-

ما هي رياح الخماسين

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الرّياح

تُعدّ أشعّة الشّمس مصدراً للحرارة على سطح الأرض، وهي السّبب الرئيسيّ في التغيُّرات المناخيّة التي تحدث عليها؛ إذ تُسخِّن الشّمس الهواء، ممّا يؤدّي إلى تمدُّده فيقلّ ضغطه وتتشكّل الرّياح، والرّياح هي حركة الهواء من المناطق ذات الضّغط الجويّ المُرتفع إلى المناطق ذات الضّغط الجوي المُنخفض، إلا أنّ حركة الرّياح بين المناطق المختلفة في الضّغط لا تكون بشكل مباش؛ وذلك بسبب دوران الأرض حول نفسها، ففي نصف الكُرة الشماليّ تنحرف الرّياح إلى يمين اتّجاهها، بينما تنحرف إلى يسار اتّجاهها في نصف الكُرة الجنوبيّ، وتُسمّى هذه الظاهرة قوّة كوريوليس (بالإنجليزيّة: Coriolis Force).[1]

تتأثّر سُرعة الرّياح بانحدار الضّغط، فكلّما زاد الاقتراب من خطوط الضّغط المُتساوِية أصبح الانحدار شديداً، ونتيجةً لذلك تزداد سرعة الرّياح التي لها أنواع مُتعدّدة، منها رياح الخَماسين التي سيتمّ بيان معناها، وتأثيرها، وأضرارها، وسُبُل الوقاية منها في هذه المقالة.[1]

رياح الخَماسين

رياح الخَماسين هي رِياح تأتي مُحمَّلةً بأطنانٍ من الرِّمال والأتربة، وتحدّ من مدى الرّؤية بشكل كبير حتّى إنّها قد تصل إلى درجة الانعدام أحياناً، إذ تحجُب نور الشّمس ليتحوّل النهار إلى ما يُشبه الليل. ورياح الخَماسين عبارة عن رياح جنوبيّة شرقيّة، تأتي من الصحراء العربيّة الكُبرى إلى بلاد الشام وشبه الجزيرة العربيّة، وتكون هذه الرّياح عالية السُّرعة؛ فَمن الممكن أن تصل سرعتها إلى أكثر من 120كم/ساعة، وتكون جافّةً كثيراً، إضافة إلى شدّة لهيبها وحرارتها المرتفعة.[2]

وتتشكّل رياح الخَماسين بسبب الضّغط الجويّ المُنخفض في منطقة شمال أفريقيا والصحراء الكبرى؛ وذلك لارتفاع درجة الحرارة مقارنةً مع مياه البحر الأبيض المتوسّط، فتدفَع هذه المنخفضات الرّياح الحارّة القادمة من الصّحراء الكُبرى، وتُثير العواصف الرمليّة وموجات الغبار.[2]

تبلغ حرارة رياح الخَماسين نحو 40 درجةً مئويّةً، إلّا أنّ حرارتها تنخفض نحو 15 درجةً مئويّةً قرب الساحل الشماليّ، وذلك عند وصول الجبهة الباردة المُندفعة باتّجاه الرّياح الحارّة القادمة من الشّمال الغربيّ، أمّا أكثر شهرين تهبّ فيهما رياح الخَماسين فهما: آذار، ونيسان.[3][4]

سبب تسمية رياح الخَماسين

سُمِّيت رياح الخَماسين بهذا الاسم ؛لأنّها تنشط بعد خمسين يوماً من بدء فصل الرّبيع، أي في شهر نيسان، ولها عدّة أسماء؛ حيث تُعرَف برياح الخَماسين في بلاد الشام، واسمها في السّودان رياح القبلي، أمّا في الخليج العربيّ والعراق فَتُعرَف برياح الطّوز، وعلى الرّغم من أنّها نادرة الوصول إلى أوروبا إلا أنّها تكون مُحمَّلةً بالرّمال والغبار عندما تصلها، وتُسمّى في أوروبا رياح الشّروقي.[2]

أضرار رياح الخَماسين

أضرار رياح الخَماسين على البشر

تُسبّب رياح الخَماسين أضراراً كثيرةً على صحّة الإنسان، مثل: أمراض الحساسيّة، وتهيُّج الجهاز التنفسيّ؛ فتُسبِّب سيلان الأنف وانسداده، وبحّةً في الصّوت، وضيق التنفُّس، والسُّعال، والتهاب العينَين، والرَّمَد الربيعيّ، بالإضافة إلى زيادة أعراض الحساسيّة لدى مَرضى الرّبو؛ إذ يُصاب العديد من الأشخاص بحساسيّة موسميّة في كلّ عام، وتحدث هذه الحساسيّة أثناء هبوب رياح الخَماسين المُحمَّلة بالعواصف الرمليّة.[3][5] وتزداد الحالات الطّارئة في زمن هبوب هذه الرّياح، وتتنوّع بين أزمات ونوبات سُعال شديدة، إضافةً إلى ضيق في التنفُّس وخاصّةً بين الأطفال وكبار السنّ، ويحدث ذلك غالباً نتيجة عدم اتّباع سُبُل الوقاية من الرّياح المُحمَّلة بالأتربة والرّمال.[6]

