ما هي مضاعفات مرض السكري طب 21 الشاملة

ما هي مضاعفات مرض السكري طب 21 الشاملة

مرض السكري

يُعدّ السكري، أو مرض السكري، أو الداء السكري، أو مرض السكر، أو البوال السكري (بالإنجليزية: Diabetes) واحداً من الأمراض الاستقلابية التي تسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، وعدم قدرة الخلايا على الاستفادة بشكل طبيعي من الطعام الذي يتناوله الإنسان للحصول على الطاقة اللازمة، ومن الجدير بالذكر أنّ تنظيم مستوى السكر في الدم يتم من خلال إفراز هرمون الإنسولين الذي ينتجه البنكرياس حيث يساعد هذا الهرمون على نقل السكر من الدم إلى الخلايا التي تعمل على تخزينه أو استخدامه كمصدر للطاقة، وتكمن المشكلة الحاصلة لدى مرضى السكري في نقص إنتاج البنكرياس لهرمون الإنسولين أو عدم إنتاجه على الإطلاق في بعض الحالات، أو مقاومة الإنسولين في حالات أخرى؛ والتي تتمثل بعدم قدرة الخلايا على الاستفادة من الإنسولين بشكل فعّال على الرغم من استمرارية إنتاجه من البنكرياس.[1][2]

مضاعفات مرض السكري

هنالك عدد من المضاعفات والمشاكل الصحية التي تزيد احتمالية حدوثها لدى مرضى السكري، ولابدّ من التأكيد على أنّ حدوث هذه المضاعفات ليس أمراً حتمياً، ويمكن للمصاب أن يحمي نفسه ويتبع بعض الإجراءات الوقايئة لتقليل خطر حدوث هذه المضاعفات،[3] وفي الحقيقة تُقسم مضاعفات السكري إلى نوعين:[4][5]

المضاعفات قصيرة الأمد

وتُقسم إلى:

المضاعفات على المدى الطويل

تزيد الإصابة بمرض السكري المزمن من احتمالية تطور بعض المضاعفات والمشاكل الصحية على المدى الطويل، حيث إنّ هذه المضاعفات قد تتطور بعد الإصابة بمرض السكري على مدى سنوات عديدة، وتتعلق جميعها بالطريقة التي يؤثر فيها ارتفاع مستوى السكر في الدم في الأوعية الدموية، ويمكن القول أنّ ارتفاع نسبة السكر في الدم يزيد من خطورة تلف الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة في الجسم، ولكنّ المتابعة الطبية، والسيطرة الفعالة على قراءات السكري، والوعي الشمولي بأهم مضاعفاته وكيفية تقليل فرصة حدوثها، ساهم بشكل كبير في الحد منها، وفيما يلي سنتطرق لأبرز هذه المضاعفات:[5][10]

يُعدّ اعتلال الكلية السكري (بالإنجليزية: Diabetic nephropathy) أحد أنواع مرض الكلى المزمن، ويُعدّ أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الكلى لدى المرضى الذين يغسلون الكلى،[11] وينتج اعتلال الكلية السكري عن ارتفاع مستويات السكر في الدم على مدى فترة طويلة، والذي يسبب خللاً في وظائف الكليتين حيث يبدأ الجسم في فقدان البروتين عن طريق البول، ولا تستطيع الكليتان إزالة الفضلات من الدم، كما أنّ الكلية لا تتمكن من الحفاظ على مستويات السوائل في الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّ التدخين، والتقدم في العمر، والسمنة، والالتهابات المزمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الدهون في الدم تُعدّ من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باعتلال الكلية السكري، ويمكن القول أنّ المصاب قد لا يلاحظ أي أعراض في المراحل المبكرة من اعتلال الكلية السكري، وبمرور الوقت، يمكن أن يتسبب تراكم المواد السامة في الجسم نتيجة التقدم في اعتلال الكلية السكري وفقدان وظيفة الكليتين بظهور الأعراض، وتضم أعراض اعتلال الكلية السكري انتفاخ الكاحلين والقدمين والساقين، أو اليدين بسبب احتباس الماء، وقتامة لون البول، وضيق التنفس، والتعب بسبب نقص الأكسجين في الدم، والغثيان أو التقيؤ، والشعور بطعم معدني في الفم.[12]

