-

ما هي شروط التوبة إلى الله

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم التوبة

تعرف التوبة في معاجم اللغة العربية بأنها مصدر رباعي وجمعها توبات، وقد اشتقّت من الفعل الثلاثي تاب أي ندم، وعاد، وأقلع عن فعل شيء ما، وأمّا شرعاً فتعني الرجوع عن معصية الله جل وعلا إلى طاعته، وهي من الأعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى ولا يمل منها حتى يمل العبد نفسه، وحكمها الشرعي واجبة على كل مسلم بالغ عاقل فقد قال تعالى:(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) [التحريم: 8]، وسنتحدث في هذا المقال عن شروط التوبة النصوح وعلامات قبولها.

شروط وصلاة التوبة

شروط التوبة إلى الله

  • إخلاص النية لله تعالى، وقصد وجه الله جلّ وعلا طمعاً في ثوابه وخوفاً من عقابه، أمّا التوبة التي أجبر عليها الانسان وهو لم يقرّها في نفسه، ولم يرد بها وجه الله فليست بتوبة.
  • ترك المعصية والعزم على عدم العودة إليها مرة أخرى، فشارب الخمر عليه أن يتخلص من الخمور في بيته ويتلفها ويأخذ بالأسباب ثمّ يستعين بالله ليعينه على عدم تكرار الفعل، وهنا لا بدّ من التنويه أنّ العودة إلى الفعل نتيجة غلبة النفس فتكتب المعصية الجديدة، أمّا المعصية القديمة التي تاب عنها فلا تكتب.
  • الشعور بالندم بسبب اقتراف الذنب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الندم توبة) [حديث صحيح].
  • إعادة الحقوق إلى أصحابها إن وجدت، فالتوبة عن السرقة مثلاً تقتضي رد المال إلى أهله وإلا فهي غير مقبولة، وشهادة الزور مثلاً تقتضي تغيير الشهادة، وضرب المظلوم مثلاً يقتضي استرضائه والاعتذار منه.
  • التوبة قبل الغرغرة أي قبل الموت، وقبل الغرق الذي يحتّم خروج الروح.
  • التوبة قبل طلوع الشمس من جهة الغرب، أي قبل قيام الساعة.

صلاة التوبة

تعرف صلاة التوبة بأنها ركعتين يؤديها العبد لله سبحانه وتعالى طلباً للمغفرة وندماً على ذنب اقترفه، وحكمها الشرعي مستحبة، وقد وردت مشروعيتها في السنة النبوية الشريقة، فقد روى أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له) [حديث صحيح]، ثمّ قرأ هذه الآية: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135].

وهنا لا بد من التنويه إلى أن صلاة التوبة تؤدى في أي وقت كغيرها من النوافل باستثناء أوقات النهي، وتكون ركعتين على طهارة بدنية يُقرأ فيهما ما تيسّر من القرآن الكريم دون تخصيص، وتسمى صلاة الاستغفار لاشتمالها عليه.