-

ما هو أبو اللبيد

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أبو اللبيد

يُعرف أبو اللبيد طبياً بشلل النوم (بالإنجليزية: Sleep Paralysis) وهو عجز مؤقت عن الحركة أو الكلام قد يشعر به الشخص عندما يستيقظ أو يغفو. ولا تُعدّ هذه الحالة ضارة أو خطيرة حيث لا تستمر سوى لبضع ثوانٍ أو دقائق، إلا أنّها قد تكون مخيفة للكثيرين من الأشخاص. وقد يعاني العديد من الأشخاص من شلل النوم مرة أو مرتين في حياتهم، بينما يعاني الآخرون منه عدة مرات شهرياً، أو قد يعانون منه بانتظام. وقد يؤثر شلل النوم في الأشخاص من جميع الفئات العمرية، إلا أنّه أكثر شيوعاً بين المراهقين والشباب.[1]

وقد توصل العلماء إلى أنّ شلل النوم في معظم الحالات هو مجرد علامة على أنّ الجسم لا ينتقل بسلاسة بين مراحل النوم المتعددة، إذ من النادر أن يرتبط شلل النوم بمشاكل نفسية عميقة. وعلى مر القرون، تم وصف أعراض شلل النوم بعدة طرق كان أغلبها حدوث تلك الأعراض بسبب شياطين ليلية غير مرئية في العصور القديمة، أو المختطفين الأجانب. وقد كان لكل شعب وحضارة تفسيرات مختلفة لشلل النوم يدور معظمها حول وجود مخلوقات شريرة غامضة تخيف البشر الذين لا حول لهم ولا قوة في الليل.[2]

كيفية حدوث أبو اللبيد

يُعتبر شلل النوم حدثاً غير مرغوب فيه يرتبط بالنوم، وكما قلنا سابقاً فإنّ أعراضه تحدث مباشرة بعد النوم أو عند الاستيقاظ في الصباح، وفي معظم الحالات يرتبط شلل النوم بهلوسة بصرية وسمعية وحسية تحدث أثناء الانتقال بين النوم والاستيقاظ، وتندرج باستمرار في واحدة من ثلاث فئات كالآتي:[3]

  • الدخيل: (بالإنجليزية: Intruder)، وهي مرحلة يسمع فيها الشخص أصوات فتح مقابض الأبواب، أو يرى ظل إنسان، أو يشعر بوجود تهديد في الغرفة.
  • الجُثَم: ويُعرف كذلك بالجاثُوم أو الضاغُوط أو الكابُوس (بالإنجليزية: Incubus)، وهي مرحلة تتميز بالشعور بالضغط على الصدر، وصعوبة في التنفس مع الشعور بالخنق أو الاعتداء الجنسي من قبل كائن خبيث، ويعتقد الشخص فيها أنّه على وشك الموت.
  • الحركة الدهليزية: وهي إحساس بالدوران، أو السقوط، أو العوم، أو الطيران، أو التحليق، فوق جسم أحد الأشخاص أو الشعور بالخروج من الجسم.

أسباب حدوث أبو اللبيد

يمكن القول أنّ هناك حالتين من الوعي يمر بهما الإنسان وهما النوم والاستيقاظ، وبينهما فترة انتقالية تتميز بأنّها قصيرة وهادئة لدى معظم الأشخاص، وعند زيادة هذه الفترة الانتقالية أو عدم حدوثها كما ينبغي يمكن أن يعاني الإنسان من شلل النوم. ويُعتقد أنّ شلل النوم يرتبط بمشكلة تتعلق بتنظيم نوم حركة العين السريعة (بالإنجليزية: Rapid eye movement sleep)، وهي مرحلة يكون فيها جسم الإنسان في حالة من الشلل بسبب استرخاء العضلات. وفي بعض الأحيان قد يحدث استرخاء العضلات هذا أثناء الاستيقاظ مما يسبب عدم القدرة على الحركة رغم وعي الشخص بأنّه قد استيقظ. وقد ربطت الأبحاث المتعلقة بالنوم حدوث شلل النوم بالعديد من العوامل المحفزة مثل: الحرمان من النوم والتوتر؛ حيث يلاحظ أن الأشخاص الذين يتغير جدول نومهم بشكل كبير وأولئك الذين يعانون من اضطراب النوم أثناء العمل قد يكونون عرضة بشكل أكبر من غيرهم للإصابة بشلل النوم. ويمكن القول أنّ العوامل التالية قد تزيد من خطر الإصابة بشلل النوم: [4][5]