تحمل رياح الخَماسين الغبار الذي يحتوي حبيباتٍ صغيرةً، مثل: الأترِبة، والرّمال، بالإضافة إلى مركَّبات الرّصاص، والكثير من الميكروبات، وتحمل أيضاً سموم البكتيريا التي تتغذّى عليها حشرات الفراش، حيث تنتشر الجُزيئات الصّغيرة عندما تتفكّك البكتيريا في الهواء وتتطاير في الجوّ ليتنفَّسها الإنسان، ثمّ تنتقل إلى الدّم مُسبِّبةً التهاباتِ الشّعب الهوائيّة، والتهابات الرِّئة، وحساسيّة الصّدر، ويوجد في رياح الخَماسين سموم كثيرة تُسبِّب التهابات الجهاز العصبيّ، وتُقلِّل إنتاج العديد من الموصِلات العصبيّة، مثل: السّيروتونين، والأستيل كولين، والدّوبامين، إضافةً إلى أنواع أخرى تُسبّب النّسيان وفقدان التركيز، وينتج عنها القلق، والمزاجيّة، والتوتُّر، كما يوجد فيها ما لا يقلّ عن ثمانين نوعاً من الفطريّات المُسبِّبة لحساسيّة الصّدر، إضافةً إلى أنواع أخرى تُسبّب احتقان الأنف والشّعور بالتعب.[5]

أضرار رياح الخَماسين على السيّارات

تتسبّب رياح الخَماسين بالكثير من الأضرار للسيارات أثناء فترة هبوبها، ويكون الضّرر الأكبر على السيّارات التي تسير باتّجاه مُعاكس لاتّجاه هبوب الرّياح، ولتجنُّب أضرار الرّياح الخَماسينيّة على السيّارات يُفضَّل تجنُّب القيادة في فترة تأثير الرّياح، كما يُنصَح بعدم القيادة بسرعة زائدة؛ لتقليل احتكاك حبّات الرّمل بهيكل السيارة، ومن الأضرار التي تتسبب بها رياح الخَماسين للسيّارات ما يأتي:[7]

  • حدوث خُدوش في طلاء السيّارات، بالإضافة إلى إزالة لمعانها، خاصّةً إذا كانت السيّارة تسير باتّجاه معاكس لاتّجاه هبوب الرّياح.
  • حدوث خُدوش في زجاج السيّارات الأماميّ، ممّا يُضعِف عمليّة الرُّؤية على المدى البعيد.
  • حدوث خُدوش في زجاج أنوار السيّارات، ممّا يُضعِف الإنارة.
  • تآكل الأجزاء الداخليّة لمحرّك السيّارة على المدى البعيد، وهذا يزيد سخونة المحرّك.
  • انسداد فلتر الهواء في السيّارة عند تكرار السّير في العواصف الرمليّة، ممّا يؤدّي إلى حدوث أضرار بليغة بالمحرّك على المدى البعيد.

أضرار رياح الخَماسين على النّباتات

لرياح الخَماسين أضرار كثيرة على النّباتات، ومنها:[8]

  • سقوط الأزهار والثِّمار؛ بسبب شدّة الرّياح.
  • تمزُّق اوراق النّباتات.
  • زيادة سرعة نضج الثّمار.
  • زيادة الإصابة بالعنكبوت الأحمر.

سُبُل الوقاية من رِياح الخماسين

يُمكن الوقاية من أضرار رياح الخَماسين على الإنسان، وذلك باتّباع السُّبُل الآتية:[5][6]

  • الحِرص على متابعة النّشرات الجويّة، وأخذ التّحذيرات الصّادرة عنها بعين الاعتبار.
  • تجنُّب الخروج من المنزل، والتعرُّض المُباشر للرّياح أثناء فترة هبوب الرّياح الخَماسينيّة؛ لتجنُّب الإصابة بالحساسيّة.
  • غسل العينَين بالماء الفاتر وتنظيفهما جيّداً في حال دخول حُبيبات الرّمل والغبار إليهما.
  • وضع قطعة قماش مُبلَّلة على الأنف؛ لتصفية الهواء الدّاخل إليه من الغبار، فذلك يُقلِّل الاحتقان في الأنف والصّدر.
  • استخدام مُضادّات الهستامين تحت إشراف الطبيب.
  • في حال تعرُّض أيّ شخص لأزمة شديدة فعليه الإسراع إلى أقرب عيادة طبيّة.
  • تناول المياه والسّوائل بكميّات كبيرة؛ لتنظيف الجسم والدّم.
  • تناول فيتامين C بكميّات وفيرة عند هبوب الرّياح الخَماسينيّة، وخاصّة عصيرَي البرتقال والليمون، ففيتامين C يُساعد على نموّ الأنسجة وإصلاحها، إذ إنّه من أهمّ مُضادّات الأكسدة، كما يقي الإنسان من آثار ملوثات الهواء السلبيّة، ويقتل البكتيريا المُنتشرة في الهواء.

المراجع

  1. ^ أ ب أ.علي جبار عبد الله الجحيشي (2011-2-4)، "الرّياح"، University of Babylon كليّة التربية الأساسيّة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-10. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "رياح الخَماسين .. ماهي وكيف تتشكل؟"، طقس العرب، 2015-2-3، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-10. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "ما هي رياح الخَماسين وكيف تتشكل؟"، البوابة، 2017-4-12. بتصرّف.
  4. ↑ "رياح الخَماسين التي تسبق شم النسيم.. حارة جافة مثيرة للرمال والأتربة"، الشروق، 2012-4-1، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-25. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت أشرف عبدالحميد (2017-3-9)، "تَحصّن بهذه المشروبات ضد رياح "الخَماسين"، العربية.نت، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-10. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "سبل الوقاية من أضرار رياح الخَماسين على الجهاز التنفسي"، طقس العرب، 2015-2-3، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-10. بتصرّف.
  7. ↑ "أضرار رياح الخَماسين على السيارت.. قد لا تتخيلها !"، طقس العرب، 2015-2-3، اطّلع عليه بتاريخ 2017-7-10. بتصرّف.
  8. ↑ د. أحمد عبد المنعم حسن (1997-1-1)، أساسيات وفسيولوجيا الخضر، صفحة: 226. بتصرّف.