ماذا تعني النساء ناقصات عقل ودين طب 21 الشاملة

ماذا تعني النساء ناقصات عقل ودين طب 21 الشاملة

النساء ناقصات عقل ودين

انتشر بين عامّة الناس قول أن النساءَ ناقصات عقلٍ ودين، وهي تُطلقُ، في غالبِ الأحيانِ، على من أقدمت من النساءِ على فعل أمر خاطئ، أو للتقليل من شأن المرأة والاستهزاء بها والسُخرية منها. واحتجّوا بقولهم هذا أنّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- قد ذكر ذلك في حديثٍ واردٍ عنه في كتبِ الحديث العديدة، فاتُّهِم علماء الحديث أنّهم لم يتركوا شيئاً في السنّةِ النبويّةِ الشريفةِ إلا وتمّ شرحهُ، وقد بيّن النبي -عليه الصّلاة والسّلام- للنّساء من حوله عندما بدا عليهنّ الاستغراب والدهشة، فكيف يكُنَّ ممّن ينقصن عقلاً وديناً، وهنّ العابدات لربهنَّ، فبيّن لهنَّ رسول الله أنّ نقصانَ العقلِ والدينِ المقصود من الحديث هو أمرٌ يتعلّقُ بخلقهنَّ وليس لسوءٍ ألَمَّ بهنَّ.

في المقال الآتي بيانٌ للحديثِ الشريفِ الذي ذكرهُ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-، وشرحٌ له، وما المرادُ من قول ناقصات عقل ودين.[١]

الحديث الوارد في نقص العقل والدين

أصل هذه المقولة حديث الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- الذي رواه أبو سعيد الخدري الوارد لدى البخاري في صحيحه: (خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أضحى أو فِطْرٍ إلى المُصلَّى، فصلَّى ثمَّ انصرَف، فقام فوعَظ النَّاسَ وأمَرهم بالصَّدقةِ، قال: (أيُّها النَّاسُ تصدَّقوا)، ثمَّ انصرَف فمرَّ على النِّساءِ، فقال: (يا معشرَ النِّساءِ تصدَّقْنَ فإنِّي أراكنَّ أكثَرَ أهلِ النَّارِ)، فقُلْنَ: ولمَ ذلك يا رسولَ اللهِ؟ قال: (تُكثِرْنَ اللَّعنَ وتكفُرْنَ العشيرَ، ما رأَيْتُ مِن ناقصاتِ عقلٍ ودِينٍ أذهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازمِ مِن إحداكنَّ يا معشرَ النِّساءِ)، فقُلْنُ له: ما نقصانُ دِينِنا وعقلِنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: (أليس شَهادةُ المرأةِ مِثْلَ نصفِ شَهادةِ الرَّجُلِ)، قُلْنَ: بلى، قال: (فذاك نُقصانُ عقلِها أوَليسَتْ إذا حاضتِ المرأةُ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ)؟ قُلْنَ: بلى، قال (فذاك نُقصانُ دِينِها)، ثمَّ انصرَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا صار إلى منزلِه جاءتْ زينبُ امرأةُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ تستأذِنُ عليه، فقيل: يا رسولَ اللهِ هذه زينبُ تستأذِنُ عليك. فقال: (أيُّ الزَّيانبِ)؟ قيل: امرأةُ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال: (نَعم ائذَنوا لها)، فأذِن لها، فقالت: يا نبيَّ اللهِ إنَّك أمَرْتَنا اليومَ بالصَّدقةِ، وكان عندي حُلِيٌّ فأرَدْتُ أنْ أتصدَّقَ، فزعَم ابنُ مسعودٍ أنَّه وولَدَه أحقُّ مَن تصدَّقْتُ به عليهم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (صدَق زوجُك وولَدُك أحقُّ مَن تصدَّقْتِ به عليهم)).[٢]

مُصطلحات الحديث

شرح حديث ناقصات عقل ودين

بيّن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- معنى قوله ناقصات عقل ودين للنساء بعد أن كَثُرَ السؤال عن نقصان العقل والدين، وكأنهُ خُفيَّ على النساء ذلك حتى سألنَّ رسول الله، فما هو نقصان العقل والدين الذي تحدث عنه رسول الله:

الأحكام الواردة في الحديث

يُستَخلص ممّا سبق أن الحديث ورد فيه العديد من الأحكام، منها ما يأتي:[٥]

المراجع

  1. ↑ محمد الكشميري الهندي، فيض الباري على صحيح البخاري، صفحة 138، جزء 3. بتصرّف.
  2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1462، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  3. ↑ المهلب بن أحمد الأندلسي، المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح، صفحة 109، جزء 1. بتصرّف.
  4. ↑ عياض السبتي، إكمال المعلم بفوائد مسلم، صفحة 337، جزء 1. بتصرّف.
  5. ^ أ ب أبو زكريا النووي، شرح النووي على مسلم، صفحة 67، جزء 2. بتصرّف.
  6. ↑ عبد الكريم القزويني، شرح مسند الشافعي، صفحة 157، جزء 4. بتصرّف.
  7. ↑ محمد بن عبد الله الإشبيلي المالكي، المسالك في شرح موطأ مالك، صفحة 279، جزء 2. بتصرّف.
  8. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 9 /10، خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن .
  9. ↑ أبو محمد محمود العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، صفحة 203، جزء 1. بتصرّف.