ابن الهيثم هو أبو علي الحسن بن الهيثم، أحد ألمع علماء الفيزياء في تاريخ الحضارة العربية الإسلاميّة، وهو اسم ذائع الصيت في جميع ما كتب عن التراث العلمي عند العرب والمسلمين، وولد في مدينة البصرة عام 965م فترعرع فيها، ونشأ على حب العلم والمعرفة والاطلاع على مختلف العلوم لا سيّما الفسلفة، والفلك، والطب، والرياضيات، والكيمياء، فذاكر واجتهد فترة طويلة إلى أن ذاعت شهرته ووصلت إلى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله في مصر، خاصة بعدما قاله ابن الهيثم بخصوص النيل: (لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملاً يحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص).
شجّع الحاكم ابن الهيثم على القدوم إلى مصر والاستقرار فيها، فوافق ابن الهيثم وقدم إليها فكرّمه الحاكم وعزّزه، وطلب منه أن ينفّذ ما قاله بشأن النيل، فذهب الحسن لأسوان برفقة جماعة من الصنّاع المحترفين بأعمال البناء ليعاونوه على تنفيذ فكرته، لكنّه وجد أنّ المكان الذي اختاره لعمل المشروع غير متوافق مع ما فكّر فيه، والإمكانيات التي يحتاجها المشروع كانت غير متوفّرة آنذاك، فعاد ابن الهيثم إلى القاهرة وأبدى اعتذاره للخليفة الحاكم، فتظاهر الثاني بقبول العذر وولّاه بعض الدواوين، فما كان من ابن الهيثم إلّا أن تولّاها رهبة لا رغبة وخوفاً من غضب الخليفة، فاحتجزه الخليفة في منزله عام 1011م إلى أن توفّي الحاكم في عام 1021م، وقد كتب في تلك الفترة كتابه (المناظر).