خلايا الدّم البيضاء هي إحدى الخلايا الرئيسيّة المُكوّنة للدّم إلى جانب كُريات الدّم الحمراء والصّفائح الدمويّة، وهذه الخلايا لا تحتوي على الهيموجلوبين، لكنّها تحتوي على نواة، ويتراوح عدد كُريات الدّم البيضاء في الحالات الطبيعيّة من 4.000 إلى حوالي 10.000 في كل واحد ملم من الدّم. يُجرى فحص تعداد كريات الدّم البيضاء في العادة كجزء من فحوصات الدّم التي تُجرى لتشخيص الأمراض عند وجود ارتفاعٍ في درجة الحرارة، وفي حال وجود التهاب في جزء من أجزاء الجسم.
وظيفة هذه الخلايا هي الدّفاع عن الجسم ضدّ العوامل المرضيّة والجراثيم والميكروبات التي تُهاجم الجسم، أو أيّة خلايا غير طبيعية في جسم الإنسان، ويدلّ تعداد هذه الخلايا على وجود الأمراض؛ ففي حال مُهاجمة الجسم من قِبَل العوامل المرضيّة فإنّ عدد هذه الكُريات يرتفع بشكل كبير.
تتكوّن خلايا الدّم البيضاء داخل النّخاع العظميّ، والأنسجة اللمفاويّة، والكبد، والطّحال. وعمر خلايا الدم البيضاء قصير؛ حيث يتراوح من عدّة ساعات إلى يومين في بعض الخلايا، وتنقسم خلايا الدم البيضاء إلى نوعين: الخلايا المُحبّبة، والخلايا غير المُحبّبة، ويمكن معرفتها من خلال ظهورها تحت المجهر.[1]
إن ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء يدل في العادة على واحدة ممّا يأتي:[2]
من بعض الأسباب التي تُسبّب ارتفاع عدد الكريات البيضاء ما يأتي:[3]
لا توجد أعراض مُحدّدة لارتفاع تعداد الكريات البيضاء، حيث تختلف هذه الأعراض بحسب المرض المُسبّب لها، وهذه بعض الأمثلة عليها:[2]
إنّ مَهمّة كريات الدّم البيضاء الأولى هي الدّفاع عن الجسم ضد العوامل التي تُسبّب الأمراض له، وتقوم هذه الخلايا بُمحاربة الأجسام الغريبة والقضاء عليها، وتموت بعض الخلايا البيضاء أثناء الدّفاع عن الجسم، وتقوم بعض خلايا الدم البيضاء بإفراز مادة الهيستامين التي تُسبّب اتّساع الأوعية الدمويّة التي تؤدّي إلى حدوث الحساسية في الجسم.
تقوم هذه الخلايا أيضاً بإفراز مادة الهيبارين التي لها تأثير أساسي في منع تجلُّطات الدّم، وتعمل بعض أنواع خلايا الدّم البيضاء على التهام الأميبا والعديد من أنواع البكتيريا، وتساهم بالتّالي في التئام الجروح والأنسجة، كما تعمل هذه الخلايا بشكل رئيس على تكوين الأجسام المُضادّة والتي تتكوّن من الخلايا البلازميّة، وخلايا الدم البيضاء التي تحتوي على مواد تعمل على تحليل الشّحوم، كما تعمل على إنتاج الهرمون المُحفّز لعمل الغدّة الدرقيّة. ولخلايا الدم البيضاء طريقة دفاع مُميّزة عندما يتعرّض الجسم للهجوم من قِبَل مُسبّبات المرض المُختلفة.[4]
توجد عدّة تصنيفات لخلايا الدم البيضاء أهمّها ثلاثة أنواع رئيسة، ومن هذه التّصنيفات ما يأتي:[5]