ما هي أعراض نوبات الهلع طب 21 الشاملة

ما هي أعراض نوبات الهلع طب 21 الشاملة

نوبات الهلع

قد نلحظ كثيرين من الذين نقابلهم في هذه الحياة ومن أولئك الذين نقربهم يتصرّفون بسولكٍ غير مفهوم، وقد تجد في نفسك دهشة من هذا الشيء وقد يعجز لسانك عندما يسألك سائل وحبّذا لو كان طفلاً صغيراً، فيقول وبكل لسان مستغرب ومتعجب ما هذا وما الذي جعل فلاناً يقدم على مثل هذه الأفعال غير المفهومة؟!

نسمع الكثير من المصطلحات التي تتكفّل بالتّعبير عن هذه الحالات حتى وإن كان المختصّون قد اختاروها مجازاً، فتجد البعض يسمّيها نوبات عصبيّة، وهناك آخرين يسمّونها "الخوفة" وهناك من لا يجد لما يحدث مع هؤلاء المصابين إلا تفسيراً واحداً أنّ كلّ ما يحدث هو نتيجة أحداث قد واجهوها صغاراً، أمّا الاسم الذي يجمع عليه العلماء والأطباء هو"نوبات الهلع"، فالهلع هو حالة خاصّة من حالات الخوف والرعب الكثيرة التي يتعرّض لها الأفراد في المجتمعات، والمعاملة اليومية بشكل خاص وفي الحياة بشكل عام، فمنها ما قد يكون نتيجة الحروب التي تعيشها الشعوب كافّة، فما هي أسباب هذه النّوبات؟ وما هي الأعراض التي تظهر عليهم؟ وهذا سيكون الموضوع الذي سنتناوله في هذا المقال.

الأعراض

في الحديث عن أعراض نوبة الهلع التي تظهر على المصابين يجب أن نخلص لتعريف واضح لهذه النّوبات، فهي عبارة عن مدّة زمنيّة يظهر على صاحبها الخوف الكبير، وليس لها وقت محدد أو موعد محدد أيضاً، ويمكن القول بشكل آخر أنّها شعور كبير بالرعب الذي يرّف له القلب، حيث إنّها تأتي دون أي سابق إنذار، ومن الجدير بالذّكر أيضاً في هذا الموضوع أنّ هذه الأعراض ليست أمراً مخيفاً، حتى المرض نفسه ليس بالشيء الذي يدعو للقلق والتّوتر، ولكن علينا التّعامل مع هذه الأعراض ومع هذه العلّة بالشّكل المناسب فهي عبارة عن إشارات من الدّماغ للجسم وهو إنذار بأنّ هناك شيء ما يهدد الجسم، ومن الأعراض التي تظهر على المصابين التالي:

كما نجد أنّ هذه الأعراض وغيرها لا تشكّل الخطر الكبير على الأشخاص، إلّا في بعض الحالات قد تقود أصحابها لإيذاء أنفسهم، فيجدر بنا التّعامل مع هذه المواقف بشكل جيّد كي نتفادى كل العواقب المؤديّة لأعراض أخرى، وفي ظل الحديث عن النّوبات والهلع، فهناك نوع خطير جداً من النّوبات يسمى عند المختصّين بمرض "رهاب السّاح" فهذا المرض لا يشبه نوبات الهلع في الأسباب، لكنّهما قد يشتركان في الغالب في الأعراض لكلا المرضين، فقد ذكرنا بعض أسباب الهلع، أمّا عن أسباب رهاب السّاح وتعريفه، فهو نوع من نوبات الهلع ولكنّه يختصّ بنوع معيّن وهو التّوجس والخوف من الذّهاب لأماكن معيّنة، تلك الأماكن التي إذا أصابتك فيها نوبات الهلع فلا يمكن السّيطرة عليها أو الحصول على مساعدة، فهي اضطرابات متكررة، وتوجس من الإصابة بنّوبات أخرى غير متوقعة الحدوث، ومن هذه الأماكن السّاحات الواسعة والجسور والصّحاري ومناطق السّفاري البعيدة وغيرها ما هو على نحوها.

علاج المرض

لعلاج هذه النّوبات فهناك نوعان من العلاج، فمنها ما يتعلق بالفكر والمعرفة فنؤثر بها على المصاب فينسى كل ما قد ظهر له من خيالات أصابته بهذا المرض، ومنها ما يتعلق بالجسد وتصب هذه الطّريقة في محاولة إراحة الجسد بشكل كامل وحصوله على الاسترخاء الذي يريح الأعصاب والعضلات، فيمكن العلاج بما يلي:

علاج الفكر والمعرفة

في هذا النّوع من العلاج يقوم الطّبيب أو المختصّ بالتّعرف في البداية على جميع الأفكار المريضة والأوهام التي رسمها المريض لنفسه، ويحاول بكل جهده أن يجد كل هذه الأفكار ويحصرها، ثم يبدأ بالعمل على تبديلها لأفكار إيجابيّة وتصّورات صحيحة ليست واهمة تضرّ بصحته وعقله، وعلى هذا النّحو يمكن إقناع المريض أنّ الأعراض التي تظهر عليه هي نتيجة لما تلّقاه من تصّورات وأفكار قد ألحقت به الضّرر وقد تؤدّي لإيذائه أو القضاء عليه، فيبدأ المريض بالخوف على نفسه من نفسه ومن شبح أعماله التي لا وعي له عليها، وهذه من الخطوات الهامّة في علاج هذا النّوع من الإصابات، فيعمل على استدعاء جميع الأفكار الحسنة حين شعوره بأنّه قد يصاب بهذه النّوبة.

العلاج البدني والجسمي

يقسم هذا العلاج لطريقتين مهمتين وهما:

أمّا عن الحديث في هذا الموضوع والعلاج، فلا يمكن للمريض أن يتخلّص من هذا المرض نهائياً، إلّا إنّن قرّر هو هذا، فلا يمكنه السّيطرة على جميع أوهامه إلّا إذا استمرّ بتدريب نفسه وملئها بالأفكار الجيدة، ويبعدها عن كل الأفكار السّيئة، وإن أراد أن يريح جسمه فلا بدّ أن يجعل لنفسه جلسات استرخاء إضافيّة، كي يحصل على الرّاحة التّامة التي تعظيها نفسه له، فإن حصل المريض على القبول الذّاتي فليبشر بعلاج وصفحات مطويّة من المرض ومن النّوبات التي قد تضيّق عليه حياته وتجعل له مشاكل اجتماعيّة أخرى، وقد تقوده لعقد نفسيّة هو بغنى عنها في حياته، فإن أراد المريض العلاج نهائياً، فليفتح مع نفسه صفحة علاج تنسيه كل ما قد فات، وتجعله إنساناً أكثر حيويّة ونشاط، وتزرع في نفسه حب الحياة والعمل، فيتحوّل من شخص مريض لإنسان معطاء في المجتمع وله بصمته التي لا تنسى.