ما أسباب ارتفاع ضغط العين طب 21 الشاملة

ما أسباب ارتفاع ضغط العين طب 21 الشاملة

ارتفاع ضغط العين

يُعرّف ارتفاع ضغط العين (بالإنجليزية: Ocular hypertension) بشكل مبسط على أنّه وجود زيادة فعلية في الضغط داخل العين عن المعدلات الطبيعية (*)، ودون أن يرافق ذلك تضرر في العصب البصري وظهر البقع العمياء في ساحة الرؤية، ودون أن يكون هنالك أي مرض أو مشكلة محددة في العين تتسبب بالارتفاع في ضغط العين،[1] وهنا لابدّ من الإشارة إلى أنّ ارتفاع ضغط العين يتطلب المتابعة مع طبيب مختص كونه عامل يزيد خطر تتضرر العصب البصري وإصابة الفرد بالجلوكوما أو داء الزَرَق (بالإنجليزية: Glaucoma)؛ إذ يُشترط للقول بأنّ الشخص الذي لديه ارتفاع في ضغط العين مصاب فعلياً بمرض الجلوكوما أن يتسبب الارتفاع في ضغط العين بتضرر العصب البصري، ونقص ساحة الرؤية، أو أن يكون هنالك سبب أو مرض محدد في بنية العين تتسبب بارتفاع الضغط داخلها.[2][3]

وفي الحقيقة لا توجد دراسة واضحة لنسبة انتشار الارتفاع في ضغط العين بين الناس، ولكنّها تُقدر ما بين 4-10% من السكان الذين تزيد أعمارهم عن أربعين عاماً اعتماداً على مجموعة من الدراسات الإحصائية الكُبرى،[4] وينبغي التنبيه إلى أنّ الارتفاع في ضغط العين لا يرافقه أي أعراض أو علامات أولية يلاحظها المصاب في العادة، إلى أن يتقدم، ويبدأ العصب البصري بالتضرر والتلف، وتبدأ أعراض نقص الرؤية بالظهور والتي تتمثل بظهور بقع عمياء في الأجزاء الجانبية أو المركزية لساحة الرؤية، وبالتالي يمكن أن يكون لدى الفرد ارتفاع في الضغط داخل العين ولا يعي ذلك،[5] فالطريقة الوحيدة للكشف عن الارتفاع في ضغط العين تكون بالخضوع لفحص لقياس الضغط داخل العين (بالإنجليزية: Tonometry) لدى طبيب مختص، ولذلك من المهم زيارة طبيب العيون بشكل منتظم للاطمئنان على صحة وسلامة العينين.[6]

أسباب ارتفاع ضغط العين

لفهم المشكلة الحاصلة في ضغط العين بصورة أوضح، يمكن القول أنّ العين تنتج سائلاً شفافاً يُعرف باسم الخلط المائي (بالإنجليزية: Aqueous humor)، ويختلف هذا السائل عن الدموع؛ فهو يملء الحجرات الأمامية للعين بشكل مستمر، ويعمل على تزويد الأجزاء الأمامية من العين التي لا تصلها تغذية دموية مباشرة بالمُغذيات اللازمة، وتخليصها من الفضلات والمواد الضارة، وفي الحقيقة يتدفق هذا السائل عبر حجرتين صغيرتين في مقدمة العين ويتم تصريف إلى خارجها من خلال قنوات تصريف(*) يصل إليها السائل بعد عبوره الزاوية التي تلتقي فيها القزحية (الجزء الملوّن من العين) مع القرنية (الغشاء الشفاف الذي يغطي القزحية، وحدقة العين، والحجرة الأمامية من العين)، ففي الزاوية التي تلتقي فيها القزحية مع القرنية يُوجد نسيج اسفنجي يُعرف بالشبكة التربقية (بالإنجليزية: Trabecular meshwork)، يعمل كمصفاة يمر عبرها غالبية الخلط المائي ليتم تصريفه إلى خارج الحجرة الأمامية من العين، في الوضع الطبيعي تكون كمية السائل التي تتدفق عبر الحجرات الأمامية للعين مساوية تقريباً لكمية السائل الذي يتم تصريفه خارجها، وبذلك يتم الحفاظ على ثبات الضغط داخل العين، وبالتالي فإنّ أي مشكلة تزيد إنتاج الخلط المائي أو تعيق تصريفه سيترتب عليها ارتفاع في الضغط داخل العين، ويجدر بالذكر أنّ المشكلة غالباً ما تتمثل بوجود مقاومة أو إعاقة في تصريف الخلط المائي، وليس زيادة في إنتاجه، ومن المؤسف القول أنّ السبب الحقيقي وراء حدوث هذه المشاكل في تدفق الخلط المائي غالباً ما يكون غير واضح ولا يمكن تحديده.[7][8]

