ما عشقتك لي جمالك
كل شعب لديه ثقافة معيّنة يشتهر بها وتشكل الصورة العامّة التي تتبادر للأذهان عند ذكر ذاك الشعب، هذه الثقافة من الممكن أن تتمثّل في البناء الحضاري أو الفن أو الأدب أو الطبيعة الخاصّة التي يعيش بها ذلك الشعب، أو صفة معيّنة يشتهر بها معظم أفراده لدرجة أنّها أصبحت صفة معرّفة عليه ، تنقسم الثقافات في تصنيفها إلى مميزات تشتهر بها كل قارة ثم صفات يتميز بها كل وطن، أو أمّة، ثم صفات خاصة عميقة جداً تتصف بها كل دولة على حدة . فالوطن العربي مثلاً يشتهر بعدّة صفات بالنسبة لباقي الأوطان من هذه الصفات مثلاً أنّه وطن ذو تاريخ حضاري إنساني وتاريخ يجمع كل الديانات السماوية، بينما كل دولة في هذا الوطن تشتهر بعاداتها وتقاليدها الخاصّة عدا عن صفات شعبها وفنونه وآدابه ، في الوطن العربي ربما تجتمع أكثر من دولة على الكثير من هذه المميزات بحكم التاريخ واللغة والأرض المشتركة، فمثلاً تشترك منطقة بلاد الهلال الخصيب وهي بلاد الشام إضافة للعراق بالكثير من السمات المشتركة الثقافية أهمّها الفن الشعبي في الأغاني التي تميّز قراها حيث يغنون المواويل والردات وهم في مواسم الحصاد أو في الأفراح العامّة ، وتشتهر مناطق الخليج العربي بسمة ثقافية بارزة أيضاً تجتمع بها كل دول الخليج . وفي دول قارة أفريقيا من الوطن العربي هناك عدّة دول تحتمع بالكثير من الثقافات كمصر والسودان والصومال وليبيا ، على الرّغم من أن هذه البلاد كبيرة جداً وهي بحد ذاتها في داخلها متنوعة بشكل كبير لا يمكن حصره . ولكن من الممكن إطلاق صفات عامّة كخفّة الظل عند المصريين والحدة عند الليبيين ، أو الرقص الشرقي في مصر والأغاني الشعبية التي تشتهر بها أحيائها القديمة، كذلك السودان التي تشتهر بأغانيها البسيطة ذات الطابع الإنساني، أغاني السودان دائماً ما تكون عن الحب ولكن ليس بصيغة مجرّدة أو واضحة بل بصيغة رمزية بالدّلالة عليه عبر الإرتباط بطابع الأرض والصعوبة في المعيشة، كأغنية يا نعناع الجنينة التي خرجت من أفواه سكان حوض النيل، الذي يميز أدائهم الإحساس العالي وصوتهم الحاد الذي يمثل مدى التحدّي الذي يعيشونه ، من أشهر المغنيين في السودان المطرب صلاح بن البادية، تتسم أغانيه بعبقها السوداني وجمال صوته وقربه من الأحاسيس الإنسانية، إحدى أغانيه أغنية ( ما عشتقك لجمالك ) وتقول كلماتها :
ما عشقتك لجمالك أنت
آية من الجمال
وهويتك ل خصالك أنت
أسمى الناس خصال
أو ل روحك ل دلالك
أنت آية من الجمال
الفؤاد دائما بنادي
في اغترابي و بعادي
ليك لأنك من بلادي
شلت من النيل صباه
ومن جمال النيل بهاه
من مناظر الثغر صفحة
من رهيد البرق لوحة
ومن مريدي السمحه نفحة
الطبيعة حنت علينا
خلدت بصماتنا فينا