-

ما هي أيام ليلة القدر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ليلة القدر

جعل الله تعالى لليلة القدر مَكانةً وفَضلاً عظيماً مَيّزها به عن سائر الليالي الأخرى عند المسلمين؛ فهي الأفضل من بين الليالي، ويَرجع ذلك لعدّة أسباب منها نزول القرآن الكريم فيها، وقد ظهر فَضل ومكانة ليلة القدر جليّاً في القرآن الكريم والسنة النبوية في مواضع عديدة؛ حيث أنزل الله سورةً في القرآن وسمّاها باسمها، كما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ترقّبها وعبادة الله فيها، وحثّ على قيامها، والبُعد عن الكسل والخمول في الليالي التي يتوقّع أن تصادفها ليلة القدر تحرّزاً من فوات أجرها، ومن عظم هذه الليلة أنّ الله عزَّ وجلّ أنزل فيها قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة؛ حيث قال الله عزَّ وجلّ في سورة القدر: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر).[1] والعمل في هذه الليلة خير من العمل في ألف شهر من غيرها من الأيام، كما قال الله عزَّ وجلّ: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر).[2]

معنى ليلة القدر

  • الأول: الشرف، والوقار، والعظمة، ومنه قول الله عزَّ وجلّ: (وَمَا قَدَرُواْ الله حَقَّ قَدْرِهِ) [4]فهي ليلة ذات قَدْرٍ وشرف؛ لنزول القرآن فيها .
  • الثاني: القدر الذي هو مؤاخي القضاء، والمعنى أنّ الله يُقدِّر فيها أحكام تلك السنة، ومن ذلك قول الله: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِين*فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم).[5]

ليلة القدر اصطلاحاً: ليلة مُباركة من ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، أنزل الله فيها القرآن العظيم، فيها يُفصّل ما يكون في السنة من مقادير الخلائق، ويُعدّ العمل فيها خير من العمل في ألف شهر مما سواها.[6]

أيام ليلة القدر

ليلة القدر ليلةٌ خاصّةٌ بشهر رمضان المبارك ومحصورة في العشر الأواخر منه فقط؛ فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عزَّ وجلّ عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم).[7] وقد خُصّت الليالي الفردية من بين ليالي العشر الأواخر ليتحرّى المُسلم فيها ليلة القدر؛ فعن عُبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: (خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فَرُفِعَتْ، وعسى أن يكون خير لكم فالتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة).[8]

المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم :(فالتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة )، أي تحرّوها وترقّبوها في ليلة التاسع والعشرين، وليلة السابع والعشرين، وليلة الخامس والعشرين من ليالي شهر رمضان المبارك، وقد جاء في الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هي في العشر الأواخر، هي في تسعٍ يمضين، أو في سبعٍ يبقين).[9] حيث يشير الحديث أنّ ليلة القدر قد تكون في ليلة التاسع والعشرين أو السابع والعشرين من شهر رمضان.

علامات ليلة القدر

لليلة القدر علامات تدلّ عليها وتُشير وتُرشد إليها؛ حيث إنّ حقيقتها مجهولةٌ للمسلمين، ومن بين تلك العلامات كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل رواه عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - وفيه: ... وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ أمارة ليلة القدر: أنها صافية بلجة، كأنَّ فيها قمراً ساطعاً، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحلُّ لكوكب أن يُرمى به فيها حتى يصبح، وإن أمارَتَها أن الشمس صبيحتها تخرج مستويةً ليس لها شعاع، مثل القمر ليلة البدر، لا يحلّ لشيطان أن يخرج معها يومئذٍ)[10] ومن هذه العلامات الواردة في الحديث:[6]

  • تكون الشمس صبيحة ليلة القدر لا شُعاع فيها .
  • تكون ليلة القدر ليلةً لا باردة ولا حارّة
  • تكون السماء صافية، ويكون القمر ساطعاً.
  • تُصفّد فيها الشياطين، وتنتشر فيها الملائكة.

فضل ليلة القدر

لليلة القدر منزلة عظيمة ولها فضائل كثيرة منها:[11]

  • أنزل الله عزَّ وجلّ في ليلة القدر القرآن الكريم الذي فيه هداية ورشاد للجنّ والإنس، وفيه سعادتهم في الدنيا والآخرة.
  • وَصَف الله عزَّ وجلّ ليلة القدر بأنّها ليلة مُباركة، ومن ذلك قوله عزَّ وجلّ: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِين)[12]
  • وصف الله عزَّ وجلّ ليلة القدر بأنها يُقضى فيها ما يَكون خلال السنة من حيث الأرزاق والأجال، ومن ذلك قوله عزَ وجلّ: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم)[13]
  • ليلة القدر العمل فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر؛ فمن اغتنمها وعمل فيها من الصّالحات فقد فازَ، ومن ضيّعها فقد حُرم خيراً كثيراً فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرِمَ الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم).[14]

المراجع

  1. ↑ سورة القدر، آية: 1.
  2. ↑ سورة القدر، آية: 3.
  3. ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة ، صفحة 360، جزء 35. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الحج، آية: 74.
  5. ↑ سورة الدخان، آية: 3.
  6. ^ أ ب د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة - مفهومٌ، وفضائلُ، وفوائدُ، وخصائصُ، وشروط، وأركان، ومسائل، وآداب، وحكمٌ، وأحكامٌ (الطبعة الثانية)، السعودية: مركز الدعوة ولإرشاد بالقصب، صفحة 420-435. بتصرّف.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2105، صحيح.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 49، صحيح.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2022، أورده في صحيحة.
  10. ↑ رواه ابن كثير، في جامع المسانيد والسنن، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 5729، إسناده حسن.
  11. ↑ أبو مالك كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة: المكتبة التوقيفية، صفحة 147، جزء 2. بتصرّف.
  12. ↑ سورة الدخان، آية: 3.
  13. ↑ سورة الدخان، آية: 4.
  14. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 118/2، إسناده حسن.