أيد الله عز وجل النبي موسى عليه السلام بالمعجزات لتكون دليلاً وبرهاناً على صدق كلامه، فكانت معجزته الأولى العصا التي تحولت لأفعى كبيرة؛ للقضاء على سحر سحرة فرعون قال تعالى: (وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ)،[1] أمّا معجزته الثانية فكانت اليد البيضاء، حيث إنّ نور الله عز وجل أتى في يد موسى عليه السلام،(وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى * لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الكُبْرَى). [2][3]
طلب قوم صالح منه أن يُخرج لهم من الصخرة ناقةً بأوصاف معينة وأن تكون عشراء أي مضى على حملها عشرة أشهر، حتّى يتبعوه ويؤمنوا به، فذهب صالح عليه السلام إلى مكان عبادته؛ ليصلي ويدعو الله عز وجل بأن يلبي لهم ما طلبوا، فأمر الله سبحانه وتعالى الصخرة بأن تنشق فخرجت منها ناقة عشراء، وبعد أن رأى قومه ذلك آمن كثير منهم بصالح عليه السلام، ولكنّ أكثرهم بقيوا على كفرهم وعنادهم،[4] وكانت الناقة تشرب الماء في يوم وفي اليوم التالي يشرب القوم، وفي يوم شربها للماء يشرب القوم حليبها، ولكن قام شخص بقتلها فعذبهم الله عز وجل، قال تعالى: (قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ ).[5]
كانت معجزة نوح عليه السلام السفينة، حيث بنى نوح عليه السلام السفينة بأمر ووحي من الله سبحانه وتعالى، وتلك السفينة لا أحد يعرف شكلها، أو حجمها، أو حتّى تصميمها، فقد كانت معجزة الله وآية من آياته إلى أهل الأرض، كما أمر الله تعالى نبيه أن يأخذ في تلك السفينة زوجين من الحيوانات، والنباتات، والطيور التي كانت في تلك الرقعة من الأرض، ثمّ أصاب الأرض طوفان ولم ينجُ أحد منه إلّا من ركب في سفينة نوح عليه السّلام،[6] قال تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ).[7]
أظهر الله عز وجل لنبيه عيسى عليه السلام معجزات لتكون دليلاً على صدقه، ولتكذيب افتراءات اليهود عليه، فكان من معجزاته إحياء الموتى، وإعادة البصر للأصم، وإشفاء الأبرص بإذن الله،[8] كما أنّه كان يهب الروح بإذن الله، إضافةً لذلك فقد كان يخبر الناس بما يأكلون وما يخبئون في بيوتهم، ومن معجزاته أيضاً عندما دعا الله لينزل من السماء مائدةً ليأكل منها الحواريون؛ حتّى يثبتوا على الإيمان، ولتطمئن قلوبهم.[9]
لقد كانت معجزة نبي الله إبراهيم عليه السلام هو أنّ الله تعالى أنجاه من نار قومه، حيث قام قومه بجمع الحطب الكثير، ثمّ أشعلوا النيران فيه، حتّى غدت تلك النار ذات شرار ولهب كثير، وبعد ذلك ألقوا نبي الله إبراهيم عليه السلام فيها، وعندما فعلوا ذلك قال إبراهيم: حسبي الله ونعم الوكيل، فأنجاه الله منها، وجعلها برداً وسلاماً على نبيه إبراهيم، وبالتالي فإنّ الله تعالى أبطل كيد الكافرين، ومن معجزاته أيضاً أنّ الله تعالى فداه بذبح عظيم، ويُذكر في هذه المعجزة أنّ النبي إبراهيم رأى في منامه أنّه يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، ورؤيا الأنبياء حق؛ لذلك عزم إبراهيم على تنفيذ ما رآه في منامه، ولكنّ الله فداه بذبح عظيم، وذلك لأنّه صدّق الرؤيا.[10]
أيد الله سبحانه وتعالى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام بعدد من المعجزات؛ حتّى تكون دليلاً على صدقه ومن معجزاته ما يأتي:[11]