يُعدّ اعتلال الأعصاب السكري (بالإنجليزية: Diabetic Neuropathy) اضطراباً عصبياً يتطور عادةً مع مرور فترة طويلة من الإصابة بالسكري، وقد يتسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم بتعرض الألياف العصبية في أنحاء الجسم للضرر، مما يؤثر في قدرة الأعصاب على نقل الإشارات العصبية، إضافة إلى تقليل كمية الأكسجين التي يتم توفيرها للأعصاب، مما يضعف من قدرتها على العمل بشكل صحيح، ويُقسم الاعتلال العصبي إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي كما يلي:[13]

تُعدّ قدم السكري أكثر التهابات العظام والأنسجة الرخوة شيوعاً لدى مرضى السكري، ووفقا للإحصاءات المتعلقة بمرض السكري فإن معدل الإصابة بقدم السكري يبلغ حوالي 6.3% وفقاً لدراسة من نوع مراجعة بحثية نُشرت في مجلة Annals of Medicine عام 2019، ويمكن أن تتراوح مضاعفات قدم السكري من التهاب النسيج الخلوي إلى التهاب العظم والنقي المزمن، وتجدر الإشارة وجود العديد من الإرشادات والنصائح الطبية التي تساعد على الوقاية من الإصابة بالقدم السكرية والتي سنأتي على ذكرها لاحقاً خلال المقال.[14][15]

يُعدّ ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني جزءاً من متلازمة التمثيل الغذائي، وهي حالة تشمل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويجدر القول أنّ كلاً من ارتفاع ضغط الدم والسكري قد يكون لهما بعض الأسباب الأساسية المشتركة فهما يشتركان في بعض عوامل الخطر. كما أن كل منهما يسهم في تفاقم أعراض المرض الآخر. ونظراً لأن ارتفاع مستوى السكر في الدم يسبب تلف الأوعية الدموية والكلى التي تلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على ضغط الدم مما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم. ومن الجدير بالذكر أن مرض ارتفاع ضغط الدم يعد مرضاً صامتاً مما يعني أنه قد لا يسبب ظهور أعراض واضحة ومحددة تساعد في الكشف عنه.[16]

يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة، مثل: الذبحة الصدرية، إضافة إلى النوبات القلبية، وتصلب الشرايين.[17]

ينبغي القول أنّ مرض السكري يزيد من فرصة الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار 1.5 مرة مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري، ويجدر بالذكر أنّ السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke) تتسبب بانقطاع إمداد الدم إلى جزء من الدماغ بشكل مفاجئ، مما قد يؤدي إلى تلف في ذلك الجزء المتأثر، وتضم الأعراض المحتملة للسكتة الدماغية الشعور بالضعف أو التنميل على جانب واحد من الجسم، والشعور بالارتباك المفاجئ أو مشاكل في الفهم، وصعوبة الكلام، والدوخة، وفقدان التوازن، وصعوبة المشي، ومشاكل في الرؤية بعين واحدة أو كلتا العينين، والرؤية المزدوجة، والصداع الشديد.[18]

يزيد مرض السكري من خطر اعتلال الشبكية، حيث ينتج اعتلال الشبكية السكري (بالإنجليزية: Diabetic retinopathy) عن تأثير المرض في الأوعية الدموية الصغيرة لشبكية العين، مما قد يؤدي لترشيح السوائل من هذه الأوعية الدموية أو نزفها، ومن مضاعفات العيون الأخرى التي يزيد خطر الإصابة بها لدى مرضى السكري: وذمة البقعة الصفراء (بالإنجليزية: Diabetic retinopathy) التي تنتج عن انتفاخ منطقة في شبكية العين تُعرف بالبقعة، والجلوكوما أو المياه الزرقاء (بالإنجليزية: Glaucoma) التي ترتبط بحدوث تلف في العصب البصري، إضافة إلى الساد أو المياه البيضاء (بالإنجليزية: Cataract) الذي يتمثل باعتمام عدسة العين.[19]

