ما هي المذاهب الاربعة طب 21 الشاملة

ما هي المذاهب الاربعة طب 21 الشاملة

تعريف المذهب

تُعرّف كلمة المذهب في اللغة والعُرف والاصطلاح كما يأتي:[1]

التعريف بالمذاهب الأربعة

المذهب الحنفي

هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت، وُلد سنة ثمانين للهجرة في مدينة الكوفة، وأصله من بلاد فارس، وتوفي في مدينة بغداد سنة مئة وخمسين للهجرة، وكان قد اشتغل في بداية حياته بتجارة الخز*، وعُرف بالصدق والبعد عن الغش، ثمّ انشغل عن التجارة بطلب العلم والفقه، ومن أشهر العلماء الذين تتلمذ عليهم: فقيه أهل الرأي في العراق حماد بن أبي سليمان الذي تلقّى العلم عن علقمة بن قيس النخعي تلميذ الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، ومن شيوخ أبي حنيفة أيضاً: عبد الله بن حسن، وزيد بن علي زين العابدين، وجعفر الصادق، ومن تلاميذ أبي حنيفة: محمد بن الحسن، وأبو يوسف، والحسن بن زياد اللؤلؤي، وزفر بن الهذيل، وأشهر الأربعة هما:[2]

الأصول العامة التي اعتمد عليها الإمام أبو حنيفة في الاجتهاد والفقه هي:[3]

وهناك أصول فرعية ترجع إلى الأصول الكبرى، منها:[3]

ذُكر من بين علماء المذهب الحنفي: الطحاوي، وشمس الأئمة الحلواني، وفخر الإسلام البزدوي، وأبو الحسن الكرخي، والحصاف، وشمس الأئمة السرخسي، وفخر الدين قاضي خان، والعلامة أبو بكر الرازي.[4]

انتشر المذهب الحنفي في بلاد المشرق بفضل أبي يوسف، كما انتشر في بلاد المغرب ومصر.[5]

المذهب المالكي

هو الإمام مالك بن أنس الأصبحي، ولد سنة ثلاثٍ وتسعين للهجرة، ثمّ انتقل مع أجداده للسكن في المدينة المنورة حيث لم يتركها إلّا للحج، وقد توفي فيها سنة مئةٍ وتسعٍ وسبعين للهجرة، وقد تتلمذ الإمام مالك على يد عددٍ من الفقهاء والعلماء، منهم: أبو الزناد عبد الله بن زكوان، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وربيعة بن عبد الرحمن، وجعفر بن محمد الباقر، ويحيى بن سعيد، وقد دوّن تلاميذ الإمام مالك علمه وفتواه، ومن أشهر تلاميذه:[2]

الأصول العامة في مذهب الإمام مالك هي:[6]

من أشهر علماء المذهب المالكي: عبد الله بن وهب، وزياد بن عبد الرحمن، وعبد الملك بن الماجشون، وعبد الله بن عبد الحكم، وأصبغ بن الفرج، وعثمان بن الحكم، وعبد الملك بن حبيب، وعبد السلام بن حبيب، ومحمد بن عبد العزيز بن عتبة، وإبراهيم بن سلمة.[6]

ينتشر المذهب المالكي في بلاد المغرب العربي والسودان ومصر وشرق الجزيرة العربية.[7]

المذهب الشافعي

هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، وُلد في غزة سنة مئةٍ وخمسين للهجرة، وقد تتلمذ على يد عددٍ من المشايخ والعلماء، منهم: مفتي مكة مسلم بن خالد الزنجي، والإمام مالك الذي سمع منه وروى عنه مدة مكوثه في المدينة المنورة، وحين انتقل الشافعي إلى اليمن التقى بعمر بن أبي سلمة صاحب الأوزاعي حيث أخذ عنه علم شيخه، والتقى بيحيى بن حسان وأخذ عنه فقه الليث بن سعد، وحينما سافر إلى العراق التقى بمحمد بن الحسن الشيباني فأخذ عنه الكثير من الفقه والعلم، ومن أشهر كتب الشافعي: الرسالة والأم، وتوفي الإمام الشافعي في مصر، ومن تلاميذه:[2]

الأصول العامة عند الإمام الشافعي هي:[8]

