-

ما هي فوائد صلاة الاستخارة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف الاستخارة

تعرف الاستخارة في اللغة بأنّها طلب الخيرة في الشيء، أما شرعاً فالاستخارة هي طلب صرف الهمة لما هو المختار عن الله والأولى عن طريق الصلاة والدعاء الوارد في الاستخارة، وصلاة الاستخارة سنة باتفاق المذاهب الأربعة الشافعية، والحنابلة، والمالكية، والحنفية،[1] وعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه الاستخارةَ في الأمورِ كلِّها، كما يُعلِّم السورةَ من القرآنِ؛ يقول:(إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فلْيركَعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ، ثم لْيقُل: اللهمَّ إني أستخيرُك بعِلمك، وأستقْدِرُكَ بقُدرتِك، وأسألُك من فَضلِك؛ فإنَّك تَقدِرُ ولا أَقدِرُ، وتَعلمُ ولا أَعلمُ، وأنت علَّامُ الغيوب، اللهمَّ فإنْ كنتَ تَعلَمُ هذا الأمْرَ-ثم تُسمِّيه بعَينِه- خيرًا لي في عاجلِ أمْري وآجلِه- قال: أو في دِيني ومعاشي وعاقبةِ أمري- فاقْدُرْه لي، ويَسِّره لي، ثم بارِكْ لي فيه، اللهمَّ وإنْ كنتَ تعلمُ أنَّه شرٌّ لي في دِيني ومعاشي وعاقبةِ أمْري- أو قال: في عاجِلِ أمْري وآجِلِه- فاصْرِفني عنه، واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كانَ ثمَّ رضِّني به)،[2] والاستخارة في معجم اللغة العربية من المصدر استخارَ، وهي ركعتان يصليهما المسلم إذا احتارَ بينَ أمرين، يدعو فيهما الله تعالى إلى أن يوفقه إلى ما فيه الخير منهما من خلال دعاء محدد.[3]

فوائد صلاة الاستخارة

تكمن أهمية وفائدة صلاة الاستخارة في تجريد الافتقار إلى الله ونفي التعلق إلا به والتوكل عليه وتفويض الأمور إليه، وكل هذه من المعاني السامية للتوحيد والإسلام والتي تساعد صلاة الاستخارة على تحقيقها وخاصة لمن اعتادّ اللجوءَ إليها واستشعر الحكمة من تشريعها، وصلاة الاستخارة فيها النجاح في الأمور والتوفيق في السعي والاختيار، فالذي فوضَ أمره إلى الله كفاه ومن سأله حاجته أعطاه، وفي صلاة الاستخارة الرضا بالقضاء وما قسم للعبد، لأنَ من استخار الله في أموره لن يندم على اختياراته واطمئن قلبه ودفع عنه الهم والحزن في الاختيار.[4]

فائدة الاستخارة بالرغم من وجود القدر مسبقاً

كتب الله سبحانه وتعالى الكثير من الأقدار وجعلها معلقة بالدعاء، فلا يقع الأمر بدون سببه وهو الدعاء بالإضافة إلى جانب الأسباب الحسية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومن قال: أنا لا أدعو ولا أسأل اتكالاً على القدر، كان مخطئًا أيضًا؛ لأنّ الله جعل الدعاء والسؤال من الأسباب التي ينال بها مغفرته ورحمته وهداه ونصره ورزقه، وإذا قدر للعبد خيرًا يناله بالدعاء لم يحصل بدون الدعاء، وما قدره الله وعلمه من أحوال العباد وعواقبهم فإنّما قدره الله بأسباب، يسوق المقادير إلى المواقيت، فليس في الدنيا والآخرة شيء إلا بسبب، والله خالق الأسباب والمسببات. فمحو الأسباب أن تكون أسبابا نقص في العقل)، وأجاب علماء اللجنة الدائمة للإفتاء عندما سئلوا عن كون الدعاء يرد القدر بأنّ الله تعالى شرعَ القدر وقال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)،[5] وقال: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )،[6] وعليه إذا فعل العبد السبب المشروع ودعا فهذا من القضاء، ورد القضاء بقضاء إذا أراد الله ذلك.[7]