يزيد مرض السكري من احتمالية الإصابة باعتلال الشرايين المحيطية (بالإنجليزية: Peripheral arterial disease) كأحد المضاعفات على المدى البعيد،[5] ويسبب اعتلال الشرايين المحيطية تقيد تدفق الدم في الأوعية الدموية، وتحديداً الشرايين في الذراعين، أو الساقين، أو أجزاء أخرى من الجسم، وتظهر علامات وأعراض اعتلال الشرايين المحيطية بشكل تدريجي، وتحدث بشكل شائع في الساقين أكثر من الذراعين نظراً لبعد الأوعية الدموية في الساقين عن القلب، وتضم أعراض اعتلال الشرايين المحيطية الشعور بالآلام أو التشنجات أثناء المشي، وقد يشعر بها المريض في منطقة الأرداف، وبطة الساق، والفخذ، والورك، وتتطور هذه الأوجاع عندما يمشي المريض بسرعة أو لمسافات طويلة وتختفي عادة مع الراحة، ومع تقدم المرض قد يستمر الألم والتعب في الساق حتى أثناء الراحة، وتتضمن الأعراض الأخرى شحوب لون الساقين أو تحول لونهما إلى الأزرق أو الاحمر، وتساقط شعر الساقين، وبرودة الجلد، وترقق جلد الساقين والقدمين أو لمعانه، وبطء التئام الجروح والقروح، والشعور بحرقة أو خدر في أصابع القدم، وزيادة سمك الأظافر، وبطء النبض أو غيابه في القدمين، وضمور العضلات وخدرها.[20]

يُعدّ مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وتحديداً عدوى القدم، والعدوى الفطرية، وعدوى المسالك البولية، نظراً لأنّ ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يضعف دفاعات الجهاز المناعي للمريض،[21] وتضم المضاعفات الجلدية لدى مرضى السكري ما يلي:[22]

ينبغي القول أنّ الدراسات العلمية حول العلاقة بين مرض السكري وتأثيره في حاسة السمع لا تزال محدودة، إلا أنّ الاذن لديها شبكة غنية من الأوعية الدموية التي قد تتاثر سلباً بارتفاع مستوى السكر في الدم لفترة طويلة، ومن الجدير بالذكر أنّ الأوعية الدموية للقوقعة في الأذن تتشابه بشكل كبير من حيث البنية التشريحية والفسيولوجية مع تلك الموجودة في الكلية، مما يشير إلى إمكانية تأثر حاسة السمع وضعفها بنفس الطريقة التي يسبب فيها ارتفاع مستوى السكر في الدم الإصابة بالفشل الكلوي المزمن نتيجة اعتلال الأوعية الدموية في الكلى.[23]

يزيد مرض السكري غير المسيطر عليه من خطر الإصابة بالتهاب اللثة، الذي يُعدّ سبباً رئيسياً لفقدان الأسنان، ويرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.[24]

لا يعرف الأطباء حتى الآن أسباب مرض ألزهايمر، أو الكيفية التي يزيد من خلالها مرض السكري من فرصة الإصابة بالزهايمر، إلا أنّ الأبحاث تشير إلى أنّ نسبة السكر العالية في الدم تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر بعدة طرق منها أنّ مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، مما يؤذي القلب والأوعية الدموية في الدماغ ويسبب تلفها، كما أنّ الدماغ يعتمد على العديد من المواد الكيميائية، والتي قد يختل توازنها بسبب زيادة الإنسولين، مما يحفز الإصابة بمرض ألزهايمر، وأخيراً فإنّ ارتفاع نسبة السكر في الدم يسبب الالتهابات، مما قد يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ، ويزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.[25]

