-

ما هو لون السماء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

لون السماء

يختلف لون السماء المشاهَد من سطح الأرض حسب الوقت من النهار، أو الليل، أو تقلّب فصول السنة، أوالتقلّبات الجوية المختلفة، فعند النظر إلى السماء في النهار يبدو لونها أزرقَ، بينما عند شروق الشمس، أو غروبها فإنّ السماء تتخذ لوناً يميل للون الأحمر، أو البرتقالي الداكن، وفِي الليل تبدو السماء سوداء، رغم وجود القمر، وأعداد هائلة من النجوم، فما سرّ هذا التقلب اللوني الذي يحدث في السماء.

سبب ظهور السماء بلون أزرق

إنّ الحقيقة التي تغيب عن الناس أنّ السماء كالماء تماماً، لا لون لها، وأنّ هذه الألوان التي تظهر فيها ناتجة عن انعكاس ضوء الشمس عليها، وانكساره، أثناء عبور ضوء الغلاف الجوي عليه، ممّا يفسر وجود تلك الألوان المختلفة في السماء.

تظهر السماء زرقاء لأنّ ضوء الشمس الذي يصل إلينا هو ضوء أبيض؛ بمعنى أنّه يحمل جميع ألوان الطيف المرئي، يدخل على الغلاف الجوي المحيط بالأرض، ويتفاعل مع الغازات المكوّنة لهذا الغلاف الجوي، ويظهر الضوء الأزرق؛ لأنّه الأقرب إلى التفاعل، أي أنّه الضوء الذي موجته أقلّ من أمواج بقية ألوان الطيف الأخرى، ويتفاعل بشكل أقوى مع جزئيات الغازات في الغلاف الجوي، فيتشتت (أي يتم امتصاصه، وإعادة إصداره في كل مكان)، وبمعنى آخر فإنّ نتيجة هذا التفاعل تكمن في تجميع جميع ألوان الطيف الشمسي باستثناء اللون الأزرق الذي يتبعثر، ويتشتت في الفضاء الجويّ مخلفاً اللون الذي نراه في السماء، وفِي جميع الاتجاهات، بينما لون رأينا بإتجاه الشمس بشكل متعامد فإنّنا نرى الأشعة صفراء، وهي بسبب الوهج الصادر بقوّة عن أشعة الشمس والتي لا تستطيع العين المجرّدة تحمّله.

سبب ظهور السماء باللون الأسود في الليل

إنّ التفسير العلمي الذي وصل إليه علماء الفلك عبر العصور لتغير لون السماء بتغير الوقت، كان دائماً يعاني من القصور، واللامنطقية، فمنهم من توصّل إلى أنّ كروية الأرض هي التي تحكم كمية وصول الإشعاعات الشمسية على الأرض باعتبار أنّ الشمس هي مصدر الضوء الوحيد وبالتالي، فإنّ تباين أطوال تلك الإشعاعات يجعل ألوان الطيف تتشتت، وتتلاشى مخلّفة اللون الوحيد الذي ينفذ من الغلاف الجوي، ليبدو في السماء بشكل واضح، ومرئيّ.

إن الحقيقة العلمية الصحيحة، والتي وصل إليها علماء الفلك في القرن العشرين كانت أكثر منطقية، والأقرب للتفسير العلمي الصحيح، بالدليل، والبرهان أنّ الشمس تصدر أشعة باللون الأبيض حيث يتكون اللون الأبيض من مزيج ألوان الطيف السبعة: الأحمر، والبرتقالي، والأصفر، والأخضر، والأزرق النيلي، والبنفسجي، فعندما يمرّ الضوء خلال الهواء، فإنّه سيتشتت حتماً بدرجة معينة، وهذا يعتمد أيضاً على كمية الغبار الموجود في الغلاف الجوي، عندئذ سوف تتكسر الموجات القصيرة من ألوان الطيف بدرجات أكبر من الموجات الطويلة، مخلفة بذلك ظهور اللون الأقوى تفاعلاً مع الغازات المكوّنة للغلاف الجوي في السماء، فاللون الأصفر ذو الطول الموجي القصير سوف يتشتت بصورة أكبر من اللون الأحمر ذو الطول الموجي الطويل، ممّا ينتج لوناً جديداً عن ذلك التفاعل، وهو اللون البرتقاليّ.

إنّ الضوء الصادر من الأشعة الشمسية ذا الطول الكهرموجي الطويل (اللون الأحمر)، سوف يتفاعل مع الغبار المتناثر في الغلاف الجوي، مسبباً تشتتاً لبقية ألوان الطيف الأخرى، مما يعني وجود إشعاعات غير مرئيّة، تبدو للناظر من سطح الأرض بعينه المجردة سوداء، بينما لَو تمّ رصدها بأجهزة متطوّرة، ستبدو سماء الليل مشعّة، ومضيئة بسبب وجود الأضواء الصادرة من النجوم، والكواكب المضيئة.