هنالك عدد من الأسباب والمشاكل التي وُجد أنّها قد تكون سبباً في ارتفاع ضغط العين، ويجدر بالذكر أنّ اكتشاف الطبيب لمرض أو مشكلة محددة كانت السبب في ارتفاع ضغط العين لدى المصاب تجعله مؤهلا للحصول على تشخيص طبي بالإصابة بالجلوكوما، وفيما يلي طرح لمجموعة من هذه الأسباب:[3][9]

عوامل تزيد خطر ارتفاع ضغط العين

يجدر القول أنّ جميع الأفراد معرضون لارتفاع ضغط العين، وهذا ما دفع الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بتوصية الأفراد بالخضوع لفحص شامل للعيون كل 5-10 سنوات إذا كانت أعمارهم تقل عن 40 عاماً، وكل 2-4 سنوات للفئات العمرية بين 40-54 عاماً، وكل 1-3 سنوات للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 55-64 عاماً، وكل سنة إلى سنتين للأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، ولكن هنالك عوامل تجعل الفرد أكثر عرضة للارتفاع في ضغط العين مقارنة بغيره، ويُوصى هؤلاء بالخضوع للفحوصات الشاملة للعيون بمعدل أكثر تكراراً ويُنصحون بسؤال الطبيب عن معدّل الانتظام في فحوصات العيون الشاملة التي ينبغي أن يخضعون لها، ونذكر من عوامل الخطر هذه ما يلي:[14][15]

المتابعة الطبية للمصابين بارتفاع ضغط العين

يُقيّم الطبيب ضغط العين وعوامل الخطر الأخرى لدى الفرد والتي تجعله أكثر عرضة لحدوث ضرر في العصب البصري والإصابة بالجلوكوما، وبناء على ذلك يحدد ما إذا كان المصاب بارتفاع في ضغط العين بحاجة لعلاج لخفض ضغط العين أم لا، كما يقرر بناء على هذه العوامل معدل فحوصات المتابعة المنتظمة التي ينبغي أن يحصل عليها الفرد، والتي تتفاوت بشكل كبير من حالة إلى أخرى، وينبغي التنبيه على ضرورة الالتزام بزيارة عيادة الطبيب حسب توصياته، والخضوع للفحوصات التي يوصي بها لما لذلك من دور كبير في التحكم الفعال في ارتفاع ضغط العين، والتأكد من عدم تسببه بالإصابة بالجلوكوما، والمسارعة لعلاجه في وقت مبكر في حال تطور الحالة، خاصة أنّ علاج الجلوكوما في مراحلها الأولى أكثر فعالية ويساهم في حماية المصاب من حدوث تلف كبير في العصب البصري ومشاكل دائمة في النظر قد تصل إلى حد العمى،[16][17] ويمكن بشكل عام بيان أهم الفحوصات التي يجريها الطبيب بشكل منتظم لمتابعة المصابين بارتفاع في ضغط العين فيما يلي:[18][19]

