ما هي مراحل نمو الطفل
النُّموّ
يمكن تعريف النُّموّ بأنَّه: مجموعة من التغيُّرات التي تحدث بشكل مُنتظم، والتي تظهر في جوانب الإنسان التكوينيّة، والوظيفيّة جميعها، وتحدث هذه التغيُّرات خلال فترات زمنيّة مُحدَّدة، ومن الجدير بالذكر أنَّ السلوك الإنسانيّ يرتبط بالنُّموّ ارتباطاً وثيقاً؛ فيُعرَّف السلوك بأنَّه: النشاطات التي يُمارسها الإنسان، عِلماً بأنَّه يخضع لمجموعة من التغيُّرات التي تكون محكومة بأسلوب مُنظَّم، وضمن فترات زمنيّة مُحدَّدة، وبالتالي إنَّ هذه التغيُّرات التي تحدث للسلوك تُسمَّى (النُّموّ).[1]
مراحل نُموّ الطفل
صنَّف عُلماء النفس مراحل النُّموّ إلى أربع مراحل، تتمثَّل كما يأتي:
مرحلة ما قبل الولادة
وتكون هذه المرحلة من بداية تكوُّن الجنين داخل رَحْم الأُم؛ أي مُنذ لحظة إخصاب البويضة، وحتّى عمليّة الولادة، وخروجه إلى عالَمه الحقيقيّ، ولهذه المرحلة أهمّية خاصّة؛ لما يكون فيها من التأسيس السليم للنُّموّ الحيويّ النفسيّ، وعلى الرغم من عدم وجود اتصالات عصبيّة بين الأُم، والجنين، إلّا أنَّ الجنين قد يتأثَّر بالحالة الانفعاليّة للأُم.[2]
ويَمرُّ الجنين في هذه المرحلة بثلاث مراحل؛ الأولى تُسمَّى (مرحلة البذرة)، وتبدأ تتشكَّل في الأسبوع الأوّل، والثاني من الحمل، والمرحلة الثانية تُسمَّى (المُضغة)، وتبدأ بالتشكُّل من الأسبوع الثالث إلى نهاية الشهر الثاني، وتتقدّم عمليّة النُّموّ في هذه المرحلة بوتيرة مُتسارِعة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأُم خلال هذه الفترة تكون مُعرَّضة بشكلٍ كبير لعمليّة الإجهاض، أمَّا المرحلة الثالثة فهي مرحلة (الجنين)، والتي تبدأ من نهاية الشهر الثاني.[2]
مرحلة الرضاعة
هناك بعض الخصائص التي يتمتَّع بها الطفل خلال مرحلة الرضاعة، وهذه الخصائص تشمل الجانب الجسميّ، والتي تكون فيها أجهزة الجنين جميعها قد اكتملت، وأصبحت قادرة على أداء وظائفها، مثل: التنفُّس، والامتصاص، والبَلْع، والهَضْم، ويكون الجلد لديه مائلاً إلى الحُمرة، وفي أغلب الأحيان يكون حَجْم الرأس أكبر من الجسم، وتكون العضلات لديه ضعيفة، وليّنة، أمَّا الجانب الثاني في هذه المرحلة فهو الجانب الحركيّ، حيث يصبح الطفل قادراً على تحريك رأسه، ثمّ الجذع، ثمّ الأطراف، وفي الشهر الرابع يستطيع الطفل الجلوس بمُساعدة الوالدَين، وفي نهاية العامَين يستطيع الطفل تَسلُّق السلالم، أمَّا عن الجانب الحسِّي لديه؛ فتكون بعض الحواسّ ضعيفة، مثل: السمع، والبَصَر، والتذوُّق؛ إذ لا يستطيع الطفل في البداية الاستماع إلى الأصوات إلّا إذا كانت عالية، وفي الجانب اللُّغويّ يُصدر الطفل أصواتاً تلقائيّة، ثمّ تُصبح هذه الأصوات مُناغاة، وفي نهاية العام الأوَّل يستطيع الطفل نُطق كلمة، أو كلمتين، مثل: بابا، وماما، عِلماً بأنَّه في نهاية العام الثاني تُصبح حصيلة الطفل اللُّغوية تقارب 250 كلمة.[3]
مرحلة الطفولة المُبكِّرة
تبدأ هذه المرحلة مع بداية العام الثالث إلى العام الخامس، وهي تتميَّز ببعض الخصائص؛ فيكون الطفل مُقاوِماً لوالديه، ولا يهتمّ بالأوامر، وغالباً ما تكون انفعالاته سلبيّة؛ فيكون كثير الغضب، والرفض، ويُحبّ الطفل في هذه المرحلة الحركة، واللعب، واستكشاف الأشياء عن طريق فكِّها، وتركيبها، وتَكثُر في هذه المرحلة أسئلة الطفل، كما أنَّه يَكتسِب النُّموّ اللُّغوي، والحركيّ بشكلٍ سريع، وفي هذه المرحلة أيضاً تكون بداية التنميط الجنسيّ؛ أي تقليد الولد للأمور التي يُمارسها الرجال، كالحلاقة، وتقليد الأُنثى للأمور التي تُمارسها الإناث، كوضع المكياج، وفي نهاية هذه المرحلة يستطيع الطفل معرفة الصحيح من الخاطئ، ومعرفة الممنوعات، والمرغوبات.[3]
