التلفاز
التلفاز هو عبارة عن نظام يعمل على استقبال الصور المتحركة والمسموعة من مسافات بعيدة، كما يبثها إلى مسافات بعيدة أيضاً، والتلفاز (بالإنجليزية: Television) يعتبر جهازاً إلكترونياً يقوم بتلقي إشارات مرئية ومسموعة ويوصلها إلى المشاهدين على شكل صور متحركة بأصوات مسموعة، وعادة ما تُختصر كلمة التلفاز بالمصطلح الإنجليزي TV، أما اشتقاق اللفظ ذاته فيرجع إلى الأصول اليونانية واللاتينية المختلطة مع بعضها البعض، حيث يعبر المقطع اليوناني وهو تيلي (بالإنجليزية: Tele) عن الشيء البعيد، أما المقطع الثاني فهو لاتيني وهو فيجن (بالإنجليزية: Vision) فيعني الرؤية، ليكون بذلك المصطلح الناتج عن اجتماع المقطعين Television وهو ما يعني بعيد النظر، والجدير بالذكر أن مصطلح التلفاز يُستخدم في كثير من الأحيان إلى البرمجة ولا يقتصرعلى البث التلفزيوني فحسب.[1][2]
أما عن آلية عمل التلفاز فيمكن اختصارها بأنه يستخدم نظاماً إلكترونياً ينقل الصور سواء كانت ثابتة أو متحركة بالإضافة إلى الأصوات التابعة لها من خلال المحطات الفضائية، والتي ترتبط بأجهزة التلفاز عبر الأسلاك أو عن طريق الفضاء، وتشتمل آلية عمله على تحويل الصوت والضوء إلى موجات كهربائية، ثم يحولها إلى أشعة مرئية وموجات صوتية يستطيع المشاهد أن يسمعها، كما يستطيع أن يرى الصورة الثابتة أو المتحركة.[3]
والتلفاز يعد جزءاً لا يتجزأ من الثقافة ووسائل الاتصالات الحديثة في عصرنا هذا، حيث أصبح يُعتمد عليه في العملية التعليمية، والترفيهية، ومن خلاله يمكن للناس أن يطلعوا على أخبار العالم من حولهم، وبإمكانهم معرفة أحوال الطقس، والأخبار الرياضية وغيرها من الأمور التي جعلت من التلفاز جزءاً مهمّاً في كل منزل، حيث أصبح من الصعب أن يستغني الإنسان عنه، فهو يقدم العديد من البرامج الترفيهية للأعمار جميعها على اختلافها، وهو مصدر للأخبار والإعلان لا غنىً عنه.[4][5]
مزايا التلفاز
التلفاز هو من وسائل الاتصال والإعلام القوية والتي لها تأثير كبير في الأفراد والمجتمعات على اختلاف أصولها وثقافاتها، وتعتمد مزايا التلفاز وسلبياته على ما يُقدّم من خلاله فهو سلاح ذو حدّين له القدرة على التأثير السلبي والتأثير الإيجابي فقد ينشر الكراهية ويصدّر العنف والأخلاق السيئة من خلال البرامج والأفلام التي تبث هذه الأفكار، وينشر في الوقت ذاته العلم والترفيه والأفكار الخلّاقة والفنون والإبداع ويقرّب المسافات بين الشعوب بعرض البرامج الوثائقية التي تنقل لنا حياتهم وثقافتهم ومعاناتهم، وفيما يلي نقاط توضح مزايا التلفاز في حال استغلاله في الجاني الإيجابي:[6]
- تنمية شخصية الأفراد: تساهم البرامج التلفازية الإيجابية في نضج الأفراد وبناء شخصياتهم وتنميتها، وخاصة شخصيات الأطفال، فتكسبهم معرفة فنية وثقافية وعلمية، الأمر الذي يساعدهم على النمو الانفعالي والعقلي والعاطفي أيضاً، ويزيد من خبراتهم في مختلف المجالات.