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة أرشيفات الطب الباطني رفيعة المستوى (بالإنجليزية: Archives of Internal Medicine) عام 2010 أنّ الاكتئاب يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، كما أنّ السكري يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، وقد قام الباحثون بتفسير النتائج بالنظر إلى أنّ التوتر يُعدّ عاملا يزيد من خطر الإصابة بالسكري والاكتئاب، كما أنّ الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم مستويات مرتفعة من هرمونات التوتر مثل: الكورتيزول مما يؤدي إلى مشاكل في استقلاب السكر في الدم، وزيادة مقاومة الإنسولين، وتراكم دهون البطن، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري، أما عن زيادة خطر الاصابة بالاكتئاب لدى مرضى السكري فإن التوتّر طويل الأمد، والضغط المرتبط بعلاج مرض السكري مثل: السيطرة على نسبة السكر في الدم وعلاج المضاعفات، قد يؤدي إلى انخفاض جودة الحياة وزيادة احتمال الإصابة بالاكتئاب، كما أنّ التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، والحاجة إلى أخذ الحقن يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والاكتئاب لدى مرضى السكري.[26]

الحد من تطور مضاعفات السكري

بعد التطرق للمضاعفات الصحية التي يزيد مرض السكري من احتمالية حدوثها لابدّ من بيان الطرق الوقائية التي تحمي المصاب وتساعد على الحد من تطور هذه المضاعفات، وفيما يلي بيان لذلك:

المراجع

  1. ^ أ ب "What is diabetes mellitus?", my.clevelandclinic.org, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Everything You Need to Know About Diabetes", www.healthline.com, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  3. ↑ "Diabetes Complications: What You Can Do", www.webmd.com, Retrieved 10-9-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Hyperglycemic Crisis in Adults: Pathophysiology, Presentation, Pitfalls, and Prevention", clinical.diabetesjournals.org, Retrieved 6-09-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Type 2 Diabetes Complications", www.endocrineweb.com, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  6. ↑ "Definition: Ketoacidosis", kidshealth.org, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  7. ↑ "What You Should Know About Diabetic Ketoacidosis", www.healthline.com, Retrieved 6-09-2019. Edited.
  8. ↑ "Hyperosmolar hyperglycaemic state", bestpractice.bmj.com, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  9. ↑ "Hypoglycemia (Low Blood sugar)", www.diabetes.org, Retrieved 1-10-2019. Edited.
  10. ^ أ ب "Putting the Brakes on Diabetes Complications", www.cdc.gov, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  11. ↑ "Diabetic nephropathy: diagnosis, prevention, and treatment.", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  12. ↑ "Diabetic nephropathy or kidney disease", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  13. ↑ "Diabetic Neuropathy: Types, Causes, and Risk Factors", www.pharmacytimes.com, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  14. ↑ "Complications of Diabetes Mellitus", www.cancertherapyadvisor.com, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  15. ↑ "Global epidemiology of diabetic foot ulceration: a systematic review and meta-analysis †.", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 10-9-2019. Edited.
  16. ↑ "The link between diabetes and hypertension", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  17. ↑ "Diabetes", www.mayoclinic.org, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  18. ↑ [ //www.diabetes.org/diabetes/complications/stroke "Stroke"], www.diabetes.org, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  19. ↑ "Facts About Diabetic Eye Disease", nei.nih.gov, Retrieved 06-09-2019. Edited.
  20. ↑ "What to know about peripheral vascular disease", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  21. ↑ "What Infections Are You at Risk for With Diabetes", www.verywellhealth.com, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  22. ↑ "Diabetes: 12 warning signs that appear on your skin", www.aad.org, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  23. ↑ "Diabetes-and-Hearing-Loss-Pamela-Parker", www.audiologist.org, Retrieved 06-09-2019. Edited.
  24. ↑ "Diabetes complications", www.idf.org, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  25. ↑ "Alzheimers disease and type 2 diabetes", www.alz.org, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  26. ↑ "New Links Seen Between Depression and Diabetes", www.webmd.com, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  27. ↑ "Preventing Diabetic Foot Infections", www.aafp.org, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  28. ↑ "Patient education: Preventing complications in diabetes mellitus (Beyond the Basics", www.uptodate.com, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  29. ↑ "8 Important Diabetes Tests to Get Regularly", www.everydayhealth.com, Retrieved 6-9-2019. Edited.
  30. ↑ "The association between Diabetes mellitus and Depression", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 6-9-2019. Edited.