-

ما الطعام الذي كان يحبه الرسول

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

هدي النبي

الطعام والشراب من أعظم النِعم التي أنعم الله -سبحانه وتعالى- بها على عباده، وقد أرشدنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لبعض آداب الطعام والشراب التي من الأولى للمسلم أن يتحلّى بها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- هو قدوة المسلمين الأولى في جميع ما يصدر عنه من أفعالٍ، وأقوالٍ، وتقريرات، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- مرشداً، ومربياً، ومعلّماً للبشرية في كل تصرفاته، وفي هذه المقالة عرض لبعض الأطعمة التي كان يحبّها النبي صلى الله عليه وسلم.

الطعام الذي كان يحبه الرسول

جاء في الأحاديث النبوية الصحيحة العديد من الأطعمة التي كان يحبُّها النّبي -صلى الله عليه وسلم- ويتناولها، وقد مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعض الأنواع من الطعام، وممّا جاء في ذلك ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أَنَّه كان يحب تناول الثَّريد، فقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (كمُلَ من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلَّا مريم بنت عمران وآسية امرأَة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام).[1][2]

وقد ورد عن محمد بن عبد الرحمن الحجازي، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحب تناول لحم الظَهر والكتف من الشّاة، فقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (أطيب اللحم لحم الظَهر)،[3] وورد عنه أيضاً أنّه كان يحب تناول البقل، والقثّاء وهو الخيار، والدّباء وهو القرع.[2]

أمّا عن الحلوى والفواكه فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب منها العسل، والرُطب، والتمر، وكانت أحب الفواكه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرُطب والبطيخ.[4]

الأطعمة التي كان يتناولها الرسول

من الأطعمة التي كان يتناولها النبي -صلى الله عليه وسلم- ممّا ثبت في الأحاديث الصحيحة ما يأتي:[5]

  • الأرنب: وذلك لما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنفجنا أرنباً بمر الظهران فسعى أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- خلفها فأدركتها فأخذتها فأتيت بها أبا طلحة فذبحها بمروة فبعث معي بفخذها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأكله فقلت: أكله ؟ قال: قبله).[6]
  • الدجاج: فقد جاء في صحيح الحديث عن زهدم الجرمي -رضي الله عنه- قال: (أنَّ أبا موسى أتى بدجاجة فتنحَّى رجل من القوم فقال: ما شأنك؟ قال: إني رأيتها تأكل شيئاً قذرته فحلفت أن لا آكلَه، فقال أبو موسى: ادن فكل فإني رأيت رسول اللَّه يأكله وأمره أن يكَفِّر عن يمينه).[7]
  • الدّبّاء وهو القرع: فقد جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنَّ خياطاً دعا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- لطعام صنعه، قال أنس بن مالك: فذهبت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك الطعام، فقَرب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبزاً من شعير ومرقاً فيه دبَّاء وقديد، قال أنس: فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتتبَّع الدُّباء من حوالي الصحفة، قال: فلم أزل أُحب الدُّباء منذ يومئذ).[8]
  • الخل: فقد روي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سأل أهله الإدام فقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم: (ما عندنا إلّا خل)، فدعا به، وأكل منه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول :(نِعم الأدم الخل، نِعم الأدم الخل).[9]

هدي الرسول في تناول الطعام

ثبت عن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في تناول الطعام والشراب العديد من الروايات الصحيحة، وقد أخذ منها العلماء هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- في تناول الطعام، وبعض آداب الطعام، ومنها ما يأتي:[2]

  • عدم الإكثار من تناول الطعام، وعدم تتبع أنواعه وأصنافه، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه نهى عن الإكثار من الطعام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ملأَ آدمي وعاء شرّاً من بطن، حسب الآدمي لقيمات يُقِمن صلبه فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس).[10]
  • غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعد تناوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا نام أحدكم وفي يده ريح غمر فلم يغسل يده فأصابه شيء فلا يلومنَّ إلَّا نفسه). والغمر: بَعضُ آثارِ اللَّحمِ مِن دسَمٍ وغَيرِه.[11]
  • ثبت أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عند جلوسه للطعام يجلس على ركبتيه، أو أنّه ينصب رجله اليمنى ويجلس على رجله اليسرى.
  • من هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- في تناول الطعام أنّه لا يتناول الطعام وهو متكئ، ولا وهو منبطح.
  • التسمية بالله -سبحانه وتعالى- في أول الطعام وحمده في آخر الطعام، وهذا من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في ابتداء تناوله للطعام وفي نهايته، شكراً لله على ما رزق من نعمة الطعام.
  • تناول الطعام باليد اليُمنى.
  • كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجيب دعوة الطعام ويدعو لصاحب الطعام فيقول: (أفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة، وأكل طعامكم الأبرار).[12]
  • كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأكل ما يُقرّب إليه من الطعام إلّا أن تعافه نفسه، وحينها لا يأكله من غيرِ أن يحرِّمه، أو ينهى عنه، أو يَذمّه، ومن الأطعمة التي ثبت أنّ النبي –صلى الله عليه وسلم– كانت نفسه تعافها لحم الضبّ، والثوم، غير أنّه أقرَّ لأصحابه -رضي الله عنهم- بجواز أكلهما من غيرِ تحريم لذلك.

المراجع

  1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 5418، صحيح.
  2. ^ أ ب ت "هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أكله وشربه"، WWW.islamweb.net، 13-4-2008، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2017. بتصرّف.
  3. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن محمد بن عبدالرحمن الحجازي، الصفحة أو الرقم: 3/188، إسناده حسن.
  4. ↑ محمد بن أحمد السفاريني، "غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب"، WWW.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2017. بتصرّف.
  5. ↑ سامح محمد البلاح (3-3-2013)، "الأطعمة التي كان يأكلها النبي صلى الله عليه وسلم "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-12-2017. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1789، صحيح.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن زهدم الجرمي، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2041، صحيح.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2052، صحيح.
  10. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن المقدام بن معد يكرب الكندي، الصفحة أو الرقم: 2720، صحيح.
  11. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2682، صحيح.
  12. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم: 5296، أخرجه في صحيحه.