نظراً لأنّ الأطفال ،لا يستطيعون التكلم، فإنّهم يستخدمون تعابير الوجه في التواصل مع الآخرين منذ المراحل الأولى من حياتهم، فتجدهم يقومون بإيماءات في الوجه أو التواصل البصري للتعبير عما يريدون أو يشعرون، ولكن الأمر مختلفٌ تماماً عند أطفال التوحد، فتجدهم لا يقومون بأي تواصل بصري مع الآخرين، بل ينظرون إلى الأسفل عندما يتحدث معهم أحد، ولا يبدون ردة فعل كالأطفال الآخرين عند حدوث ما يستدعي ذلك.[1]
يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى قلة الكلام، أو عند بعض الأطفال عدمه تماماً، ولكن حتّى إذا قاموا بالتكلم فإنّه يمكن ملاحظة بعض المشاكل والصعوبات، حيث يلاحظ تأخر تطور الكلام لديهم، على سبيل المثال يتحدثون بأقل من 50 كلمة مختلفة بعمر السنتين، أو التواصل باستخدام كلمة واحدة فقط مع أنّهم قادرون على التحدث في جمل، أو في بعض الأحيان استخدام عبارات تعلموها مسبقاً دون أن يحاولوا تجميع الكلمات لتكوين جمل جديدة.[2]
على الرغم من أنهم لا يشكون من مشاكل في السمع إلا أن بعض هؤلاء الأطفال لا يستجيبون لمناداة الآخرين لهم ويتظاهرون أنهم لا يسمعونهم. ولديهم مشكلة في الإستجابة للطلبات، فيبدون ردود فعل سلبية وغير عادية تجاه طلبات بسيطة من قبل الأهل أو من حولهم. ولا يستجيبون أيضاً للمزاح والسخرية، فيأخذون مزاحهم على محمل الجد ولا يدركون وجود معنى آخر للكلام الذي يقال لهم.[2]
بالإضافة إلى العلامات التي تم ذكرها أعلاه، توجد عدة نقاط يجب الإنتباه لها عند مراقبة سلوك الطفل المصاب بالتوحد:[3]