من علماء المذهب الشافعي: إبراهيم بن خالد الكلبي، وأحمد بن حنبل، والربيع بن سليمان الجيزي، وأبو زرعة القاضي، وأبو بكر محمد بن علي بن اسماعيل الشاشي.[9]

انتشر المذهب الشافعي في عدة بلدان، منها: مصر والعراق وخراسان وبلاد ما وراء النهر.[9]

المذهب الحنبلي

هو الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، وُلد في بغداد سنة مئةٍ وأربعٍ وستين للهجرة، وتتلمذ على يد الإمام الشافعي ثمّ أصبح له مذهبه الخاص به، وقد برع في السنة النبوية وجمع الأحاديث.[10]

اعتمد الإمام أحمد على أصول عامة في الفقه والعلم، وبيانها فيما يأتي:[11]

عرف من بين أشهر علماء المذهب الحنبلي:[12]

ينتشر المذهب الحنبلي في عدّة بلدان، منها: الجزيرة العربية ومصر والعراق وحران والشام.[13]

تاريخ ظهور المذاهب

ظهرت المذاهب الإسلامية الفقهية في عصورٍ متأخرةٍ، فلم تكن على عهد الصحابة أو التابعين، ونقل السخاوي عن علي بن المديني أنّ عدداً من التابعين انتهجوا نهج التقليد عن عددٍ من الصحابة المعروفين بالعلم، مثل: زيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، كما نقل بعض التابعين العلم عن السيدة عائشة؛ كعروة بن الزبير، وأمّا الظهور الفعلي للمذاهب الفقهية فكان بانتشار علماء التابعين في البلاد بعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية.[1]

شاء الله -تعالى- أن ييسّر للأمة ثلّةً من العلماء الربانيين الذين بلغوا الغاية المقصودة في العلم والدراية والاجتهاد، ليرجع الناس إليهم في معرفة الأحكام في المسائل المختلفة، ومعرفة الحلال والحرام، كما سخّر الله -تعالى- لتلك المذاهب رجالاً برعوا في ضبط تلك المذاهب بحيث ألحقوا بكلّ مذهبٍ أصوله وقواعده، وحتى تُعرف أحكام كلّ مذهبٍ على حدة.[14]

وتجدر الإشارة إلى أنّ المذاهب الفقهية اتفقت فيما بينها على أصول الدين والشريعة، وكان بينها الاختلاف في فروع الشريعة، فلم يُعرف عن إمامٍ من أئمة المذاهب مخالفته لحديثٍ نبويٍ ثبتت صحته وتيقّنت دلالته، أمّا سبب استقرار الأمة على المذاهب الأربعة يرجع إلى تلقّيها بالقبول، إضافةً إلى وجود الأتباع الذين حملوا على عاتقهم مهمة نشر وتبليغ علم أصحاب المذاهب الأربعة بخلاف ما حصل مع غيرهم من العلماء والأئمة.[15]

أسباب الاختلاف بين المذاهب

من الأسباب التي أدّت إلى الاختلاف بين المذاهب:[16]

أدب الاختلاف بين أصحاب المذاهب

ذكرت كتب التاريخ قصصاً تدلّ على أدب الخلاف بين أصحاب المذاهب، ومنها رفض الإمام مالك نسخ كتابه وتوزيعه على الأمصار حينما أراد الخليفة المنصور ذلك، والغاية من موقف الإمام مالك الحفاظ على سنة الاختلاف بين الناس، ولئلا يحمل الخليفة الناس على قولٍ واحدٍ، وامتدح أئمة المذاهب بعضهم البعض، حتى رُوي عن الشافعي اعتباره للإمام مالك معلماً له، وكان يقول : "إذا جاءك الحديث عن مالك فشدّ به يدك، فقد كان مالك إذا شكّ في الحديث طرحه"، وحينما سُئل الإمام أحمد عن الشافعي قال: "كان الشافعي -رحمه الله- كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس".[18]

أهمية الاختلاف وقيمته

تكمُن أهمية الخلاف بين أصحاب المذاهب الفقهية في رفد الشريعة الإسلامية بمزيدٍ من الأحكام والتشريعات العملية التي تشكّل ثروةً تشريعيةً ترفع الضيق والحرج عن الأمة بتوفير الحلول لها، وتبتكر لها الطرائق والسبل مهما تبدّلت الظروف وتغيّرت الأحوال، وقيمة هذا الاختلاف تتجلّى في كونه ضرورةً للأئمة، ولا يدل الخلاف على تناقض المصادر التشريعية، وإنمّا يدلّ على مرونتها وسِعَتها وقابليتها للتطبيق.[19]

