ما هي أسباب الطلاق طب 21 الشاملة

ما هي أسباب الطلاق طب 21 الشاملة

الأسرة في الإسلام

أولى الإسلام الأسرة اهتماماً بالغاً؛ حيث تَكفّلَ بتنظيم بنائِها ورِعاية أفرادِها ومُكوّناتها، وتوضيح الحقوق والواجبات التي تُنظّمُ العَلاقةَ بين جَميع أركانِها، وقد خُصَّت الأسرة بتَشريعاتٍ ربَّانيَّةٍ استَعرضها القُرآن في آياته لتُشكّلَ دستورَ الأسرة المُسلمة الناظمة لمُختلف أحوالها وتَغيُّراتها، فشملت بذلك الزَّواج، والمُعاشرة، والأبناء، والألفة، والميراث، والطَّلاق.

إنّ الإسلامَ بِتَشريعاتِه الأسريّة يَهدفُ إلى تَصحيح العَلاقاتِ وتَنظيمها بما يَحفظ للأسرةِ أمنها، وسَعادَتها، وتَرابطها، واستمراريّتها، وينظر الإسلام للأسرة بأنّها نواةُ المجتمع وأوّل لبناته وأهمّ وحداته تنظيماً وهيكلة، ومتى ما أصبح استمرار الحياة في واقع الأسرة مُعقّداً ومضطرباً صار البحث عن البدائل أمراً مُلحّاً كأحد الحلول النهائيّة لعلاج المشاكل الأسريَّة، والطَّلاقُ بذاتهِ حلٌّ لتِعداد المشكلات المستعصية، وتشريعٌ علاجيٌ لأمراضِ الأسرة ومهدّداتها المزمنة.[1]

تعريف الطلاق

يُشير معنى الطلاق في اللغة إلى التخلية والإرسال والتَّرك، ويُفيد في معناه: ترك الشيء وتسريحه بلا قيودٍ ولا مَسؤولية، فيُقالُ في حقِّ البهائم مثلاً: نعجةٌ طالقٌ وإبلٌ طالق، أي: حرَّة الرَّعي تسرح حيث شاءت، وتفيد أيضاً: المرسلة في المرعى والمتروكة بلا احتلاب، أمّا المعنى الاصطلاحي للطّلاق فمَخصوصٌ لحُكمٍ شرعيّ يُنظِّم رابطة الزوجيّة بين البشر، ويُعرف اصطلاحاً بأنَّه لَفظٌ مخصوصٌ يرفع به عقد النكاح، أو هو حلُّ قيد النكاح بصفة حكميّة تُنهي حقَّ الزوجِ في التمتّع بزوجته.[2]

مشروعيَّة الطلاق

جاء في فتاوى ابن تيمية في الطلاق قوله: "إنَّ الأصل في الطَّلاق الحظر، وإنما أُبيحَ منه قدر الحاجة"؛ إذ إنّ الطّلاق بحدّ ذاته مباحٌ لحاجةٍ ملحَّة وحكمةٍ علاجيَّة تُقوِّم الرابطة وتُنهيها نظراً لاستعصاء شفائها، وبذلك فقد حدَّد الفقهاء مسائل تبيح الطَّلاق وتجيزة استدلالاً لما جاءت به آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك:[3]

أسباب الطلاق

الطلاق بطبيعة الحال حلال مبغوض كما ورد في التشريع الربَّاني والنَّبوي لحكمه، إلا أن له أسباباً تجيزه وتجعل لمشروعيته أصلٌ مباح، ويمكن تقسيم أسباب الطلاق إلى فئتين هما:

المَعلوم في حقّ الزّوج على زوجته أن تصونُه وتصبر عليه، وفي ذلك شأنٌ عَظيم يضمن استمرار العلاقة، وحفظ ديمومة الأسرة، إلّا أنّ الإسلام أجاز للمرأة طلب الطلاق في ظروفٍ مَخصوصةٍ تَستدعي الحاجة والضّرورة للانفصال عن زوجها، وقد جاء في الحديث الشريف ما رُوي عن رسولِ الله عليه الصَّلاة والسَّلام: (أيُّما امرأةٍ سألَت زَوجَها الطَّلاقَ في غيرِ ما بأسٍ، فحرامٌ علَيها رائحةُ الجنَّةِ)[6] وفي ذلك تعظيم لأمر الطلاق ومسألته دون وقوع الأسباب والدوافع المُقنعة لتحقيقه، ومن الأسباب الشرعيّة التي تُبيح للمرأة طلب الطلاق:[7]

جُعلَ الطلاق بملك الرجل وحده لأسبابٍ تخصُّ رجولته ومَقدرته على التحكُّم بعَواطفِه وقَراراته؛ فهو من يَتحمّل نفقات الزواج وتبعاته، ثم هو من يُلزمُ بآثار الطلاق ومُستلزماته؛ حيث إنّه الأقدر على التريُّث وضبط النفس والتحكّم بالعواطف والمُوازنة بين الخلافات،[8] ويستطيع الزوج الحكم بتطليق زوجته تحقيقاً لعلاج المَشاكل المُستعصية في أسرته إذا تحقَّقت أسبابٌ تَستدعي إنهاءَ رابطة الزوجيّة بصورةٍ مقنعة، ومن هذه الأسباب:[9]

المراجع

  1. ↑ إيمان أبو شريعة (2005)، أسباب الطلاق وآثاره على الأسرة في ضوء المنهج النبوي، ماليزيا: الجامعة الإسلامية العالمية، صفحة 2.
  2. ↑ سليمان العيسى (1415هـ)، "حكم الطلاق في الحيض"، مجلة البحوث الإسلامية، العدد 42، صفحة 212- 213.
  3. ↑ عبد المجيد الدهيشي (19/3/2013)، "الطلاق تعريفه ومشروعيته"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2017.
  4. ↑ سورة البقرة، آية: 299.
  5. ↑ رواه ابن الملقن، في خلاصة البدر المنير، عن عبد االله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2/218، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 1685، انظر شرح الحديث رقم 29710.
  7. ↑ "الأحوال التي يجوز فيها للمرأة طلب الطلاق"، إسلام ويب، 20-12-2008، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2017.
  8. ↑ محمد التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الرياض: بيت الأفكار الدولية، صفحة 192.
  9. ↑ "جملة من الأسباب التي تدعو إلى الطلاق"، إسلام ويب، 29-4-2007، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2017.