مرحلة الطفولة الوُسطى
يمكن تسمية هذه المرحلة أيضاً بمرحلة (الطفولة الهادئة)؛ وذلك بسبب انخفاض النُّموّ الجسمي مُقارنة بالمراحل السابقة، وتمتدُّ هذه المرحلة من العام 7-12 سنة، إلّا أنَّه من المُعتاد أن تُدعَى المرحلة العُمريّة من 7-9 سنوات ب(الطفولة الوُسطى)، والمرحلة العُمريّة من 10-12 سنة ب(الطفولة المُتأخِّرة)، وفي هذه المرحلة في العادة يبدأ الطفل باستبدال الأسنان اللبنيّة التي لديه بالدائمة، ويبدأ بالتفاعُل الاجتماعيّ الخارجيّ، ويُكوِّن الصداقات خصوصاً مع بداية دُخوله إلى المدرسة، وتُصبح حاسّة اللمس لديه قويّة، ودقيقة، وبما أنَّه قد بدأ بتشكيل الصداقات، بالتالي يميل الطفل إلى اللعب مع أبناء جنسه؛ فالذكور مع الذكور، والإناث مع الإناث، ويكون النُّموّ الانفعاليّ لديه مُقارنة مع المراحل السابقة قد بدأ بالثبات، والاستقرار، ويستطيع الطفل في هذه المرحلة التحكُّم بعمليّات الإخراج بشكلٍ كامل، ومن الجدير بالذكر أنَّه يمكن حدوث عمليّات التبوُّل اللاإراديّ في هذا السنّ؛ وقد يرجع السبب إلى بعض الاضطرابات النفسيّة، أو لمرض مُعيَّن لدى الطفل؛ ولذلك تُفضَّل استشارة طبيب مُختصّ، وتلعب المدرسة في هذه المرحلة دوراً كبيراً في النُّموّ اللُّغوي، والعقليّ لدى الطفل؛ حيث تزيد من الحصيلة اللُّغوية لديه، ويكون الطفل قادراً على القراءة، والكتابة، والحساب، كما أنَّه يكون أكثر قُدرةً على التركيز، والانتباه، ويُصبح التذكُّر لديه مبنيّاً على أساس الفَهْم، وبالتالي يستطيع الطفل في هذه المرحلة حِفْظ القصص، وسردها.[3]
مراحل النُّموّ
تُقسَّم المراحل العُمريّة للإنسان على مدى حياته مُنذ تكوينه في أحشاء أُمّه، وحتى الممات على النحو الآتي:[4]
- مرحلة ما قبل الولادة: وتشمل الحياة الجنينيّة للطفل مُنذ الإخصاب، وحتى الميلاد.
- مرحلة المَهْد: وتكون هذه المرحلة مُنذ الولادة، وحتى الأسبوع الثاني.
- مرحلة الرضاعة: وتمتدُّ من نهاية الأسبوع الثاني إلى عُمر السنتَين.
- مرحلة الطفولة المُبكِّرة: وتبدأ من عُمر 2-6 سنوات.
- مرحلة الطفولة المُتأخّرة: وتبدأ من سنِّ 6-10 سنوات للإناث، ومن سنِّ 6-13 سنة للذكور.
- مرحلة البُلوغ : تبدأ من سنِّ 10-13 سنة للإناث، وسنِّ 13-14 سنة للذكور.
- مرحلة المُراهَقة: تمتدُّ من سنِّ 13-17 سنة للإناث، و 14-17 سنة للذكور.
- مرحلة الرُّشد: وتتفرَّع إلى قسمَين؛ مرحلة الرُّشد المُبكِّر، وتمتدُّ من 21-40 سنة، ومرحلة وسط العُمر، وتمتدُّ من 40-60 سنة.
- مرحلة الشيخوخة، أو الكُهولة: وتبدأ من 60 سنة حتى الممات.
المراجع
- ↑ "معنى النمو"، كلية التربية الاساسية، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2018. بتصرّف.
- ^ أ ب د.عباس عوض، مدخل الى علم نفس النمو، صفحة 58-61. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد ابو جعفر، علم نفس النمو، صفحة 85-99. بتصرّف.
- ↑ د.عباس عوض، مدخل لعلم نفس النمو، صفحة 52. بتصرّف.