إنَّ برَّ الوالدين سبب في سَعَة الرّزق، والبركة في العمر، وحسن الخاتمة، وهو سبب في دخول الجنة، والبعد عن النّار، وسبب للنّجاة من الكروب.[1]
بر الوالدين هو تقديم الإحسان لهما قلبًا، وقولاً، وفعلاً، بنيّة التقرب إلى الله تعالى، وهو يعني طاعتهما، واحترامهما، ومساعدتهما، وإظهار الحبّ لهما، والتأدّب معهما، والحديث معهما بصوت منخفض، ونحوه، وبرّهما، وطاعتهما قربة من أجلِّ القُرُبات، فأولى الإسلامُ حسنَ التعامل معهما اهتماماً كبيراً، ونهى عن عقوقهما، قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).[2][3]
إنّ احترامَ الوالدين وبرَّهما طاعة لله تعالى، ولنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو سبيل للمحبّة والألفة داخل الأسرة، وفي طاعتِهما واحترامهما شكر للولد على أنّ والديه سبب لوجوده في الدنيا، وشكر لوالديه على حسن رعايتهما وتربيتهما له في صغره، وأخيراً هو سبب لبرّ أولاده له في المستقبل.[4]
من أشكال برّ الوالدين برّهما في حياتهما، وبعد مماتهما، وقد وردت بعضُ حقوقِهما في القرآن الكريم، منها تلبيةُ أمرهما، وطاعتُهما، والتعاملُ معهما برفق ولين، والتواضعُ لهما، والتأدّبُ في الحديث معهما، واختيارُ أفضل الألفاظ، وأعذبها عند مخاطبتهما، والإحسانُ في التعامل معهما، وخصوصاً عند كبرهما، ووصلُهما بالدعاء بالمغفرة والرحمة، سواءً في حياتهما، أو بعد مماتهما،[5] ومن برّهما بعد مماتهما تنفيذُ وصاياهما، ما لم تخالف الشّرع، وإكرامُ أصدقائهما، والإحسانُ لهم، بالمواساة إن كانوا فقراءَ، وبالاتصال للسلام والسؤال إن لم يكونوا كذلك، والإحسانُ إلى الأخوال، والأعمام، والأقارب من جهة الأم وجهة الأب، وهذه من الصّلة التي لا توصل إلا بهما، والصّلاة عليهما، وتعني الدعاء لهما.[6]ومن برّهما بعد موتهما قضاءُ الصّوم عنهما، وقضاء ما عليهما من ديون، وما عليهما من كفّارات، ككفارة اليمين، أو القتل الخطأ، ونحوه.[3]