-

ما وظيفة البنكرياس

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

البنكرياس

البنكرياس هو عضو كمّثري الشّكل يتراوح طوله ما بين 6-10 إنشات، ويمتد أفقياً خلف المعدة في الجزء العلوي الأيسر من بطن الإنسان، وهو محاط بالأمعاء الدّقيقة، والطّحال والكبد. يعمل البنكرياس كغدة قنويّة تفرز عصارة هاضمة، وكغدة صماء تنظّم مستوى السّكر في الدّم، ويهدف هذا المقال للتعريف بتركيب البنكرياس، وبوظائفه، وأهم الأمراض التي ترتبط بالبنكرياس.[1]

وظائف البنكرياس

يؤدي البنكرياس العديد من الوظائف الحيويّة في جسم الإنسان منها:[2][3]

  • إفراز العصارات الهاضمة: تفرز الغدد خارجيّة الإفراز في البنكرياس عصارة هاضمة تحتوي على إنزيمات تحطّم الطعام إلى جزيئات صغيرة يمكن امتصاصها بسهولة، ومن هذه الإنزيمات:
  • إفراز حمض المعدة: تفرز جزر لانغرهانس في البنكرياس هرمون غاسترن الذي يحفّز المعدة على إنتاج حمض الهيدروكلوريك الذي يساعد على هضم الطّعام.
  • تنظيم مستوى السّكر في الدّم: يفرز البنكرياس هرمونات تحافظ على مستوى السّكر في الدّم ضمن الحدود الطبيعيّة، ومن هذه الهرمونات:
  • إنزيم الأميليز الذي يساعد على هضم الكربوهيدرات.
  • إنزيم التّربسين والكيموتريبسين اللذان يساعدان على هضم البروتينات وتحويلها إلى أحماض أمينيّة.
  • إنزيم الليبيز الذي يساعد على هضم الدّهون وتحويلها إلى أحماض دهنيّة، وكوليسترول.
  • هرمون الإنسولين: هرمون تفرزه خلايا بيتا في البنكرياس عند ارتفاع مستوى السّكر في الدّم، فينقل الجلوكوز إلى العضلات، وأنسجة الجسم المختلفة لاستخدامه كمصدر للطاقة، ويخزّن الجلوكوز في الكبد على شكل جلايكوجين إلى حين الحاجة إليه.
  • هرمون الجلوكاجون: هرمون تفرزه خلايا ألفا في البنكرياس عند نقص مستوى السّكر في الدّم فيحوّل الجلايكوجين المخزّن في الكبد إلى جلوكوز ويعيده إلى الدّم مما يرفع نسبة السّكر من جديد.

تركيب البنكرياس

يتكّون البنكرياس من خمس مناطق أولها الرّأس الذي يتصل بالإثني عشر، ثم الجسم، ثم الذّيل الذي يمتد نحو الطّحال، والنَّاتِئ الشّصِيّ، والثّلمة البنكرياسيّة وهي شق بين منحنى رأس البنكرياس وجسمه، كما توجد في البنكرياس قناتان هما القناة البنكرياسيّة الرئيسيّة، أو قَناة فيرشونغ، وهي قناة تصب محتوياتها في الإثني عشر، وتلتقي مع القناة الصفراويّة عند نقطة التقائها بالإثني عشر، أما القناة الثانيّة فهي قَناة سانتوريني أو القَناة البَنْكرياسِيَّة الإِضافِيَّة، وهي تمتّد - في حال وجودها- من القناة البنكرياسيّة إلى الإثني عشر.[4]

خلايا البنكرياس

عند التّشريح الدّقيق للبنكرياس وفحصه من خلال المجهر يمكن ملاحظة أنّه يتكوّن من نوعين من الخلايا، وهي:[4]

  • خلايا جزر لانغرهانس: وهي خلايا صغيرة الحجم مرتبطة ببعضها بشكل وثيق، وتتجمّع في وسط البنكرياس لتشكّل جزر لانغرهانس (بالإنجليزيّة: Islets of Langerhans)، التي تعمل كغدة صمّاء. ويمكن تمييز أربعة أنواع من الخلايا التي تتكوّن منها جزر لانغرهانس، وهي:
  • الخلايا العنيبيّة (بالإنجليزيّة: Acinar cells): وهي خلايا تحيط بجزر لانغرهانس، وتكون أكبر حجماََ منها، وأقل كثافة، وتتجمّع لتكوّن الغدد العنبيّة.
  • خلايا بيتا التي تشكّل 50-80% من مجموع خلايا جزر لانغرهانس، وتفرز هرموني الإنسولين، والأميلين.
  • خلايا ألفا وتشكّل 15-20٪ من مجموع خلايا جزر لانغرهانس، وتفرز هرمون الجلوكاجون.
  • خلايا دلتا وتشكّل 3-10% من مجموع خلايا جزر لانغرهانس، وتفرز هرمون سوماتوستاتين.
  • خلايا غاما وتشكّل1%.من مجموع خلايا جزر لانغرهانس وتفرز عديد الببتيد البنكرياسيّ.

