذور، ومِن الشائع تناول أوراقها إمّا وهي طازجة أو بعد طهيها مع طبق من الطعام، وأمّا البذور فإنّ بعض منتجاتها تُستعمل لأغراضٍ غذائية تصنيعية؛ فعلى سبيل المثال يتمّ استخراج الصمغ الموجود داخل البذور وإضافته إلى المثلجات (الآيس كريم) التي تُبَاع تجاريّاً لقدرة هذا الصمغ على أداء وظيفة عامل استقرارٍ كيميائي فيها؛ حيث يزيدُ من ثبات قوامها ومنع اختلاط مكوّناتها، ويُضاف للسَّبب ذاته إلى الشوكولاتة وغيرها، وفي بَعض الأطباق الشعبيّة تنثر بذور القاطونة الطّازجة فوق السّلطة وغيرها من أنواع الأطعمة.[2]
القيمة الغذائية لبذور القاطونة
تحتوي بذور القاطونة على نسبةٍ عاليةٍ جداً من الكربوهيدرات غير النشوية سريعة الذوبان؛ حيث إنّ فيها نسبةً تصلُ إلى 67% من وزنها من الكربوهيدرات تتمثل بالكامل (تقريباً) في الألياف الغذائية، ولذلك فهي تُعتبر مصدراً غنياً جداً بالألياف. تحتوي بذور القاطونة أيضاً على كميّةٍ من معادن عدة، أهمّها الحديد؛ حيث يتوافر في كل 100 غرام منها ما يصل إلى سبعٍ وستين في المائة من حاجة الإنسان البالغ اليوميّة إلى الحديد، كما أنّ فيها نسبة ضئيلة من الصوديوم، وهي قليلة جداً في السعرات الحرارية؛ إذ تحتوي ما لا يزيدُ عن 33 سعرة لكل مائة غرام.[3]
فوائد بذور القاطونة الصحية
- مصدر مهم ومفيد للألياف الغذائيّة؛ ففي حال وجود نقص في غذاء الإنسان بالألياف فإنّ بعض الاختصاصيين ينصحُون بتناول أطعمة منها بذور القاطونة؛ لاحتوائها على نسبةٍ كبيرة من هذا العنصر؛ فللألياف أهميّة كبيرة في تسهيل عمليّة الهضم والإخراج، ومن الضروريّ وجودها في غذاء الإنسان بصورةٍ يوميّة.[4]
- تمتصّ بذور القاطونة الفائض من الماء، والمخلّفات الفائضة عن الحاجة من المعدة والأمعاء؛ حيث إنّ الألياف فيها قادرةٌ على امتصاص مثل هذه المواد قبل خروجها من الجسم مع المخلفات.[1]
- قد تكون مفيدة - حسب الدراسات - في علاج مُشكلات السمنة، وذلك لأنّها تُشعر الإنسان بالشبع والامتلاء بسرعة رغم احتوائها على كميّةٍ قليلة من السعرات الحرارية.[1]
- تساعد على تنظيم مستويات الكولسترول في الجسم وإبقائها ضمن الحدّ الطبيعي؛ حيث إنّها تحتوي على نسبةٍ قليلةٍ من الكولسترول والدهون بينما هي غنيّةٌ بالألياف، ولهذا السبب أيضاً يُنصح فيها للمصابين بمرض السكري.[1]
- تقي من تصلّب الشرايين وأمراض القلب؛ حيث إنّ لها القدرة على تخفيض ضغط الدم.[1]
- تُشير بعض الدراسات إلى أنّها قد تقي من سرطان القولون، والسبب الأساسي في ذلك هو إمدادها للجسم بكميّات كبيرة من الألياف الغذائية التي ظهر حديثاً أنّ لها دوراً مهماً في الوقاية من هذا السرطان، وللسبب ذاته قد تكون هذه البذور علاجاً فعّالاً لمرض مُتلازمة القولون المتهيّج؛ حيث إنّ الألياف القابلة للذوبان المُتوافرة فيها تؤدّي إلى التخلّص من أعراض هذا المرض.[1]
- تُقلّل من ارتفاع نسبة السكر في الدم؛ لأنها تُقلّل امتصاص الجلوكوز في الدم، وهي معروفة بقُدرتها على مساعدة المصابين بمرض السكري وحمايتهم من الوصول إلى مستويات خطرة.[1]
- تُحسّن عمل الأمعاء وتُقلّل من الانتفاخات وتمنع حدوث المغص ومشكلات الجهاز الهضمي؛ حيث إنّ لها خواصاً قادرةً على تسهيل عمل القناة الهضمية من دون زيادة الغازات أو الاضطرابات في داخلها.[5]
- تُعالج تشقّقات الشرج التي تنتج عن الإمساك أو الإسهال المتكرر؛ فهي عِلاج طبيعي للإمساك وتُساعد على تسليك الأمعاء، ومن الرائج استخدامها في عِلاج حالات الإمساك المُزمن، وتكمُن فائدتها في أنّ أليافها قابلةٌ للذوبان، وبالتالي تعملُ على إثقال المخلّفات وحبس المياه ومن ثم إثارة الغازات الضروريّة لعمل الجِهاز الهضمي.[6]
على الرّغم من الفوائد المُتعدّدة لهذه البذور إلّا أنّه يجب الحذر من تناولها بكثرة خاصّةً عند وجود مُشكلاتٍ قلبيّة أو تَناول أدويةٍ خاصَّة بتنشيط القلب، مثل الدايجوكسين؛ حيث إنّ للبذور خواصاً قد تُعطّل عمل وفاعليّة هذه الأدوية.[7]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Complementary and Alternative Medicine Guide Supplement Psyllium", University of Maryland Medical Center, Retrieved 24-12-2016.
- ^ أ ب "Plantago ovata - Forssk."، Plants for a future، Retrieved 24-12-2016.
- ↑ "Psyllium Seed Husk Nutrition Facts & Calories", Nutrition Data, Retrieved 24-12-2016.
- ↑ دون نافا، "اللياقة بعد الأربعين : ثلاثة مفاتيح لتحظى بمظهر جيد وشعور رائع، ص316-317"، Google Books، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016.
- ↑ "What is psyllium?", Health Line, Retrieved 24-12-2016.
- ↑ رولا عسران، "4 حلول تخلّصكِ من الإمساك"، جريدة الكويت، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016.
- ↑ "هل يمكن أن تتفاعل الأدوية مع الأعشاب؟"، اليوم السابع، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2016.