كيفيّة أداء صلاة الاستخارة

يمكن أداء صلاة الاستخارة كما يلي:[8]

  • وجود النية في صلاة الاستخارة قبل البدء بالصلاة، ثُمّ صلاة المسلم ركعتين، وقراءة الفاتحة في الركعة الأولى وبعدها سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة تُقرأ سورة الإخلاص.
  • بعدَ السلام من الصلاة يرفع العبد يديه للدعاء متضرعاً ومستحضراً لعظمة الله تعالى وقدرته، ويبدأ في أول الدعاء بالحمد والشكر والثناء على الله تعالى ويليها بالصلاة على النبي والأفضل أن يكون بالصلاة الإبراهيمية التي تقال في التشهد.
  • قراءة المسلم بعدها دعاء الاستخارة وعندَما يصل إلى عبارة: (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ) يسمي الأمر المراد والمحتار به، ويكمل الدعاء بعدها يصلي المسلم على النبي كما فعل في البداية بالصلاة الإبراهيمية التي تقال في التشهد.
  • ترك الأمر إلى الله تعالى والاتكال عليه، وعلى المسلم ألا يلتفت إللى الأحلام أو الضيق الذي يصيبه، وعليه أن يسعى في الأمر حتى النهاية.

الاستخارة في الواجبات

إنّ فعل الواجبات وترك المحرمات من الأمور التي لا معنى للاستخارة فيها وذلك لأنّها مفروضة على المسلم وملزم بالقيام بها أو تركها، وعليه لا معنى للاستخارة بالأمور التي يجب فعلها أو التي يجب تركها، وصلاة الاستخارة تكون في المباحات لترجيح اختيار أمر على آخر، وتعين وتساعد المسلم على اختيار أمر مستحب على أمر مستحب آخر مثل إلى أي المدن يلجأ في طلب العلم، أو الاستخارة في الإقدام على الزواج، أو على يد أي شيخ يدرس أو السفر إلى الحج في هذا العام او الذي يليه وهكذا، ويستخير في كل شيء فيه تردد.[9]

الاستدلال على قبول الاستخارة

الاستخارة دعاء كسائر الأدعية وإجابتها تحتمل أمراً من ثلاثة أمور وهي أن يشرح الله صدر المسلم لأحد الأمرين ويجد العبد في قلبه إقبالاً نحو الأمر وهذا يكون مساعداً له في الاختيار، أو ألا تنتهي الحيرة بالاستخارة وعليه تحكمه استشارة أهل الخبرة ويعمل بما تملي الأسباب المادية، ويكتب له الله التوفيق والتيسير بالأمر، ولا يشترط وجود رؤيا في المنام، فيستشير العبد ويمضي في إتمام المشروع، فإذا يسره له الله فهذا يعني أنّ فيه خير، وإن لم يتيسر الأمر يكون الله قد صرفهُ عنه واختارَ له ذلك.[10]

المراجع

  1. ↑ "المَطلَبُ الثَّالث: صلاةُ الاستخارةِ"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2017. بتصرّف.
  2. ↑ رواه بخاري، في صحيح بخاري، عن جابر بن عبد الله السلمي، الصفحة أو الرقم: 7390، صحيح.
  3. ↑ "معنى استخارة في معاجم اللغة العربية - قاموس عربي عربي"، www.maajim.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2017. بتصرّف.
  4. ↑ "أهمية صلاة الاستخارة"، www.islamqa.info، 12-6-2008، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2017. بتصرّف.
  5. ↑ سورة غافر، آية: 60.
  6. ↑ سورة البقرة، آية: 186.
  7. ↑ "ما الفائدة من صلاة الاستخارة بما أن الأمور مقدرة من قبل؟"، www.islamqa.info، 9-10-2008، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2017. بتصرّف.
  8. ↑ "كيفية صلاة الاستخارة"، www.saaid.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2017. بتصرّف.
  9. ↑ "هل يستخير المسلم في الأمور الإجبارية"، www.islamqa.info، 6-6-2000، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2017. بتصرّف.
  10. ↑ "كيف أستدل على قبول الاستخارة؟"، www.aliftaa.jo، 25-1-20190، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2017. بتصرّف.