______________________________________________________________________________

(*)قيم ضغط العين المرتفعة: يُمكن القول بأنّ هنالك ارتفاع في ضغط العين إذا زادت قيمة الضغط داخل العين عن 21 مم زئبقي، بعد قياسه في مرتين مختلفتين، كما ينبغي أن يتم إخضاع الفرد لفحص لقياس سمك القرنية المركزي الذي يؤثر في دقة قراءات ضغط العين وتقييم الطبيب لها.[20]

(*) تصريف الخلط المائي: يتم تصريف غالبية الخلط المائي عبر زاوية التصريف من خلال الشبكة التربقية أي أنّها المسرب الرئيسي لتصريف الخلط المائي، ويوجد مسرب ثانوي يصرف كمية محدودة فقط من الخلط المائي ويُعرف بالتصريف العنبي الصلبي.[21]

(*)التهاب العنبية: يُعرف بأنّه التهاب يصيب الطبقة المتوسطة من النسيج الموجود في جدار العين، وتظهر أعراضها في العادة بشكل مفاجئ، وتزداد سوءاً مع مرور الوقت، وتتضمن تشويش الرؤية، وألم العين، واحمرارها.[22]

(*)انفصال الشبكية: والذي يتمثل بانفصال الشبكية (نسيج رقيق في الجزء الخلفي للعين) عن موقعها، ويُذكر أنّ انفصال الشبكية يبعد جزءاً من خلاياها عن الأوعية الدموية التي تمدّها بالغذاء والأكسجين، ويستلزم علاجاً فورياً، فكلما طالت فترة انفصال الشبكية دون علاج زاد خطر إصابة الفرد بالعمى، ومن أعراضها التحذيرية التي تنبّه على ضرورة مراجعة الطبيب الفورية: ظهور مفاجئ لعواتم أو ومضات في مجال الرؤية ونقص الرؤية.[23]

(*)مرض الساد: والذي يتمثل بظهور بقع معتمة في عدسة العين، يمكن أن تتسبب بمشاكل في الرؤية مثل: ضبابية أو تشوش النظر، وتزداد هذه الأعراض سوءاً مع مرور الوقت.[24]

المراجع

  1. ↑ "Ocular Hypertension: New Insights for the Healthcare Professional: 2013 ...", books.google.jo, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  2. ↑ "Glaucoma", www.webmd.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Ocular Hypertension", emedicine.medscape.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  4. ↑ "Ocular Hypertension", emedicine.medscape.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  5. ↑ "What is ocular hypertension", www.aao.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  6. ↑ "How is Eye Pressure Measured?", www.brightfocus.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  7. ↑ "Glaucoma", medlineplus.gov, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  8. ↑ "Aqueous Humor", www.sciencedirect.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  9. ^ أ ب "Adult Glaucoma Suspect", www.emedicinehealth.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  10. ↑ "Understanding Uveitic Glaucoma", www.glaucoma.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  11. ↑ "Exfoliative Glaucoma", www.glaucoma.org, Retrieved 08-12-2019.
  12. ^ أ ب ت ث ج "Secondary_Glaucoma", www.glaucoma-association.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  13. ↑ "Glaucoma (steroid)", www.college-optometrists.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  14. ↑ "Ocular hypertension causes", www.aao.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  15. ↑ "Glaucoma", www.mayoclinic.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  16. ^ أ ب "Ocular Hypertension", www.glaucoma-association.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  17. ↑ "Ocular Hypertension Treatment & Management", emedicine.medscape.com, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  18. ↑ "Glaucoma Tests", medlineplus.gov, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  19. ↑ "Tonometry", account.allinahealth.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  20. ↑ Shibal Bhartiya, Parul Ichhpujani, Clinical Cases in Glaucoma: An Evidence Based Approach, Page 1. Edited.
  21. ↑ "Aqueous Humor Outflow", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  22. ↑ "Uveitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  23. ↑ "Retinal detachment", www.mayoclinic.org, Retrieved 08-12-2019. Edited.
  24. ↑ "Cataract Symptoms", www.webmd.com, Retrieved 4-08-2018. Edited.