-

ما هي اهوال يوم القيامة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ما هي أهوال يوم القيامة

لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن أهوال يوم القيامة، فقال سبحانه وتعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ "، الحج/1-2، وهناك الكثير من الآيات التي تدلّ على شدّة الأمر وفظاعته، والمسلم في هذه الحالة لا يدري عن حاله على الصّراط، حيث ورد في الصّحيحين:" يضرب الصّراط بين ظهري جهنّم فأكون أنا وأمّتي أوّل من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرّسل، ودعوى الرّسل يومئذ اللهم سلم سلم ".

وبعد الصّراط هناك القصاص بين النّاس على قنطرة المظالم، وذلك كما في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إذا خلص المؤمنون من النّار، حبسوا بقنطرة بين الجنّة والنّار، فيتقاصّون مظالم كانت بينهم في الدّنيا، حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنّة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم بمسكنه في الجنّة أدلّ بمنزله كان في الدّنيا ".

وممّا ذكر في هذا الشّأن ما قاله الإمام القرطبي عن الصّراط في كتابه التذكرة:" تفكّر الآن فيما يحلّ بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصّراط ودقّته، ثمّ وقع بصرك على سواد جهنّم من تحته، ثمّ قرع سمعك شهيق النّار وتغيظها، وقد كلفت أن تمشي على الصّراط، مع ضعف حالك واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك، وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلاً عن حدّة الصّراط ، فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك، فأحسست بحدّته واضطررت إلى أن ترفع قدمك الثّاني، والخلائق بين يديك يزلّون، ويتعثّرون، وتتناولهم زبانية النّار بالخطاطيف والكلاليب، وأنت تنظر إليهم كيف ينكسون إلى جهة النار رؤوسهم وتعلو أرجلهم، فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصعبه، ومجال ما أضيقه، فاللهم سلم سلم ".

وهناك من النّاس من يعفى من بعض هذه المراحل والاهوال، كأولئك الذين يدخلون الجنّة بغير حساب، لكنّهم يمرّون على الصّراط ولابدّ، وممّا ذكره العلماء في مراحل يوم القيامة ما يلي: أن يحشر الخلائق جميعاً إلى الموقف العظيم، ثمّ الشّفاعة العظمى، ثمّ أخذ الكتاب بالأيمان أو بالشّمائل، ثمّ الميزان، ثمّ الحوض، ثمّ المرور على الصّراط، ثمّ المرور على قنطرة المظالم، ثمّ دخول الجنّة أو النّار. (1)

علامات الساعة الصغرى

من علامات السّاعة الصغرى، ما يلي: (2)

  • بعثة النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ففي الحديث عنه - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال:" بعثت أنا والسّاعة كهاتين، وقَرَنَ بين السّبابة والوسطى "، متفق عليه، وهذا يدلّ على قرب وقوع السّاعة.
  • انشقاق القمر في عهد النّبي صلّى الله عليه وسلّم، قال سبحانه وتعالى:" اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَر "، القمر/1، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:" انشقّ القمر على عهد رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فرقتين، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اشهدوا "، رواه البخاري ومسلم.
  • موت النّبي صلّى الله عليه وسلّم، فعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال:" أتيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في غزوة تبوك وهو في قبّة من أدم - جلد - فقال: اعدد ستّاً بين يديّ السّاعة: موتي، ثمّ فتح بيت المقدس، ثمّ موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثمّ استفاضة المال حتّى يعطى الرّجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثمّ فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثمّ هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غايةً تحت كلّ غاية اثنا عشر ألفاً "، رواه البخاري.
  • فتح بيت المقدس، وذلك كما ورد في حديث عوف بن مالك المتقدّم، وقد تمّ الفتح في عهد الخليفة الرّاشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
  • ظهور أشخاص يدّعون النّبوة من الدّجالين الكذّابين، ففي الحديث عنه - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال:" لا تقوم السّاعة حتى يُبعث دجّالون كذّابون قريب من ثلاثين؛ كلهم يزعم أنّه رسول الله "، رواه مسلم.
  • تضييع الأمانة وذلك من خلال إسناد الأمر إلى غير أهله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" إذا ضيّعت الأمانة فانتظر السّاعة، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله، قال: إذا أسندَ الأمرُ إلى غيِر أهله فانتظر السّاعة "، رواه البخاري.
  • ظهور النّساء الكاسيات العاريات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" صنفان من أهل النّار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها النّاس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا "، رواه مسلم.

علامات الساعة الكبرى

من علامات السّاعة الكبرى، ما يلي: (3)

  • ظهور المهدي، وقد ثبت ذلك بأحاديث كثيرة صحيحة، ومنها قوله صلّى الله عليه وسلّم:" لا تنقضي الأيّام ولا يذهب الدّهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطىء اسمه اسمي "، رواه الإمام أحمد.
  • ظهور المسيح الدّجال، وقد ورد ذكر الدّجال في أحاديث كثيرة، وقد حذّر النّبي أمّته منه، وقال:" لم يأت نبيّ إلاّ حذر أمّته منه "، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:" ثمّ يؤذن له ( أي الدّجال ) في الخروج في آخر الزّمان، يظهر أوّلاً في صورة ملك من الملوك الجبابرة، ثمّ يدعي النبوّة، ثمّ يدعي الرّبوية، فيتبعه على ذك الجهلة من بني آدم والطغام من الرّعاع والعوام، ويخالفه ويردّ عليه من هداه الله من الصّالحين، وحزب الله المتقين، ويتدنّى فيأخذ البلاد، بلداً بلداً، وحصناً حصناً، وإقليماً إقليماً، وكورةً كورةً، لا يبقى من البلدان إلاّ وطئه بخيله ورجله، غير مكة والمدينة ".

المراجع

(1) بتصرّف عن فتوى رقم 17787/ مراحل يوم القيامة وأهوالها/19-6-2002/ مركز الفتوى/ إسلام ويب/ islamweb.net

(2) بتصرّف عن مقال علامات الساعة الصغرى/ 09/06/2002/ مركز المقالات/ إسلام ويب/ islamweb.net

(3) بتصرّف عن فتوى رقم 5563/ التوفيق بين معرفتنا لعلامات الساعة وقيامها بغتة/ 26-8-2000/ مركز الفتوى/ إسلام ويب/ islamweb.net