  • الاضطرابات النفسية: تشير الدراسات إلى وجود علاقة قوية بين الاضطرابات النفسية مثل؛ القلق والاكتئاب، وتعاطي الكحول أو المخدرات، وشلل النوم.
  • التاريخ العائلي: رغم عدم وجود سبب وراثي معروف، إلا أنّ شلل النوم قد يكون شائعاً لدى بعض العائلات أكثر من غيرهم.
  • وضعية النوم: يفيد معظم الأشخاص الذين يعانون من شلل النوم أنّه يحدث عندما ينامون على ظهورهم، إلا أنّ بعض الأشخاص الذين ينامون على بطنهم أو أحد الجانبين قد يعانون من شلل النوم.
  • التوقيت: تشير الغالبية العظمى من الناس إلى أنّ شلل النوم يحدث أثناء الدخول في النوم، إلا أنّه قد يحدث عند الاستيقاظ من النوم. ويحدث شلل النوم عادة في الليل، إلا إنّه قد يحدث أثناء قيلولة النهار أيضاً.
  • اضطرابات النوم الأخرى: يمكن أن يحدث شلل النوم لدى الأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم والخُدار (بالإنجليزية: Narcolepsy).
  • العمر: يمكن أن يؤثر شلل النوم في الرجال والنساء من أي فئة عمرية، إلّا أنّ متوسط ​​العمر عند حدوثه هو 14-17 سنة.
  • الإجهاد العقلي.
  • اضطراب ثنائي القطب.
  • استخدام بعض الأدوية.
  • تشنجات الساق ذات الصلة بالنوم.

الوقاية من أبو اللبيد

إنّ معالجة السبب الأساسي وراء الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم تُعدّ أفضل طريقة لعلاج لشلل النوم والوقاية من حدوثه، كما أنّ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل كامنة، مثل؛ الإصابة بصدمة سابقة، قد يستفيدون من العلاج النفسي إضافة إلى دواء برازوسين (بالإنجيزية: Prazosin) الذي يُعدّ فعالًا في الحد من الكوابيس التي تسببها الصدمات والتي قد تؤدي إلى شلل النوم. وقد يؤدي اتباع النصائح التالية إلى منع الإصابة بشلل النوم:[6]

  • المحافظة على جدول نوم منتظم: تُعدّ المحافظة على جدول نوم منتظم أفضل طريقة بالنسبة لمعظم الناس لمنع الإصابة بشلل النوم، ولذا يُنصح الأشخاص المحرومين من النوم باختيار وقت نوم منتظم، والحصول على عدد ساعات نوم تشعر الشخص بالانتعاش طوال اليوم. ومن الجدير بالذكر أنّ معظم البالغين يحتاجون 7-8 ساعات من النوم، إلا أنّ بعضهم قد يحتاج إلى تسع ساعات أو أقل من ست أو سبع ساعات من النوم.
  • علاج الاضطرابات المرتبطة بالنوم: مثل الخُدار الذي يُعدّ اضطراباً يتميز بنوبات مزمنة من النعاس المفرط أثناء النهار، وشلل النوم، والهلوسة، والجمود في بعض الحالات؛ ويُعرف الجمود بأنّه فقدان جزئي أو كلي للسيطرة على العضلات، ينجم عن مشاعر قوية مثل الضحك والغضب والغبطة أو المفاجأة. ومن الجدير بالقول أن الخُدار يؤثر بنسب متساوية على الرجال والنساء ويعتقد أنه يؤثر على ما يقرب من شخص واحد من بين 2000 شخص. وتظهر أعراضه في مرحلة الطفولة أو المراهقة. ويشعر الأشخاص المصابون بالخُدار بالنعاس الشديد أثناء النهار وقد ينامون قسراً أثناء القيام بالأنشطة العادية. ومما يميز حالة الخُدار أنّ الحدود الطبيعية بين اليقظة والنوم غير واضحة، لذلك يمكن أن تحدث خصائص النوم أثناء استيقاظ الشخص. وقد يعاني الشخص المصاب بالخُدار من الهلوسة التي تشبه الحلم والشلل وهو ينام أو يستيقظ، بالإضافة إلى اضطراب النوم أثناء الليل والكوابيس الحية.[7][8]

المراجع

  1. ↑ "Sleep paralysis", www.nhs.uk, Retrieved 13-3-2019. Edited.
  2. ↑ "Sleep Paralysis", www.webmd.com, Retrieved 13-3-2019. Edited.
  3. ↑ "Everything you need to know about sleep paralysis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 13-3-2019. Edited.
  4. ↑ "Causes and Prevention of Sleep Paralysis", www.verywellhealth.com, Retrieved 13-3-2019. Edited.
  5. ↑ "Sleep Paralysis – Symptoms & Risk Factors", sleepeducation.org, Retrieved 13-3-2019. Edited.
  6. ↑ "What's happening to the body during sleep paralysis", wexnermedical.osu.edu, Retrieved 13-3-2019. Edited.
  7. ↑ "Narcolepsy", www.sleepfoundation.org, Retrieved 13-3-2019. Edited.
  8. ↑ "Narcolepsy", rarediseases.org, Retrieved 13-3-2019. Edited.