-

ما هي نتائج فتح القسطنطينية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القسطنطينية

تُعتبر مدينة القسطنطينيّة من المدن المشهورة في التّاريخ الإنسانيّ، فاشتهرت بموقعها الاستراتيجيّ، حيث إنّها تتوسّط قارتين كبيرتين، هما: آسيا، وأوروبا، ولذلك ظلّت تلك المدينة حاضرة الإمبراطوريّة الرّومانيّة والبيزنطيّة لقرونٍ طويلة، كما كانت حاضرة الأدب، والثّقافة، والفنون في كثيرٍ من المجالات.

تطلّع المسلمون لفتح المدينة

توجّهت أنظار المسلمين لهذه المدينة العريقة في ظلّ الفتوحات الإسلاميّة، وكان الداّفع هو ذكر هذه المدينة في البشارة النّبويّة، حيث بشّر النّبي عليه الصّلاة والسّلام بفتح القسطنطينيّة مادحاً الأمير الذي يفتحها، والجيش الذي يحقّق هذا الفتح والانتصار العظيم، كما كان من دوافع التّطلع الإسلامي لفتحها الأهميّة الاستراتيجيّة الكبيرة لموقعها، والأمل بأن يكون انضمامها إلى الدّولة الإسلاميّة مقدّمةً لمزيدٍ من الفتوحات الإسلاميّة.

أوّل محاولة إسلاميّة لفتح القسطنطينيّة

عرف التّاريخ الإسلامي أوّل محاولة لفتح القسطنطينيّة عام 49هـ، وتحديداً عندما كان معاوية ابن أبي سفيان والياً على الشّام، حيث أعدّ أسطولاً بحريًّا لغزو القسطنطينيّة، ومحاصرتها ولكن دون جدوى، واستمرت المحاولات الإسلاميّة لفتح القسطنطينيّة بعد ذلك عدّة مرات، ولكنها لم تفلح في فتحها؛ لمناعة حصونها، وصعوبة اختراقها.

فتح القسطنطينيّة

تكلّلت محاولات المسلمين في فتح القسطنطينية بالنّجاح في عهد الدّولة العثمانيّة، وتحديداً عندما تولّى الخلافة محمّد بن مراد الثّاني الملقّب بمحمد الفاتح، حيث توجّه بجيشه الجرّار نحو حصون القسطنطينيّة، وحاصرها حصاراً شديداً حتّى تمكّن من اختراقها، وكان ذلك في عام 1453م، وفرح المسلمون في ذلك اليوم بالفتح الإسلاميّ للقسطنطينيّة فرحاً شديداً، حيث سقطت أهمّ معاقل الإمبراطورية البيزنطيّة بيد الدّولة الإسلاميّة.

نتائج فتح القسطنطينيّة

  • سقطت عاصمة الإمبراطوريّة البيزنطيّة التي كانت تشكّل تهديداً للدّولة الإسلاميّة، وعائقاً من تشكيل أسطولٍ بحريٍّ إسلاميٍّ قويّ.
  • أصبحت للدّولة العثمانيّة قوّة يُرهب جانبها من قبل الأمم المجاورة لها، فالدّول والمدن التي كانت موجودة آنذاك في أوروبا أصبحت تسارع لطلب رضا الخليفة العثمانيّ من خلال عقد المعاهدات التي تضمن أمنها وسلامتها، مثل ما حصل مع جمهوريّة فلورنسا، وكذلك مدينة جنوا.
  • تمكّنت الدّولة العثمانيّة من السّيطرة على موقع استراتيجيٍّ يتحكّم في حركة السّفن التّجاريّة، ففي هذه المدينة مضيق البسفور الذي يربط بين البحر الأسود، وبحر ايجه في المتوسّط، وبالتّالي أصبح للدّولة العثمانيّة أسطولٌ بحريٌّ قويٌّ يتحكّم في حركة الملاحة في هذه المنطقة المهمّة من العالم.
  • أعطى الفتح الدّولة العثمانيّة نفوذاً كبيراً مكّنها من نشر ثقافتها الإسلاميّة بِحُرّية في منطقة جنوب أوروبا وشرقها، ودخل كثيرٌ من الأوروبيّين الإسلام نتيجة ذلك.