تُعرّف العلامة لغةً على أنها أمارة، أو سِمة، أو إشارة تدل على شيء معين، أما يوم القيامة فهو اليوم الذي يُبعث فيه الناس للحساب،[1] ومن الجدير بالذكر أن علامات يوم القيامة من الفتن والأمور العظيمة التي تحدث في آخر الزمان كنوع من الاختبار والابتلاء ليميز الله -تعالى- الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، وقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الكثير من علامات يوم القيامة، وقد وقع جزء منها في الماضي وانتهى؛ كظهور الفتن، والتطاول في البنيان، واقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين، وكثرة الهرج، وقتال الترك، ومنها ما قد وقع مباديه ولم يستحكم؛ كظهورالدجالين وأدعياء النبوة، وكثرة الزلازل، وتقارب الزمان، ومنها ما لم يتحقق بعد، ولكنه سيقع في المستقبل، كعلامات الساعة الكبرى؛ ومنها طلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، والدجال، وغيرها.[2]
اقتضت حكمة الله -تعالى- بأن يجعل موعد القيامة من علم الغيب الذي استاثر به وحده، ولم يطلع عليه أحداً من خلقه لا نبي مرسل، ولا ملك مقرب، فقد قال عز وجل: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)،[3] ولكن من فضل الله -تعالى- على عباده أن جعل ليوم القيامة علامات تدل على اقترابه، وقد قسّم العلماء هذه العلامات إلى كبرى وصغرى، ويمكن القول أن علامات الساعة الكبرى هي الأحداث التي تدل على قرب يوم القيامة، ففي حال ظهورها تتبعها القيامة مباشرة.[4]
وقد ورد ذكرها في الحديث الذي رُوي عن حذيفة بن أسيد الغفاري -رضي الله عنه- أنه قال: (اطَّلعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليْهِ وسلَّمَ مِن غرفةٍ ونحنُ نتذاكرُ السَّاعةَ فقالَ: لاَ تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَكونَ عشرُ آياتٍ طلوعُ الشَّمسِ من مغربِها والدَّجَّالُ والدُّخانُ والدَّابَّةُ ويأجوجُ ومأجوجُ وخروجُ عيسى ابنِ مريمَ عليْهِ السَّلامُ وثلاثُ خسوفٍ خسفٌ بالمشرقِ وخسفٌ بالمغربِ وخسفٌ بجزيرةِ العربِ ونارٌ تخرجُ من قعرِ عدنِ أبيَنَ تسوقُ النَّاسَ إلى المحشرِ).[5][4]
أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ظهور المسيح الدجال علامة من علامات الساعة الكبرى، وكان يستعيذ من فتنته دبر كل صلاة، ومن الجدير بالذكر أن فتنة المسيح الدجال من أعظم الفتن التي ستعصف في البشرية في آخر الزمان، لا سيما أنه منبع الكفر والضلال، وله من الآيات، والخوارق، والعجائب ما يفتن به الناس؛ كإنزال المطر من السماء، وإحياء الأرض، وغيرها من الأمور الخارقة للطبيعة، وقد سُمي الدجال بالمسيح لأن عينه ممسوحة لا يرى بها، وقد حذّر جميع الأنبياء أممهم من فتنة الدجال، وحذر منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووصفه وصفاً دقيقاً، ومن أهم أوصافة أنه أعور العين، وأخبر -عليه الصلاة والسلام- أن الدجال يمكث في الأرض أربعين يوماً؛ يوماً كسنة ، ويوماً كشهر، ويوماً كأسبوع، وسائر أيامه كأيامنا.[4]
يعتقد اليهود والنصارى أن عيسى بن مريم -عليه السلام- قد صلب وقُتل، وفي الحقيقة أنه لم يقتل ولم يصلب ولكن الله -تعالى- رفعه إلى السماء، مصداقاً لقوله تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)،[6] وقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن عيسى -عليه السلام- سينزل في آخر الزمان، ويكون نزوله علامة من علامات يوم القيامة الكبرى، وذلك بعد أن يُفسد الدجال في الأرض، فينزل عيسى -عليه السلام- عند المنارة البيضاء في دمشق، فيقتل المسيح الدجال، ويكسر الصليب، ويذبح الخنزير، ويحكم بالقسط، ويعم الخير.[7]
يأجوج ومأجوج هم قبائل عظيمة العدد من ذرية آدم عليه السلام، وقد ذكرهم الله -تعالى- في القرآن الكريم في سورة الكهف، حيث أخبر -عز وجل- أن ذو القرنين بنى عليهم سداً بعد أن اشتكى إليه الناس من ظلمهم وفسادهم، وبيّن الله -تعالى- أن هذا السد سيمنعهم من الخروج وسيبقون وراءه إلى أن يأذن الله لهم بالخروج في آخر الزمان، حيث قال تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا* قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا)،[8] وقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن سد يأجوج ومأجوج قد فُتح في عصره فتحة صغيرة، وسيكون خروجهم بعد نزول عيسى -عليه السلام- وقتله للمسيح الدجال.[9]
يعد طلوع الشمس من مغربها علامة على قرب يوم القيامة، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ مِن مَغْرِبِها آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أجْمَعُونَ فَيَومَئذٍ "لا يَنفَعُ نَفسًا إيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت في إيمانِها خَيرًا").[10][11]
بعد أن يعم الأرض الشر والفساد في آخر الزمان، يُخرج الله -تعالى- دابةً عجيبةً خارجةً عن المألوف للبشر، حيث تخاطب الناس وتكلمهم، لتكون علامة على قرب يوم القيامة، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ).[12][11]
فقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من علامات القيامة الكبرى ثلاثة خسوف؛ خسف في المشرق، وخسف في المغرب، وخسف في جزيرة العرب.[4]
أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن آخر علامات الساعة نارٌ عظيمة تخرج من قعر عدن وتحشر الناس إلى المحشر.[11]