ترمز قبة الصخرة المشرفة ذات القبة الذهبيّة إلى آية من آيات فنون العمارة الإسلاميّة في العالم أجمع، وهي أقدم الأبنية التي بُنيت في الزمن الإسلاميّ، والتي لا تزال محافظة على شكلها الهندسيّ، والمعماريّ، والزخرفيّ، إذ لم يجر على معالمها أيّ تغيير يُذكر، هذا فضلاً عمّا تُضيفه العناصر المعمارية إلى القبة؛ حيث إنَّها تزيد قبة الصخرة المشرفة جمالاً ورونقاً لا مثيل لهما.[1]
تمَّ بناء قبة الصخرة المشرفة فوق الصخرة التي عُرج منها نبي الأمة محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى السماوات العُلا، ويتحدد موقعها في الجهة الشماليّة في منتصف الحرم القدسيّ الشريف، وفي الجهة المُقابلة للمسجد الأقصى المبارك، ويعود فكرة بناء القبة إلى الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان، حيث أراد من بنائها وقاية المسلمين من حر الصيف، وبرد الشتاء، وأشرف على بنائها رجاء بن حيوة الكنديّ من بيسان، ويزيد بن سلام من بيت المقدس، ويجدر بالذكر أنَّ البناء ابتدأ من سنة 685م وانتهى في سنة 691م.[2]
تحتل قبة الصخرة المُشرفة منزلة مرموقة، وتتمثل بالآتي:[3]
تتكون الصخرة من كتلة من الصخر الطبيعيّ غير المنتظم، ويُذكر أنَّ أقصى ارتفاعها هو الارتفاع فوق أرض قبة الصخرة المُشرفة بمسافة قدرها 1.5 متر، ويوجد أسفل الصخرة كهف، وتبلغ مساحته 4.52، وينحدر جانب الصخرة إلى الجهة الشرقيّة، كما وينحدر جانبها المستقيم إلى الجهة الغربيّة، ويجدر بالذكر أنَّ الصخرة تظهر فوق الكهف، وتبدو وكأنّها معلقة بين السماء والأرض.[4]