- التثقيف: ينقل التلفاز التراث الثقافي والثقافة بشكل عام من جيل إلى الذي يليه، كما ويوحد المشاعر بين أبناء الوطن الواحد، وذلك من خلال توحيد عاداتهم وتقاليدهم وأساليب معيشتهم وسلوكهم، ويمكن القول إن التلفاز وسيلة من وسائل التثقيف الجماهيري، وهو وسيلة تعليمية في عرضه للاكتشافات العلمية الحديثة، ومختلف البرامج التعليمية المختلفة ولكافة الأعمار.
- الاتصال بالجمهور من المنزل: حيث يتصل التلفاز بالمشاهدين وهم في منازلهم ومن غير انتقالهم من مكان لآخر للحصول على المعلومات المختلفة سواء كانت ثقافية أو تربوية أو صحية أو إعلامية أو غيرها.
- الترفيه: يبث التلفاز العديد من البرامج التي تحقق التسلية والترفيه للمشاهدين، فيملؤون أوقات فراغهم في مشاهدتها كما ويتخلصون من روتين حياتهم.
- توضيح الأحداث: فبجمع التلفاز بين الصوت والصورة زيادة في تأثيره في الأفراد، فهو يعتمد في نقلها على أكثر من حاسة من حواس الإنسان وبذلك يكون أكثر فاعلية وذا أثر كبير ومباشر في مختلف الأعمار، حيث إن الصورة التلفزيونية تزيد من وضوح الصورة المنقولة والمسموعة، وبالتالي وضوحاً أكبر للأفكار والمعاني التي تنقلها، وهذا من شأنه أن يزيد من سهولة استيعابها واستيعاب الموضوع الذي يتم بثه بشكل كامل، بالإضافة إلى أنه في جمع التلفاز بين الصوت والصورة ومكوناتها نقل دقيق ومعبر ومباشر للوقائع.
- التقمص النفسي: يثير التلفاز خيال الإنسان ويجعله يعيش في شعور خيالي مستمد مما يشاهده على شاشته، حيث يبدأ المشاهد بإسقاط كل ما يشعر به من مخاوف ومن أزمات نفسية على ما يراه من شخصيات ومشاهد وأحداث، حيث يهرب من واقعه ويحقق كل ما يكبته من رغبات يعجز عن تحقيقها في الواقع.
خصائص التلفاز
للتلفاز العديد من الخصائص التي جعلته وسيلة تجذب انتباه الأفراد في كل زمان ومكان، ومن هذه الخصائص:
- يعرض الأحداث في زمن حدوثها.[7]
- يجمع بين الرؤية والصوت والحركة معاً في آن واحد، الأمر الذي يجذب انتباه الأفراد ويحفز حواسهم.[7]
- ينقل الأحداث إلى الأفراد وهم داخل منازلهم وفي ذلك توفير للوقت وتعميم للمعرفة.[7]
- تتميز المشاهدة التلفزيونية بأنها تكون جماعية في الغالب، كما أنها منخفضة التكلفة ولها جمهور كبير.[8]
- يعد التلفاز واحداً من أهم وسائل الاتصال التي يُقبل عليها المشاهدون بالرغم من اختلاف تطلعاتهم واهتماماتهم، ومن شأن ذلك أن يجعل المواد التي تعرض من خلال التلفاز معرضة أكثر للمشاهدة.[8]
- يمزج التلفاز بين عنصر الصورة وعنصر الصوت بكل أشكالها وأنواعها ومكوناتها، الأمر الذي يصنع منه وسيلة مقنعة ومؤثرة وتلفت الانتباه بإثارتها لحاستي السمع والبصر، بدلاً من إثارة حاسة واحدة فقط كبقية الوسائل.[8]
- يحاكي التلفاز الواقع من خلال اختلاف أنواع اللقطات وأحجامها وحركة الكاميرات وأسلوب المونتاج.[8]
- يتميز التلفاز بأن له جمهوراً متعدد الثقافات واللغات والأجناس والأديان.[8]