الحكمة الإلهية من اختلاف المذاهب

من الحِكم الإلهية لسنة الاختلاف بين المذاهب:[20]

___________________________________________________________________

الهامش

المراجع

  1. ^ أ ب الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي (2002)، المذهب الحنبلي (دراسة في تاريخه وسماته وأشهر أعلامه ومؤلفاته ) (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة: 13- 18، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت الدكتور عبد الكريم زيدان (2005)، المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية (الطبعة 1)، بيروت - لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 147- 161. بتصرّف.
  3. ^ أ ب الدكتور طه جابر فياض العلواني (1405)، كتاب الأمة / أدب الاختلاف في الإسلام (الطبعة الأولى)، قطر: رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية، صفحة 93-95. بتصرّف.
  4. ↑ الإمام محمد أبو زهرة (1947)، أبو حنيفة (حياته وعصره - آراؤه وفقهه) (الطبعة الثانية)، مصر: دار الفكر العربي ، صفحة 497-503، 292. بتصرّف.
  5. ↑ عبد الوهاب خلاف، خلاصة تاريخ التشريع الإسلامي ، مصر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 87. بتصرّف.
  6. ^ أ ب عبد الغني الدقر (1998)، الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة (الطبعة الثالثة)، دمشق: دار القلم، صفحة 153-254،205-276. بتصرّف.
  7. ↑ "أماكن انتشار المذهب المالكي"، www.islamweb.net، 2010-9-23، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-17. بتصرّف.
  8. ↑ الشيخ محمد مصطفى شلبي (1985)، المدخل في الفقه الإسلامي (الطبعة العاشرة)، مصر: الدار الجامعية ، صفحة 195-197. بتصرّف.
  9. ^ أ ب الدكتور فارس العزاوي (2009-6-11)، "التعريف بالشافعية ومؤلفاتهم "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-17. بتصرّف.
  10. ↑ د. عبد الله التركي (2002)، المذهب الحنبلي (دراسة في تاريخه وسماته وأشهر أعلامه ومؤلفاته) (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 39-41، جزء 1. بتصرّف.
  11. ↑ د. طه العلواني، أدب الاختلاف في الإسلام (الطبعة الأولى)، قطر: رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية ، صفحة 98-99. بتصرّف.
  12. ↑ د. عبد الله التركي (2002)، المذهب الحنبلي (دراسة في تاريخه وسماته وأشهر أعلامه ومؤلفاته) (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 173-177، جزء 1. بتصرّف.
  13. ↑ د. عبد الله التركي (2002)، المذهب الحنبلي(دراسة في تاريخه وسماته وأشهر أعلامه ومؤلفاته) (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 227، جزء 1. بتصرّف.
  14. ↑ الحافظ ابن رجب الحنبلي (1418)، الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة (الطبعة الأولى)، مكة المكرمة: دار عالم الفوائد للنشر، صفحة 27-28. بتصرّف.
  15. ↑ الدكتور خالد بن عبد المنعم الرفاعي (2016-11-3)، "سبب اعتماد المذاهب الأربعة دون غيرها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-16. بتصرّف.
  16. ↑ د. طه العلواني، أدب الاختلاف في الإسلام (الطبعة الأولى)، قطر: رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية، صفحة 103-116. بتصرّف.
  17. ↑ سورة البقرة، آية: 228.
  18. ↑ د. طه العلواني، أدب الاختلاف في الإسلام (الطبعة الأولى)، قطر: رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية، صفحة 117-136. بتصرّف.
  19. ↑ مصطفى أحمد الزرقا (1998)، المدخل الفقهي العام (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 269-276، جزء 1. بتصرّف.
  20. ↑ الدكتور سعد بن مطر العتيبي، "تأملات حول حكمة الخلاف السائغ"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-17. بتصرّف.
  21. ↑ "تعريف ومعنى الخز في معجم المعاني الجامع "، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-17. بتصرّف.
  22. ↑ "ما هو تعريف البدعة وما حكم الزيادة في التراويح"، islamqa.info، 11-06-2000، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2019. بتصرّف.