-

ما هي سنن الفطرة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سنن الفطرة

أمر الله -تعالى- عباده بالسير على منهجه المشتمل على القرآن الكريم والسنة النبوية، وجعل الانحراف عنهما سبباً في الشقاء في الدنيا والعذاب في الآخرة، بالتالي فإنَّ الاهتداء إلى طريق الجنة يكون باتباع القرآن الكريم والسنة النبوية، وهما الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالناس مفطورون على محبة الخير وكراهية الشر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وإعْفاءُ اللِّحْيَةِ، والسِّواكُ، واسْتِنْشاقُ الماءِ، وقَصُّ الأظْفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبِطِ، وحَلْقُ العانَةِ، وانْتِقاصُ الماءِ)،[1] والذي يظهر من الحديث أنَّ الإسلام اعتنى بظاهر الإنسان وأن يكون بأجمل منظر، كما اعتنى بجوهره.[2]

إن إهمال الإنسان لجسده وملابسه سبباً في بعد الناس عنه، مما يُظهره بصورةٍ سيئةٍ عند الآخرين، والمتأمّل في الحديث يُدرك أن العناية المطلوبة تكامليّة لا تقتصر على عضوٍ دون آخرٍ، فمن الاهتمام بالشارب واللحية، إلى العناية بالفم والأسنان باستخدام السواك، ونتف الإبط وحلق العانة والاستنجاء، يُظهر لنا أهميّة ذلك،[2] أمَّا عن هذه السنن بالتفصيل فهي:[3]

  • قصّ الشارب: ولا خلاف بأنَّ قص الشارب من السنة.
  • إعفاء اللحية: وهو من خصال الفطرة التي دعا إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث.
  • استخدام السواك: والسواك أي الآلة التي يُستاك بها.
  • غسل البراجم: والبراجم هي رؤوس السلاميات، وقد اتفق العلماء على استحباب غسلها.
  • نتف الإبط: وقد اتفق العلماء على أنَّه من السنة، والنتف مستحبّ مع جواز الحلق، والمقصود به تحقيق النظافة.
  • الختان: وقد اختلف الفقهاء في حكمه، فذهب الحنفية والمالكية وفي روايةٍ عن الإمام أحمد أنَّه سنة، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنَّه واجب.
  • تقليم الأظافر: أجمع العلماء على أنَّه من السنن في حق الرجال والنساء، وسواء فيه الرجلان واليدان.
  • حلق العانة: على أن يقوم المرء بحلقها بنفسه.
  • المضمضة والاستنشاق.

الطهارة

اعتنى الإسلام بالإنسان، فقد خلقه الله -تعالى- في أحسن صورة، وأمره بالعناية بمظهره؛ حيث تشتمل هذه العناية على الاهتمام بالنظافة الشخصية من الداخل والخارج؛ بهدف تَحقيق الطهارة والابتعاد عن سائر النجاسات، فيعيش الإنسان على فطرة الله -تعالى- والخصال التي تجعل منه شخصاً أفضل، ولا يخفى على أحدٍ كم عانت البشرية قديماً ولقرونٍ طويلةٍ من قيود الجهل والتقليد الأعمى إلى أن أشرق الكون بنور الوحي الذي جاء حاملاً إلى الناس العلم وتجلية دقائقه وحقائقه على يد نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء بالدعوة إلى التفكّر وكشف أسرار وخفايا الكون، ويعدّ الحديث عن الطهارة من أول ما أمر به الإسلام، وهذا يُظهر أهميتها مكانتها الرفيعة في الإسلام، وقد امتدح الله -تعالى- رجالات قباء لحرصهم على الطهارة.[4]

وقد وضَّح النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الطهارة شطر الإيمان، وأنَها سببٌ من أسباب تكفير الذنوب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما مِن مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ، فيُتِمُّ الطُّهُورَ الذي كَتَبَ اللَّهُ عليه، فيُصَلِّي هذِه الصَّلَواتِ الخَمْسَ، إلَّا كانَتْ كَفّاراتٍ لِما بيْنَها)،[5] وجُعل الوضوء سبباً في دخول الجنة، وقد وعد النبي -صلى الله عليه وسلم- من داوم على الوضوء بظهوره أمام الناس يوم القيامة بصورة يُغبط فيها على بياضه الناصع ونوره الذي يشعّ من أجزاء جسمه التي بلّلها الوضوء، ولم يكتفِ الإسلام بالاعتناء بطهارة البدن، وإنَّما تعدّى ذلك إلى طهارة الأرض والثياب التي تُعدّ شرطاً من شروط صحة الصلاة، فيكون المسلم بذلك الأنظف بدناً والأنقى ثياباً والأطيب ريحاً.[4]

