إنّ سكرات الموت هي شدة الموت وآلامه وغمرته، والتي تمر بها كل نفس دون استثناء، حيثُ قال تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ)،[1] ومعناها أنّها السكرة التي كتبت لكل الناس بموجب الحكمة، وأنّها من شدتها تسبب زهوق الروح،[2] ومن العلامات الجسدية التي تدل على الموت استرخاء الأقدام، وانخساف الصدغين، وغياب سواد العين، وميل الأنف وغيرها،[3] كما يخفف الله على المؤمن هذه السكرات عندَ خروح النفس، على عكس الكافر.[4]
إنّ كلّ ما يصيب الإنسان من المصائب يكون سبباً في تكفير الذنوب ومغفرتها إذا صبرَ عليها واحتسب، فالمرض والغم والشدة وحتى الشوكة التي تصيب الإنسان تكفر له ذنوبه وله أجر الصبر على هذه المصيبة التي أصابته، ولا فرقَ بين حدوث هذه الأمور قبلَ الموت أو عندَ الموت، فالمصائب كلها كفارة ذنوب للمسلم وذلك من قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ).[5][6]
لا يمكن لأي إنسان أن يعرف بالتحديد موعدَ موته، فلا يوجد علامات معينة ومحددة تدل على اقتراب أجل الإنسان ونهاية عمره، وهذا من رحمة الله تعالى بالعباد، لأنَّ الإنسان إذا علمَ متى يموت لانغمسَ في الذنب والآثام طوالَ حياته ثُمّ تاب وأقلعَ عن الذنب قبلَ موته بقليل، وهذا لا يصح، فهذا تصرف شخص عابد لهواه لا لخالقه. والإنسان الذي لا يعرف متى يموت، سيلجأ للتوبة والعمل الصالح دائماً، وذلك لأنّه لا يدري موعدَ موته، وسيستمر على التوبة والعمل الخير حتى موته، وهذا عبد صالح محب للطاعة ومبتعد عن المعصية، لكنّ هناك علامات لا خلافَ فيها وتدل على اقتراب الموت، كالأمراض الخطيرة التي لا شفاءَ منها، والتعرض للحوادث المهلكة أو الوصول إلى أرذل العمر.[7]