ما هو انحراف النظر طب 21 الشاملة

ما هو انحراف النظر طب 21 الشاملة

انحراف النظر

يُطلق مصطلح انحراف النظر أو الإستغماتزم أو اللانقطية أو اللابؤرية (بالإنجليزية: Astigmatism) على إحدى مشاكل العين التي تُسبب ضبابية الرؤية أو زغللة العين، وتحدث هذه الحالة نتيجة حدوث اختلال قرنية العين (باللاتينية: Cornea) أو عدستها، ويُشار إلى أنّ القرنية تُمثل الطبقة الشفافة الأمامية للعين، وأمّا العدسة فهي الجزء الداخلي من العين الذي يمنحُها القدرة على التركيز في الأشياء،[1] ومن الجدير بالتوضيح أنّ انحراف النظر لا يُصنّف على أنّه مرض قائم بذاته، وإنّما مشكلة تُسبب اضطرابًا في طبيعة النّظر،[2] وحقيقةً يُصنف انحراف النظر على أنّه أحد مشاكل العين الانكسارية، ويُقصد بها تلك الاضطرابات التي تُسبب فقدان العين قدرتها على تحقيق انكسار الضوء على الوجه المطلوب، ولأنّ انحراف النظر يُسبب هذه المشكلة فقد تمّ تصنيفه ضمن المشاكل الانكسارية كما بيّنّا، وفي سياق الحديث عن عيوب الانكسار، يُعدّ قصر النظر وطول النظر من هذه المشاكل أيضًا.[3]

وبالاستناد إلى الإحصائيات التي نشرتها مجلة علم العيون الحالي (بالإنجليزية: Journal of Current Ophthalmology) أنّ انحراف النظر يُعدّ أكثر مشاكل النظر الانكسارية شيوعًا بين الأطفال، والبالغين كذلك، وإنّ أكثر الأفراد الذين تمّ تسجيل إصابتهم بهذه الحالة هم من سكان جنوب شرق آسيا.[4]

أسباب انحراف النظر

لفهم السّبب الكامن وراء حدوث انحراف النظر لا بُدّ من التطرق لبعض أجزاء العين بشكلٍ تفصيليّ أكبر، إذ يجدر توضيح أنّ الشبكية (بالإنجليزية: Retina) هي الجزء من العين المسؤولة عن إنشاء الصور التي يراها الإنسان، وحتى تقوم الشبكية بعملها، لا بُدّ من وصول ضوء منكسر إليها، وإنّ الأجزاء التي تقوم بحرف أو كسر الضوء في العين هما عضوان لهما سطح منحني، وهما: القرنية والعدسة سالفتي الذكر، وفي حالات العين الطبيعيّة يكون تقعر أو انحناء هذه الأجزاء في العين مناسب تمامًا بما يُمكّن من إنشاء صور بتراكيز عالية للغاية في شبكية العين، وبالتالي تكون الرؤية واضحة دون وجود أيّ مشاكل، ولكن في حال كان انحناء أو تقعر العدسة أو القرنية مختلفًا عن الوضع الطبيعيّ فإنّ ذلك يُسبب انكسار الضوء بطريقتين مختلفتين، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين صورتين مختلفتين في الشبكية، وعندئذٍ تتداخل الصورتان مع بعضهما البعض لتظهر في نهاية المطاف على شكل صورة مصحوبة بالضبابية أو الزغللة، بمعنى أنّها تكون غير واضحة، وعليه يمكن القول إنّ انحراف النظر يكون أحد نوعين اثنين؛ إمّا الانحراف العدسي (بالإنجليزية: Lenticular astigmatism) الذي تكون فيه إحدى حافتي العدسة غير منحنية بالطريقة الصحيحة، وإمّا الانحراف القرني (بالإنجليزية: Corneal astigmatism) الذي تكون فيه إحدى حافّتي القرنية غير منحنية بالطريقة الصحيحة، والجدير بالبيان أنّ انحراف النظر قد يظهر منذ الولادة، أو قد يظهر في مراحل الحياة اللاحقة؛ بعد التعرض لعامل معيّن، أو قد يكون مجهول السّبب في حالات أخرى، وعلى أيّة حال فإنّ انحراف النظر لا يزداد سوءًا مع القراءة في ضوءٍ خافت ولا مع الجلوس القريب من الشاشات، وكذلك فهو لا ينجم عن مثل هذه التصرفات.[5][1]

