أدت الهجمات المغولية على وسط آسيا إلى هروب القبائل التركمانية نحو الغرب، ومنها قبيلة عثمان مؤسس الدولة التي سُميت باسمه حتّى تحولت إلى تركيا الحديثة كما نعرفها اليوم، وكان على رأس تلك القبيلة في ذلك الوقت سليمان شاه بن قيا ألب، وقد توفى سليمان شاه قبل الرجوع لموطنه وتفرقت القبيلة من بعده بين أبنائه ومنهم أرطغرل والد عثمان مؤسس الدولة.[1]
استطاع أرطغرل أن يحوز ثقة الأمير علاء الدين السلجوقي، فأصبح يعتمد عليه ورجال قبيلته في الحروب مع الممالك والإمارات المجاورة، وفي مقابل هذا أقطع الأمير علاء الدين أرطغرل مساحات شاسعة من الأراضي، زادت بزيادة الخدمات التي قدمتها القبيلة للحاكم السلجوقي، حتّى لقبت القبيلة بمقدمة السلطان لوجود رجالها في مقدمة الجيوش.[2]
بعد وفاة أرطغرل قام علاء الدين بتعيين عثمان غازي زعيماً للقبيلة، وقد حاز عثمان بن أرطغرل على المزيد من الأملاك لقبيلته بموافقة السلاجقة، خاصة بعد فتحه لقلعة قرة حصار في 1289 ميلادية، وقد أقطع عثمان كافة الأراضي التي قام بفتحها والاستيلاء عليها من البيزنطيين، وأجيز له سك عملة خاصة به والدعاء له في خطبة الجمعة، فأصبح بذلك ملكاً على قومه عملياً، ولكن مع هذا ظل عثمان وقبيلته تحت راية السلاجقة،[3] وسرعان ما تعرض السلاجقة لهجمات المغول وتوفى الأمير علاء الدين، وبذلك أتيحت الفرصة لعثمان لكي يستقل ويؤسس دولته الخاصة، واستطاع عثمان كذلك الاستفادة من موقع القبيلة الجغرافي على الحدود مع الدولة البيزنطية الضعيفة في ذلك الوقت، واستجمع مختلف القبائل والقوى التركمانية المحملة بالمشاعر الإسلامية لفتح تلك الأراضي وإدخال الإسلام إليها.[4]