تاريخ اكتشاف البنكرياس

تم اكتشاف البنكرياس على يد الجراح اليوناني هيروفيلوس (Herophilus) الذي عاش ما بين عامي 335-280 قبل الميلاد، وبعد ذلك بمئات السّنين أطلق الطّبيب اليوناني روفوس (Ruphos) على هذا العضو اسم البنكرياس "Pancreas" وهي كلمة مشتقّة من الكلمتين اليونانيتَين "Pan" وتعني جميع وكلمة "Kreas" وتعني اللّحم، وفي القرن السّابع عشر اكتشف الطّبيب ويرسونغ (Wirsung) قناة البنكرياس الرئيسّية، وفي عام 1846 اكتشف كلود برنارد (Claude Bernard) أنّ البنكرياس له دور في هضم الدّهون، وفي عام 1889 تم اكتشاف مرض التهاب البنكرياس على يد الطّبيب ريجينالد فيتز (Reginald Fitz)، وفي عام 1922، بيّن الطبيب بانتينغ (Banting) أنّ البنكرياس يفرز مادة يمكنها أن تعالج مرض السّكري في الكلاب، وفي عام 1940 أجرى الطّبيب ويبل (Whipple) أول عملية استئصال للبنكرياس والإثني عشر.[4]

أمراض البنكرياس

قد يصاب البنكرياس ببعض الأمراض ومنها:[2]

  • التهاب البنكرياس (بالإنجليزيّة: Pancreatitis): ينتج التهاب البنكرياس عن إغلاق قناة البنكرياس الرّئيسيّة بحصى، أو ورم، مما يؤدي إلى تراكم العصارة الهاضمة في البنكرياس، الأمر الذي يؤدي إلى تلف البنكرياس، أو هضم البنكرياس لنفسه، وتحدث هذه الحالة المرضيّة لعدة أسباب منها: وجود حصى في المرارة، أو تناول المنشّطات، والكحول، ويُعالج المرض باستخدام الأدوية، ومسكنات الألم، وقد يلجأ الطّبيب للجراحة عند الضّرورة.
  • سرطان البنكرياس (بالإنجليزيّة: Pancreatic cancer): يعاني المصاب بسرطان البنكرياس من آلام في الجزء العلوي من البطن، واصفرار الجلد، والعينين، وفقدان الشهيّة، وبالرغم من عدم معرفة الأسباب الدّقيقة للإصابة بهذا المرض إلا أنّ التّدخين، وتناول الكحول يُعدان من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس. يساعد العلاج التّلطيفي على تحسين حياة المريض بتخفيف أعراض المرض فقط، أما العلاج فقد يشمل الجراحة، والعلاج الكيميائيّ، والإشعاع.
  • السّكري (بالإنجليزيّة: Diabetes): ينتج مرض السّكري من النّوع الأول عن اضطراب يصيب جهاز المناعة لأسباب وراثيّة أو بيئيّة، فيبدأ بمهاجمة خلايا بيتا في البنكرياس مما يمنع إفراز هرمون الإنسولين، أما مرض السّكري من النّوع الثّاني فينتج عن عدم قدرة عضلات الجسم، والكبد على تحويل الجلوكوز إلى غلايكوجين، وعدم قدرة البنكرياس على إنتاج كمية كافية من الإنسولين فلا يتمكّن الجسم من السّيطرة على مستوى الجلوكوز في الدّم.
  • قصور البنكرياس الخارجي (بالإنجليزيّة: Exocrine pancreatic insufficiency): مرض ينتج عن عدم قدرة البنكرياس على إفراز الإنزيمات بكميات كافية.
  • متلازمة زولينجر إليسون (بالإنجليزيّة: Zollinger-Ellison syndrome): ورم يتطوّر في البنكرياس والإثني عشر نتيجة زيادة إفراز هرمون الغاسترين.
  • أكياس البنكرياس (بالإنجليزيّة: Pancreatic cysts): وهي أكياس يمكن إزالتها عن طريق الجراحة عند وجود خطر الإصابة بالسّرطان.

المراجع

  1. ↑ "The Pancreas and Its Functions", www.columbiasurgery.org, Retrieved 17-2-2018. Edited.
  2. ^ أ ب Peter Crosta (26-5-2017), "Pancreas: Functions and possible problems"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 6-3-2018. Edited.
  3. ↑ Regina Bailey (12-7-2017), "Understanding Your Pancreas"، www.thoughtco.com, Retrieved 17-2-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Pancreas", www.newworldencyclopedia.org,19-3-2015، Retrieved 17-2-2018. Edited.