سبق وبيّنا أنّه توجد مجموعة من العوامل التي قد يكون لها الدور في ظهور مشكلة انحراف النظر، ومن هذه العوامل ما يأتي:[2]

أعراض انحراف النظر

حقيقة لا يُرافق الحالات البسيطة من انحراف النظر ظهور أي أعراض أو علامات، حتى أنّ المشكلة ذاتها قد لا تكون ملحوظة، ولكن في الحالات المتقدمة قد تظهر بعض الأعراض والعلامات، والجدير بالبيان أنّ هذه الأعراض لا تقتصر على مشكلة انحراف النظر، بمعنى أنّ ظهورها لا يؤكد الإصابة بمشكلة انحراف النظر، وإنّما يتطلب الأمر إجراء مجموعة من الفحوصات لتشخيص الحالات وسنأتي على بيانها لاحقًا، وعلى أية حال يُمكن بيان أهمّ الأعراض والعلامات التي قد تُرافق انحراف النظر أدناه:[6][7]

تشخيص انحراف النظر

يمكن للطبيب المختص إجراء أحد الفحوصات الطبية لتشخيص الإصابة بانحراف النظر وتحديد مدى شدّة الحالة، من هذه الفحوصات الطبية ما يأتي:[8]

وفي سياق الحديث عن تشخيص الإصابة بانحراف النظر يجدر التذكير بأنّ الكثير من الأطفال الذين يُولدون بمشكلة انحراف النظر لا يتم اكتشاف المشكلة إلا عند إجراء فحوصات العين، ولذلك فإنّ الجمعية الأمريكية للبصريات (بالإنجليزية: American Optometric Association) تُوصي بإجراء الفحص على عمر ستة أشهر، ثمّ على عمر ثلاث سنوات، ثمّ قبل دخول المرحلة الابتدائية، ثمّ كل سنتين بعد ذلك، ولكن في حال كان الطفل من الفئات المعرضة جدًا لخطر الإصابة بانحراف النظر فإنّه يُوصى بإعادة إجراء الفحص مرة كل سنة، وأمّا بالنسبة للبالغين فإنّه يُوصى بإجراء الفحص مرة كل عامين، وأكثر تكرارًا من ذلك في حال المعاناة من مشكلة صحية مزمنة تزيد فرصة الإصابة بانحراف النظر مثل السكري.[7]

تصحيح انحراف النظر

حقيقةً إنّ أغلب حالات انحراف النظر يمكن تصحيحها، وتختلف الوسيلة التي يمكن استخداكها لتصحيح النظر، ومنها: النظارات الطبية، والعدسات اللاصقة، والليزر، والجراحات الأخرى التي تُعنى بتصحيح أخطاء الانكسار، بالإضافة إلى الخيار العلاجي الذي يُسمّى إعادة تشكيل قرنية العين (بالإنجليزية: Orthokeratology)، وفيما يأتي بيان هذه الخيارات العلاجية بشيء من التفصيل.[2]

النظارات الطبية

عادة ما يلجأ المصابون بانحراف النظر إلى استخدام النظارات الطبية كخيار أوليّ للسيطرة على المشكلة لديهم، وحقيقةً يقوم مبدأ النظارات الطبية على استخدام عدسات أسطوانية تُعوض ما يُعاني منه المصاب بانحراف النظر، وهذا ما يزيد قوة العدسة في بعض مواطنها، وعادة ما يتم وصف عدسة أحادية الرؤية للمصابين بانحراف النظر بحيث تكون كفيلة بجعل الرؤية واضحة على المسافات المختلفة، ولكنّ المصابين بقصور أو طول البصر الشيخوخي قد يحتاجون إلى عدسة إضافية أخرى.[9]