خصال تخالف الفطرة

يقوم المسلمين في هذا الزمان بمخالفةٍ صريحةٍ لخصال الفطرة بحجة الموضة، ومن هذه المخالفات:[6]

  • إسبال الثياب: أنعم الله -تعالى- على عباده بنعمة اللّباس بغرض ستر العورة وتجميل الهيئة، ولا شكّ أنَّ لباس التقوى هو أكثر ما يُزيّن الإنسان، إلا إنَّ من المسلمين من ابتعد عن تعلّم أحكام الدينن مما أدّى به إلى اختفاء معالم الشريعة من حياتهم وترك السنة النبوية، وبالتالي التعدّي بفعل المحرمات، وقد تناسى الكثير منهم حرمة إسبال اللّباس، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إزرةُ المسلمِ إلى نصفِ السَّاقِ، ولا حرجَ -أو لا جُناحَ- فيما بينَهُ وبينَ الكعبَينِ، ما كانَ أسفلَ منَ الكعبَينِ فَهوَ في النَّارِ، مَن جرَّ إزارَهُ بطرًا لم ينظرِ اللَّهُ إلَيهِ).[7]
  • حلق اللحية: فقد ذهب الفقهاء إلى إعفاء اللحية وعدم حلقها، ويُشار إلى أنَّه يُحسن الأخذ من طولها وعرضها إذا عظُمت، وقد سار الصحابة على خطى النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل أقواله وأفعاله، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يُعفي لحيته لما فيها من جمال الهيئة وكمال الوقار.
  • التبرُج: ويظهر التبرُج في كل زينة تقصد بها المرأة لفت أعين الرجال الأجانب إليها، وتعدُ ظاهرة التبرُج من المشكلات التي يجب معالجتها لما تتسبُب به من انتشار الفساد في المجتمعات، وقد نهى الله -تعالى- النساء عن التكسُر في المشي والخضوع في الكلام بصريح آيات القرآن الكريم.

يعدّ الختان من محاسن الشرائع، فهو مكمّلٌ لخصال الفطرة، وأصل مشروعيته لتكميل الحنيفية ملّة إبراهيم، ويكون ختان الأطفال خلال عامهم الأول من أعمارهم سبباً في تحصيل المكاسب الصحية؛ كالوقاية من الالتهابات الموضعية في القضيب، والتهابات حشفة القضيب، مما يتطلّب إجراء الختان لعلاجها، أمَّا إذا أزمنت فإنَّها تعرّض الطفل للعديد من الأمراض والتي من أبرزها سرطان القضيب، كما ويعدّ الختان سبباً في وقاية الزوجة من سرطان عنق الرحم،[8] وهو واجبٌ في حق الرجال وسنةٌ في حق النساء، والضابط في حكمه أنَّ مصلحته في حق الرجال تعود إلى أحد شروط الصلاة، وهو شرط الطهارة؛ لأنَّه بقاء القلفة يؤدّي إلى تجمّع البول، أمَّا بالنسبة للنساء فإنَّ الغاية منه طلب الكمال وليس إزالة الأذى.[9]

المراجع

  1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 261، صحيح.
  2. ^ أ ب حسين الحسنية، "عشر من الفطرة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2019. بتصرّف.
  3. ↑ عبد الأحد أحمدي (26-11-2015)، "أحكام خصال الفطرة"، www.fiqh.islammessage.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب د. حذيفة الخراط (16-1-2012)، "من الإعجاز العلمي في السنة النبوية سنن الفطرة نموذجا "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2019. بتصرّف.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 231، صحيح.
  6. ↑ "خصال تخالف الفطرة"، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2019. بتصرّف.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 4093، صحيح.
  8. ↑ "فوائد الختان الصحية والشرعية"، www.islamqa.info، 14-4-2001، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2019. بتصرّف.
  9. ↑ محمد العثيمين (1-12-2006)، "ما حكم الختان في حق الرجال والنساء"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2019. بتصرّف.