من ماذا خلقت الحيوانات
الحيوانات
تُعتبر الحيوانات من المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى لتكون سبباً مُسخراً لخدمة الإنسان، وكما نعلمُ فإنَّ الحيوانات من نعم الله تعالى علينا ويستفيد منها الإنسان في مجالاتٍ كثيرة منها كوسيلة نقل، أو مصدراً للطعام، أوللحماية وغيرها من الفوائد؛ لذلك كل شخص منّا يتفكرُ بعقله ويسألُ نفسَه مما خلق الله تعالى الحيوانات وكيف خُلقت، فإذا كان الإنسان قد خلقه الله من طين، والجن خُلقت من نار، والملائكة من نور، فماذا عن الحيوانات، مما خُلقت، وماهو أصلها؟
الاختلاف حول ماهية الحيوانات
لم يأتِ القرآن الكريم بالدليل الواضح والصريح ليُبين ويكشف فيه عن أصل خلْق الحيوانات، إلا أنَّ بعض المفسرين قالوا: بأنها خُلقت من ماء استناداً إلى قوله تعالى في الآية الكريمة: "والله خلق كل دآبة من ماءٍ، فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رِجلين" ، فهؤلاء المفسرون فسروا هذا الماء على أنّه المني، أي باعتبار الماء جزءاً خُلقت منه الحيوانات كافة.
وبمعنى أنَّ الله تعالى خلق المخلوقات من نوع معين من الماء، وهو النطفة، ثم خلق منها المخلوقات المختلفة باختلاف نُطفها، فمنها الإنسان والبهائم، وجاء بعض المفسرين، وقالوا بأنّ الحيوانات قد خُلقت في الجنة، ثم أنزلها الله تعالى على الأرض، استناداً لقوله تعالى: "وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج"، إلا أنّ هذا القول لم يُثبت بحديث صحيح من الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
في خلْق الإبل
لقد ورد في بعض الأحاديث النبوية الشريفة، عن أنَّ الإبل قد خُلقت من الجن، وذلك لنهي الرسول -عليه الصلاة والسلام- من الصلاة في الأماكن التي تتواجد فيها الإبل، لأنها من الجن، فلا يأمن الإنسان على نفسه بالصلاة، لأنها تنفر لكونها من طباع الجن، فالبعير إذا نفر كان نفاره كنفار الجن، فتقطع الصلاة على الإنسان، أما الصلاة في الأماكن التي تتواجد فيها الأغنام تكون آمنة لكون الأغنام مسالمة ولا تؤذي الإنسان، ولا تقطع عليه صلاته.
خلْق الحيوانات من تُراب
وقال بعضُ المفسرين، ومنهم المُفسر المعروف السيوطي، بأنَّ الحيوانات وجميع الخلائق قد خُلقت من تراب، وذلك لأن يوم القيامة يُحشر الخلق كلهم، من إنس، وبهائم، ودواب، وطير، وتراب، ونبات، فيقول الله سبحانه وتعالى لها كوني تراباً، فإذا كان الله تعالى يُحولُ الخلقَ كله إلى تراب، فذلك دليل قاطع على أنّ الحيوانات هي أيضاً خُلقت من تراب، استناداً لقوله تعالى: "كما بدأنا أول خلق نُعيده".