العدسات اللاصقة

تُعدّ العدسات اللاصقة الخيار الأفضل في بعض حالات انحراف النظر، وهي تقوم بنفس عمل النظارات الطبية، ولكنّها أبهظ ثمنًا، وتتطلب رعاية واهتمامًا خاصّين، وهي لا تناسب الأفراد من جميع الفئات العمرية؛ إذ إنّها غير ملائمة للأطفال الصغار مثلًا، وسُمّيت باللاصقة لأنّها تلتصق بسطح العين مباشرة، والجدر بالعلم أنّه يوجد العديد من أنواع العدسات اللاصقة، منها ما يُستخدم ليوم واحد، ومنها لشهر، ومنها ما يُستخدم طوال المدة، ويتم الاختيار فيما بينها بحسب حالة المصاب وظروفه الأخرى.[6]

إعادة تشكيل قرنية العين

من الممكن إعادة تشكيل القرنية باستخدام الليزر، وبذلك يتم تغيير الطريقة التي يتركز فيها الضوء في العين، وبشكلٍ مماثل لليزر ولكن دون استخدام الجراحة مطلقًا من الممكن تشكيل القرنية بالطريقة المُسمّاة Orthokeratology؛ إذ يقوم مبدؤها على ارتداء عدسات لاصقة مخصصة لهذا الغرض لمدة ليلة كاملة؛ وإنّ هذه العدسات قادرة على تغيير السطح الأمامي للقرنية بلطف ويُسر، ممّا يؤدي إلى وضوح الرؤية في صباح اليوم التالي، والجدير بالعلم أنّ هذه العدسات لا تُرتدى أثناء النهار، كما أنّها أكثر ما تُناسب أولئك الذين يُعانون من انحراف نظر بدرجات بسيطة.[2]

الجراحة بالليزر

من الممكن أن يلجأ الطبيب المختص للخيار الجراحيّ باستخدام الليزر لتصحيح النظر في حالات انحرافه، ومن هذه الخارات الجراحية ما يأتي:[7]

على الرغم من تعدد الفوائد التي قد تترتّب على استخدام الليزر لتصحيح النظر في حال المعاناة من انحرافه، إلا أنه توجد مجموعة من الحالات التي قد يحذر فيها إجراء هذه الجراحة أو على الأقل يجدر بالطبيب المختص أخذها بعين الاعتبار قبل إخضاع المصاب لهذه الجراحة، ومن هذه الأمور يُذكر الآتي:[10][11]

من المخاطر التي قد ترتتب على الخضوع لعمليات الليزر للعينين ما يأتي:[7]

المراجع

  1. ^ أ ب "Astigmatism", www.nei.nih.gov, Retrieved December 8, 2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Astigmatism", opto.ca, Retrieved December 8, 2019. Edited.
  3. ↑ "Astigmatism", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved December 8, 2019. Edited.
  4. ↑ "Global and regional estimates of prevalence of refractive errors: Systematic review and meta-analysis", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved December 8, 2019. Edited.
  5. ↑ "Astigmatism", www.mayoclinic.org, Retrieved December 8, 2019. Edited.
  6. ^ أ ب "Astigmatism", patient.info, Retrieved December 10, 2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "What is astigmatism and how is it treated?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved December 10, 2019. Edited.
  8. ↑ "Astigmatism Diagnosis and Treatment", www.webmd.com, Retrieved December 10, 2019. Edited.
  9. ↑ "Astigmatism", www.aoa.org, Retrieved December 10, 2019. Edited.
  10. ↑ "8 Reasons Lasik Eye Surgery Might Not Be Right for You", www.verywellhealth.com, Retrieved December 11, 2019. Edited.
  11. ↑ "LASIK surgery: Is it right for you?", www.mayoclinic.org, Retrieved December 12, 2019. Edited.