ما هي أعراض الأذن الوسطى
التهاب الأذن الوسطى
لأذن الإنسان دورٌ مهمٌ في المحافظة على توازن الجسم، إضافةً إلى كونها العضو المسؤول عن السمع. وللأذن ثلاثة أجزاءٍ رئيسيةٍ، وهي: الأذن الخارجية (بالانجليزية: External ear)، والأذن الوسطى (بالإنجليزية: Middle ear)، والأذن الداخلية (بالإنجليزية: Inner ear). وتحتوي الأذن الوسطى على ثلاث عظيماتٍ (بالإنجليزية: Ossicles) صغيرة الحجم، وهي: المطرقة (بالإنجليزية: Malleus)، والسندان (بالإنجليزية: Incus)، والركاب (بالإنجليزية: Stapes)، إذ تعمل هذه العظيمات على تضخيم الصوت ونقل الموجات الصوتية إلى الأذن الداخلية. كما تحتوي الأذن الوسطى على قناة استاكيوس (بالإنجليزية: Eustachian tube)، وهي قناةٌ تربط بين الأذن الوسطى ومؤخرة التجويف الانفي، وتساعد هذه القناة على موازنة الضغط داخل الأذن الوسطى، ويُعدّ ذلك ضروريّاً لنقل الموجات الصوتية بالشكل المطلوب.[1]
وفي الحقيقة، إنّ التهاب الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Otitis Media)، يتمثل بحدوث عدوى تصيب الأذن الوسطى نتيجة تجمّع السوائل فيها وعدم تصريفها، كما قد يحدث في حالات الحساسية، ونزلات البرد، واحتقان الحلق، والتهابات الجهاز التنفسي، وغيرها. ويُعدّ التهاب الأذن الوسطى من المشاكل الصحية التي غالباً ما تصيب الأطفال، إذ يُعدّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى؛ وذلك نظراً لحجم وشكل قناة استاكيوس لديهم، بالإضافة إلى أنّ جهازهم المناعي لا يزال في بداية تطوّره، وقد تزداد احتمالية الإصابة بهذا الالتهاب عند بدء ذهاب الأطفال إلى الحضانة. ومن الجدير بالذكر أنّ نسبة الإصابة به تبدأ بالتضاؤل بعد سنّ الخامسة.[2][3][4]
أعراض التهاب الأذن الوسطى
يُسبّب التهاب الأذن الوسطى شعور المصاب بعدة أعراضٍ أو ظهور بعض العلامات عليه، وتشكّل هذه الأعراض والعلامات دوراً مهماً في تشخيص المرض بالإضافة إلى التاريخ المرضي للمصاب، كما يلجأ الطبيب إلى استخدام بعض الأجهزة للمساعدة على تشخيص الحالة، مثل؛ منظار الأذن الهوائي (بالإنجليزية: Pneumatic otoscope)، وجهاز قياس ضغط الهواء على طبلة الأذن (بالإنجليزية: Tympanometry)، وغيرهما. ومن أبرز أعراض التهاب الأذن الوسطى التي قد يعاني منها المصاب ما يأتي:[3][4]
- المعاناة من ألم الأذن.
- خروج سوائل من الأذن.
- الشعور بالضغط أو الامتلاء في الأذن المصابة.
- الشّعور بصوت فرقعةٍ أو طقطقةٍ في الأذن.
- المعاناة من ضعف السمع.
- المعاناة من الصداع.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة مئوية أو أكثر.
- المعاناة من الدوخة.
كما أنّ هناك مجموعةٌ من العلامات التي قد تظهر عل الطفل المصاب، والتي قد تشير إلى إصابته بالتهاب الأذن الوسطى؛ ومنها:[4]
- قيام الطفل بسحب أو شدّ أذنه المصابة.
- انزعاج الطفل، وبكاؤه بشكل أكثر من المعتاد.
- معاناة الطفل من صعوبة النوم.
- عدم استجابة الطفل للأصوات، أو ملاحظة ضعف قدرته على سماع الأصوات.
- معاناة الطفل من فقدان الشهية.
أنواع التهاب الأذن الوسطى
ولالتهاب الأذن الوسطى عدة أنواعٍ، وهي على النحو الآتي:[2][3][4]
- التهاب الأذن الوسطى الحاد (بالإنجليزية: Acute otitis media): ويحدث هذا النوع من الالتهاب بشكلٍ مفاجئ، كما يُشفى منه المصاب خلال أسبوعٍ واحدٍ في أغلب الحالات. وتتسبّب العدوى البكتيرية بمعظم حالات الالتهاب الحاد، مثل؛ بكتيريا المكورة الرئوية (بالإنجليزية: Streptococcus pneumoniae)، وبكتيريا المستدمية النزلية (بالإنجليزية: Haemophilus influenzae)، وغيرهما، كما تُعدّ العدوى الفيروسية مسؤولة عن ثلث حالات التهاب الأذن الوسطى الحاد.