- يعتبر التلفاز وسيلة من الوسائل التي يسهل على المرء الوصول إليها، كما أنه من السهل إيصال المعلومات إلى المشاهدين من خلاله دون جهد وعناء، فهو موجود في جميع البيوت، وقد ساعد هذا الأمر على نجاحه وزيادة مدى إقبال الأفراد عليه.[6]
- يسهم في تحقيق أمور متعددة سواء كانت على المستوى التعليمي، أم الثقافي، أم الترفيهي، كما أن له أهمية كبيرة في التنمية الاجتماعية، وفي العملية التربوية.[6]
- يعد التلفاز أداة الهيمنة والسلطة، ووسيلة تحفز خيال الأفراد، وتثير فضولهم نحو أمر ما، كما أنه وسيلة تشجع على التعليم، ومن خلال التلفاز يجتمع الملايين من الناس في الوقت نفسه لمتابعة عمل ما، أو نشرة إخبارية، أو لحضور برنامج ترفيهي معين، ومهما تنوعت وتعددت وسائل التكنولوجيا الحديثة يبقى التلفاز أكثرها شعبية وأكثرها موثوقية وخاصة في نقل أخبار وأحوال العالم.[9]
- يساهم التلفاز من خلال البرامج والحملات التي يبثها في زيادة فاعلية العمل خلال الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية المختلفة، بالإضافة إلى تفعيل العمل في الحالات الاجتماعية الطارئة.[9]
- يخلق المجتمعات، حيث إنه بإمكان البرامج التلفزيونية الكُبرى أن تخلق المجتمعات وذلك عن طريق تقديمها للأخبار الحية التي تثير انتباه أفراد العائلة والزملاء والأصدقاء، وبها يرتبط الأفراد من خلال ردود فعلهم ويتواصلون على مختلف شبكات التواصل الاجتماعية ليتبادلوا الآراء.[9]
- يلهم العقل، فالتلفاز عبارة عن جهاز أو أداة تعليمية من شأنها أن تلهم العقل وتحفزه، لما يبثه من برامج ثقافية توسع معرفة المرء، وتعزز فهمه للقضايا الدولية، كما تنمي قدرة المرء على الاكتشاف، ومن البرامج ما ينمي الفضول العلمي والثقافي.[9]
- يعزز القيم الرياضية، حيث إن التلفاز يساهم في تعزيز القيم الرياضية وأخلاقها، ويمنح الناس القدرة على اتباع النماذج الرياضية التي يُحتذى بها، ويبث التلفاز المشاهد الرياضية الحية من جميع أنحاء العالم، وبجودة عالية.[9]
المراجع
- ↑ "TV", www.computerhope.com,2017-9-15، Retrieved 2018-3-18. Edited.
- ↑ "Television", www.kidsfront.com, Retrieved 2018-3-18. Edited.
- ↑ "television", www.merriam-webster.com, Retrieved 2018-3-18. Edited.
- ↑ "The Good Things About Television", www.mediasmarts.ca, Retrieved 2018-3-18. Edited.
- ↑ "The History Of Television", www.thehistoryoftelevision.com, Retrieved 2018-3-18. Edited.
- ^ أ ب ت ، واقع الإشهار التلفزيوني وتأثيره على الطلبة الجامعيين، صفحة: 23-26. بتصرّف.
- ^ أ ب ت د. فهمي قطب الدين النجار (2014-7-13)، "وسائل الإعلام ( التلفزيون )"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-18. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج د. هشام بو بكر, محاضرات في مقياس مؤسسات الإعلام والاتصال, صفحة: 45-46. بتصرف.
- ^ أ ب ت ث ج " Why television?", www.worldtelevisionday.tv, Retrieved 2018-3-18. Edited.