- التهاب الأذن الوسطى المزمن (بالإنجليزية: Chronic otitis media): حيث لا يختفي الالتهاب في هذه الحالة، ويستمر لفترةٍ طويلة، كما قد يتكرر عدة مرات في غضون أشهرٍ أو سنوات. وقد لا يُسبّب هذه النوع الشعور بألمٍ في الأذن المصابة، وإنّما قد يعاني المريض فيه من نزوح السوائل من الاذن، ومن فقدان السمع كذلك، ويرافقه عادةً تمزّق أو ثقب طبلة الأذن (بالإنجليزية: Tympanic Membrane Perforation).
- التهاب الأذن الوسطى مع الانصباب (بالإنجليزية: Otitis media with effusion): وهذا يعني تجمّع السوائل والمخاط في الأذن الوسطى حتّى بعد اختفاء العدوى. وقد يستمر هذا الالتهاب لعدة شهور، كما قد يؤثر في سمع المصاب.
علاج التهاب الأذن الوسطى
غالباً ما تُشفى معظم حالات التهاب الأذن الوسطى وحدها دون اللجوء إلى أيّ علاج، وذلك في غضون أسبوع إلى أسبوعين؛ حيث يشعر المصاب بالتحسن وباختفاء الأعراض تدريجياً في الأيام الأولى للمرض. لذلك توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (بالإنجليزية: American Academy of Pediatrics) والأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة (بالإنجليزية: American Academy of Family Physicians) باتباع خيار الانتظار والترقّب لمدة يومين في حال ألم الأذن الخفيف، ومتابعة سير المرض دون تناول أيّة أدوية. وفي حال استمرار الالتهاب وأعراضه، يمكن اللجوء إلى بعض العلاجات للتعامل مع المرض وتخفيف أعراضه؛ ومنها:[3][5]
- تسكين الألم الناجم عن التهاب الأذن: وذلك بوضع كمّاداتٍ دافئةٍ على الأذن المصابة، أو استخدام الأدوية المُسكّنة للألم والتي تُصرف دون وصفةٍ طبيةٍ؛ كالباراسیتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen). ويجدر التنبيه إلى ضرورة تجنّب استخدام دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) للأطفال أو المراهقين، دون استشارة الطبيب.
- وصف المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics): تبقى فاعلية هذه الأدوية في علاج التهاب الأذن الوسطى محل جدلٍ بين الأطباء، فقد تنحصر فائدتها على تقليل المدة التي يعاني فيها المصاب من الأعراض والعلامات المختلفة، ولكنّها لا تمنع تكرار حدوث العدوى مرةً أخرى. ويُعدّ دواء أموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin) أفضل هذه الأدوية، وفي حال عدم فاعليته قد يتمّ اللجوء إلى تركيبة تريميثوبريم - سلفاميثوكسازول (بالإنجليزية: Trimethoprim-Sulfamethoxazole) أو لتركيبة إريثروميسين - سلفاميثوكسازول (بالإنجليزية: Erythromycin-Sulfamethoxazole).
- تركيب أنبوب في الأذن المصابة (بالإنجليزية: Ear tubes): حيث يقوم الطبيب بإجراء عملية يقوم فيها بتركيب أنبوبٍ صغيرٍ يُسمّى أنبوب فغر الطبلة (بالإنجليزية: Tympanostomy tube) في فتحةٍ يتم صنعها في طبلة الأذن، ويعمل هذا الأنبوب على تصريف السوائل الموجودة في الأذن ومنع تجمعها، ويتم اللجوء إلى ذلك في حال التهاب الأذن الوسطى المزمن أو التهاب الأذن الوسطى مع الانصباب.
المراجع
- ↑ "Anatomy and Physiology of the Ear", stanfordchildrens.org, Retrieved 20-10-2018. Edited.
- ^ أ ب "Otitis Media", entcolumbia.org, Retrieved 20-10-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Acute otitis media", ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 20-10-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Ear infection", mayoclinic.org, Retrieved 20-10-2018. Edited.
- ↑ "Ear infection (middle ear)", www.mayoclinic.org, Retrieved 18-11-2018. Edited.